الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٠ مساءً

الهيكلة والحوار ونظرة الشباب

عيسى القدسي
الثلاثاء ، ١٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
ما حصل بـ الامس في المركز الثقافي خلال لقاء عقدته لجنة التواصل مع الشباب، بحضور رئيس حكومة الوفاق وعدد من الوزراء وسفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء من خلافات حادة ومشادات وشجارات في بعض الأحيان يضع رئيس الجمهورية أمام مسئوليته التاريخية والأخلاقية , اعتقد انه من الصعب الوصول إلى أي اتفاق والبدء في أي حوار ما لم يتم إقالة أقارب صالح من قيادة الجيش والأجهزة الأمنية ممن تورطوا في سفك دماء الشباب وهذه مهمة رئيسية تقع على عاتق الرئيس الذي خرج ملايين اليمنيين في 21 فبراير ليقولوا له "نعم" .

من يتحدثون حاليا عن هيكلة الجيش لا يعنون الهيكلة بمفهومها التقني والفني , لان ذالك يحتاج إلى سنوات , فالجندي اليمني طاله الجوع سنوات عدة ولذا يجب ان نركز على أن من ضمن الهيكلة هي بناء جيش قوي , ثم ان الهيكلة لابد وان تطال جميع الوحدات حتى قيادة الكتائب وعلى أساس صحيح ليس فقط قادة الأجهزة .

كما انه يجب تنفيذ خطوات جادة في تصفية الجيش ممن ارتبط اسمهم فقط في كشوفات الراتب والغذاء والحوافز السنوية ولا وجود فعلي لهم في الجيش والأمن , وكذا لا ننسى أن من الضباط من يتسلم راتب 100 جندي وهميين .

ثم انه لا يجب ان ننسى ان هناك جيش وطني تم حله بعد حرب 94 وهذا يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار لان هذا الجيش سيتم دمجه بالجيش الحالي وستكون هناك إعطاء الحقوق لهؤلاء من ترقيات ومستحقات حرموا منها سنوات عديدة. فـ نحن بحاجة الى سنوات من اجل الهيكلة لكن يجب ان يسبق ذالك كله خطوات رئيسة وهامة وهي إقالة قادة الأجهزة الأمنية ممن تورطوا في الدماء ومن كانوا ولا يزالون من أسباب التوتر ويحاولون ان يكونوا عقبة أمام أي مشروع سياسي من شأنه النهوض باليمن .

ما حصل بالأمس في قاعة المركز الثقافي وما حصل اليوم من جريمة شنعاء أودت بحياة بطل من أبطال قواتنا المسلحة وهو اللواء الركن سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية الشرقية لا ينبأ بحوار ناجح بل يشير إلى أن قوى الماضي لا تزال تحاول إفشال أي خطوة ايجابية في سبيل انتشال اليمن من المستنقع الذي أوقعتها في هذه القوى طيلة عقود .

اعتقد أن اختلاف الشباب مع الأحزاب السياسية حول الحوار وتهيئة أجواء الحوار كان من منطلق ان هناك اطراف ذات قوة فعلية تجتهد في إفشال أي حوار وبيدنا القوة على تحجيم بل وإنهاء قوة تلك الأطراف بإقالة قادة الجيش والأمن الذين لا يزالون يعتبرون اليمن مزرعة خاصة بهم ولهم الحق في التصرف بها كيفما شاءوا.

الهيكلة تحتاج الى وقت طويل لكن القيادات الأمنية المتورطة في سفك الدماء والمتعطشين لسفك المزيد من الدم اليمني يجب ان يقالوا فورا حتى لا نقع في إشكالات ويتطور الأمر أكثر مما رأيناه بـ الأمس في المركز الثقافي وما رأيناه اليوم من جريمة اغتيال قائد المنطقة الجنوبية .