الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٨ صباحاً

أوراق صالح المتساقطة .. المالية ثالثا

باسم مغرم
الجمعة ، ٠٣ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
بعد عملية اقتحام وزارة الداخلية ونهبها على مرأى ومسمع من الجميع بما فيها قوات الامن وسقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى نتيجة الاشتباكات التي حصلت قبل اقتحامها، وكذا تشكيل لجنة ضياع الحقوق للتحقيق في الحادثة كسابقاتها من الحوادث كالسبعين وكلية الشرطة وغيرها.

وبعد الحملة الإعلامية التي تعرض لها وزير الداخلية قحطان من قبل الجميع بما فيهم الثوار وكان مستحقا لذلك للأمانة، وهي العملية التي خطط لها مطبخ النظام الساقط الصاعد مجددا بشكل صحيح ونجح فيها في أن أثبت فشل الوزارة في حماية نفسها وعراها أمام الجميع، لكي يثبت ان هذه الوزارة فاشلة لاتستطيع حماية الوطن دامها لم تستطيع حماية نفسها، وقد نجح بذلك فعلا، وتعالت الانتقادات للوزير و دعته لتقديم استقالته، ونحن الثوار اول من نادى بذلك للأداء الهزيل للوزير في ظل العقبات التي تواجهه وطالبناه تقديم استقالته حفاظا لماء وجهه ونسينا ماء وجه اليمن؛ حيث أنه في حال قدم استقالته سيكون قدم الوزارة لبقايا المخلوع على طبق من ذهب وهذا مايريدونه فعلا، لأن الوزارة تحاول بقدر المستطاع ان تقف عائقا أمام بقايا النظام وأجهزتهم الامنية التخريبية وإلا لكانت عملياتهم التخريبية اكثر من التي حصلت.

وفي إطار الثورة المضادة المنظمة التي يقودها "الزعيم" صالح وعصابته الأمنية والهادفة الى خلخلة الأمن وتشوية الثورة اليمنية ومخرجاتها وكذا تشويه حكومة الوفاق والوقوف عثرة أمام أي إصلاحات تحاول ان تقوم بها والتي كنت قد أشرت لهذا الموضوع قديما في مقال سابق بعد تعيين حكومة الوفاق بعنوان "أوراق صالح المتساقطة وشباب الثورة "، والتي تحدثت عن وسائل صالح في مواجهة الثورة وماذا سيعمل خلال هذه الفترة ، واوضحت أن من تلك الوسائل أنه سيحاول وأجهزته الأمنية الوقوف ضد أي إصلاحات لحكومة الوفاق وخاصة الوزرات التي بيد المشترك وهاهو قد فعل في إطار إثبات فشل وزراء المشترك في أحراز أي تقدم أو إصلاح والذي بدأه في وزارة الكهرباء وهاهم ثانيا كرروها في وزارة الداخلية ونجحوا فيها، و المؤشرات تؤكد فيما لايدع مجالا للشك أن الوزارة القادمة والتي قد يتم اقتحامها ونهبها الأخرى هي وزارة المالية خاصة مع الحملة الإعلامية التي يتعرض لها وزير المالية والتي تشبه لحد كبير الحملة التي تعرض لها وزير الداخلية وكون الوزارتين من اهم الوزارات التي يسيطر عليها خصومهم في المشترك والتي يحاولوا بأي وسيلة إعاقتهما وتوجيههما لخدمة مصالحهم أو بالاصح مصالح صالح.

وسؤال يتبادر الى الأذهان لماذا فقط الوزارات التي يقودها المشترك هي التي تتعرض للنقد وتشن ضدها الحملات الإعلامية، وتنعت بالتقصير وجهود الإصلاحات فيها تبوء بالفشل !؟ ولم نسمع ذلك في وزارة اخرى يقودها المؤتمر بل وكأن بعضها مختفية من الخارطة لم نسمع عنها ولا عن وزيرها منذ تعيينه، والوزارة الوحيدة التي عملت بشكل لابأس به في أداء مهامها في الأشهر الأولى هي وزارة الدفاع والتي تم مواجهة إصلاحاتها بالمطالبة بإقالة الوزير كونه جعل من الوطن حزبا له وحاول أن يوجه وزارته بقدر مايستطيع لصالحه، ومن بعد حملات المطالبة بإقالته وتغييره يبدو أن الوزير قد عاد الى نومه مجددا.

وفي إطار الإستفادة من نصف الحكومة التي يقودها صالح وإعاقة أي إصلاحات للنصف الاخر منها؛ يعمل على إعادة لملمة أوراقة لإعادة بناء مملكته والإستعداد لإنتخابات 2014 والتي يعمل للزج بنجله فيها لإستكمال مملكته بعد أن ألغى مبدأ التوريث عن طريق المحلل "هادي" والذي أجاد الدور حتى اللحضة في ذلك، وحين يكون موعد الإنتخابات قد حان يكون الشعب قد اشتاق لحقبة صالح وفي ظل تسخير كل امكانياته لتشويه المرحلة الإنتقالية وقلب الرأي العام لصالحة قد ينجح في إعادة مجد مملكته من جديد بتنصيب "حمادة" للولاية القادمة بعد أن شغل المشترك هذه الأيام بالتناحر فيما بينهم وأفقدهم لهيبتهم بين الأخرين، كما أوجد لهم قوة ثالثة تتمثل بالحوثيين والحراك لتكون شريكا للصراع معهم لينشغلوا فيما بينهم ويتركوه وشأنه يلعب وحيدا بعد أن أشغل شباب الثورة أيضا مابين هؤلاء و مابين محبطين من الجميع بما في ذلك الثورة.

وعليه نطالب من هادي وكافة الشرفاء في هذا الوطن من قيادات حكومية وأمنية الوقوف يدا واحدة لإيقاف صالح وثعابينه التي يرقص معهم فوق رؤوس الشعب، والعمل الفوري لهيكلة الجيش وإقالة كافة أقاربه من مناصبهم الأمنية، والعمل الفوري لمطالبة المجتمع الدولي تجميد أموال صالح التي تمكنه من اللعب بالشعب وخيراته كما يريد، كما نطالب الشرفاء في حكومة الوفاق أن يعملوا على أداء مهامهم بكل استطاعتهم و فضح كل ما يعوقهم للجميع كي يعرف الشعب أن هناك إصلاحات ولكن واجهتها معوقات بدلا من التخبط لوحدهم، كما نطالب المشترك أن يكون فعلا مشترك وليس معترك وأن يعمل معا بروح وطنية بعيدا عن الحزبية الضيقه التي تخندقوا فيها وحوصروا ولم يستطيعوا الخروج منها وان يتخلوا عن مصالحهم في إقتسام التركة وليفكروا بمصلحة الوطن قبل فوات الأوان، كما نطالب من شباب الثورة ونرجوهم أن لا يسمحوا للإحباط أن يتسلل إليهم وأن لا يسمحوا لصالح وثعابينه تطبيق مخططاتهم وأن بستمروا بثورتهم حتى تحقيق كافة أهدافها وليقفوا يدا واحدة ضد كل من تسول له نفسه المساس بثورتنا أو بيع مكاسبها وإنها لثورة حتى النصر.