الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٨ صباحاً

سماسرة من تعز 1-6

بندر الحميري
الاثنين ، ٠٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
فرضا أن شخصا لديه ابن وبنت تعب في تربيتهما وسهر كثيرا لأجلهما قدم لهما كل أساسيات الحياة بذل لهما كل كماليات ورفاهية العيش وبعد أن أكملا الثانوية راودته فكرة استحسنها عقله وقرر أن يبعثهما للدراسة في الخارج على أمل أن يتعلما علما يخدمان بلدهما النامي يستفيدا ويفيدا

سافر الولدان وبعد غياب وغربة وشوق وطول انتظار رجع الولدان بعد أن أتـما دراستهما يحملان بين أيديهما مشروعان

الأول وهو الابن جاء إلى بيتهم إلى مسقط رأسه إلى حجرته الدافئة إلى غرفة أبيه المتواضعة إلى غرفة أمه المليئة أشواقا إليه ’ نعم جاء لا ليصل رحمه’ أو ليطفئ نار الأشواق الملتهبة في صدر أبيه ’ وحنايا أمه’ جاء فقط ليدل المشتري الذي باعه البيت ويتفحصه لو بقيت فيه قطعة ولم تدخل في عقد البيع ليضيفها إلى العقد وليأخذ ثمنها حالا ,

ذلك حال الولد أما البنت جاءت تحمل شهادة من منظمة الصحة العالمية خلاصة مافيها" فيروس ايدز " !

ترى كيف سيكون حال الوالدين ؟؟

أي شعور وإحساس سيكون حاضرا هذه اللحظة ؟

أظن أن مرحلة اللا شعور والدخول في اللا وعي هو أفضل وانسب الطرق لتجاوز هذه المشهد المؤلم .

نعم وهكذا ياأعزائي القراء ويا محبين تعز الحرية تجد المشهد هذا حاضرا "معنويا " في تعز الأم فتجد أن أناس ابتعثناهم ليمثلونا في الداخل والخارج وليكونوا لسانا لنا وأعطيناهم أصواتنا ومنحناهم ثقتنا لكنهم للأسف عادوا إلينا لا يخرجون عن الاثنين السابق ذكرا " إما بائعا أو مائعا – مفيرسا - "

ومن العيب أن يحصل هذا ولكنه قد حصل والأكثر عيبا أن يتم إشهار عقد البيع أو عرض الشهادة "المفيرسة " على وسائل الإعلام والوقوف بجانها فاتحا فاه وكأنه بطل بفعلته هذه

نعم لقد حصل هذا وظنوه انتصارا عندما اعتقدناه انتحارا..

ومن الذين منحناهم ثقتنا شخصا أصبح يعرف لاحقا بـــ سلطان " رفسوه الجن أصغر سامعي "

فقد كان لهذا الشخص قيمة وقدر كبير في نفسي وأعتقد في نفوس الكثير من اليمنيين لكن ما إن وصل به الحد إلى انه مستعد أن يبيعنا لمن يدفع أكثر قلنا له توقف فإننا لسنا ملكا لك فإننا أحرار

نعم يا سلطان كيف لنا أن نصدقك بأنك ثائر حر وأنت تقدس العبودية وتبيعها لأبناء تعز الأحرار

كيف نصدقك بأنك منقذ ثورة وناطق باسمها وأنت غارق في وحل الإمامة !

أنصدقك وأنت تسقط من أعلى قمم سامع الشماء وتقول لنا بأنك تصعد في السماء !

فمن يصدقك بعد اليوم ؟ فالناس تسمع بأعينها في هذه الأيام ولم يعد ينطلي عليها كلام تثرثره هنا أوكلمات تكتبها على حائط صحف صفراء أوعبارات تلفظها في مقيل ما وأنت تستعرض فيه عضلاتك على معاق إلا من الإرادة بينما أنت الآن مكبل بالكثير من القيود لعل أهونها أنك أصبحت في سجن متحرك وزنزانة ترافقك أنى ذهبت ومجتمع لم يعد ينظر إليك إلا كما ينظر للمجذوم إذا رؤاك قالوا " لا حول ولا قوة إلا بالله "

هذا سلطان الذي كان..... وكان ..... وكان ....... ! كيف أصبح اليوم ..... يقدس قاتل آبائه ويعمل معهم ليل نهار ليقتلوا أبنائه فقط

واني لأعجب يا سلطان أن تسقط هذا السقوط المدوي بعد أن كنت تكره الهبوط ولكني تذكرت انك تسكن أعالي الجبال فزلت قدم تهوي بك آلاف الأميال في مكان سحيق ومن يهوي من أعلى الجبل ليس كمن يسقط من على ارتفاع متر أومترين وجبال سامع ترفض أن يسكن عليها من خف وزنه وأصبح كريش حمام في مهب ريح

واني أخيرا يا"سلطان " أخاطب ضميرا كنت أعرفه حيا قديما أن بقي فيه عرق ينبض بعد ما أصيب بداء الموت والموت واللعنة

أن تقف مع نفسك خاليا لحظة صدق لتتوصل حتما - ان كان عقلك الذي أعرفه لاتزال تملكه - إلى الوقوف مع شعب تعز الذي رفعك حينما رفعته ووضعك حينما أهنته

فعزتك به وقدرك لن يكون إلا منه ولن يأتيك عزا من جزيرة "أبو لؤلوة" لأنها لا تصدر الاالعبوديه والذل الذي لا يطاق وان تعود "سلطان" كما كنت تريد الحرية لا تبيع العبودية إذ لربما يُــغفر لك ما قد سلف..

وللـموضوع بـقـيـة