لحظة يا جنوب
مقال: لحظة يا جنوب
بقلم / بندر الحميري
" ياأخي لا تمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
ولقلبي كما لقلبك أحـــلا م حسان فإنه غير جلمد
لا يكن للخصام قلبك مأوى إن قلبي للحب أصبح معبد " " ايلياأبو ماضي"
أيها الجنوب الحبيب نحن في الشمال القريب لك فينا مآرب كما لنا فيك مقاصد, لك فينا ظل وارف في صيف جاف,كما لنا فيك مكان دافئ في شتاء قارص ,
أصبحت ألان أحلم كيف سيكون لون بطاقتي ونحن نتنقل من اليمن الى القاهرة أو اسطنبول ومن حضرموت إلى الرباط ونعود الى عدن أو نرجع إلى صنعاء أو نهبط في الحديدة أفكر فقط ما هو الرقم الوطني الذي يمكن أن يكن وكم عدد أرقامه عندما نكن نذهب إلى بيروت أو دمشق أودبي والدوحة أو بني غازي وبني وليد بينما بعض أبنائك يريد أن يعود بي إلى أن أحلم كيف لي أن أدخل مدينة الضالع لألقي نظرة على جبل ردفان لأستذكر وأوثق عمل الأبطال في مقاومة الاستعمار البريطاني؟ أصبحت آ مل كيف لي وأنا ازور حدائق بابل بهويتي الوطنية وبعضكم يريد حرماني من جلسة تحت بساتين الحسيني!
أيها الجنوب لحظة من فضلك فكر كثيرا فيما يقوله الذين لا يفكرون فيك وأسمع كثيرا للذين يفكرون فيك.
أيها الجنوب نحن نعلم أنك وحدوي ولا ترضي بالانفصال لكن لا أريد أحلامك في الوحدة اليمنية أريد الأحلام تكبر للوحدة العربية للوحدة الإسلامية
أيها الجنوب هل تعي ما يفعل بك بعض أبناءك آن لك أن تمسك على أيديهم لان حرمانك سيكون قبل حرماننا وخسارتك قبل خسارتنا وأول من يعاقبك وخزات ضميرك القادم إن غاب الآن
لحظة يا جنوب لا تحدث نفسك بأنك مُستَـغل من قبل الشمال أو ثرواتك منهوبة من قبل الشمال فكلنا مستغلين وكلنا منهوبين من قبل ناس مفسدين ينتمون للشمال كان أو الجنوب ولو قلت لك أن أكبر شخص ظلمني في الحياة يعود إلى الجنوب ـ ومنظمة هود على إطلاعه بالقضية ـ ولن أحملكم وزر صاحبكم لأني على يقين أن ظلمه لي لن يرضيكم.
فهون علينا يا جنوب وهيا لنبني وطننا معا
أيها الجنوب لن تكون جنوبا ستكون جيوبا كثيرة ملعوبا بكثرة وهذا مايؤلمني عليك وستحرم نفسك من حرية الحركة وحركة الحرية لتلحق بغابات الانكفاء فاقدا الاكتفاء محتاجا إلى ابناء الشمال كحاجة ابناء الشمال لك .
كيف ستكون لو حدثتك نفسك بالحلوى وتريد أن تنتقل إلى مدينة الراهدة لتأخذ هدية لك وأفراد أسرتك من حلويات علي سعيد المتميزة فقد تحتاج لإشباع ما حدثتك به نفسك أسبوعا من المعاملات والتوقيعات حتى تحصل على تأشيرة الخروج .
لحظة يا جنوب لماذا نصعب على أنفسنا الأمر السهل أظنها لا تزال دعوة الاجداد حين قالوا " باعد بين اسفارنا " تلاحقنا وتعمي أبصارنا أحيانا.
أيها الجنوب هروبك من الشمال ليس حلا أمثل لن تكون جنوبا أو جنوبين حتما عنك سيكون منك شمالا وشمال الشمال وشرق الشمال وغرب الشمال , ستظهر إمارة وقار وزنجبار , وتظهر سلا طين " شنشني شنشني يا مطر رشني " وتعود ترميم لترميم طينها المتساقط في معبد الانكفاء والعالم الذاتي الغير واقعي بينما تصبح شبوه متنفسا للقادمين من أدغال أفريقيا في الوقت الذي تكون فيه عدن قاعدة بحرية إيرانية ,
وأخيرا أيها الجنوب نحن نشفق عليك كما نشفق على أنفسنا من أيادي العبث الإيرانية المجوسية والأطماع الغربية والشرقية ولكننا نعدك أن الوطن لن يـُـؤتى من قبلنا ولن تمر مشاريعهم الخبيثة من شمالنا, فحافظ علينا في الجنوب نحافظ عليك في الشمال. وقف لحظة تأمل قبل اي خطوة ولك كل معزة.
