الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٦ صباحاً

ذكرى لمن كان له ثورة ..!

عبد الرحمن العسلي
الخميس ، ٠٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ذكرى لمن كان له ثورة ..!

لقد نجحت الثورة أن تدفع بالناس الى مناقشة قضاياهم و الدفاع عنها و أخاف أن يكون التفاعل ذلك كتفاعل قُطاع الصلاة في شهر رمضان ...

لا سبيل للتراجع إن لحظة نعاسٍ قد تسلبنا أحلامنا التي قاتلنا من أجلها سنة كاملة...

نحتاج الكثير ...

نحتاج أن تبقى العيون تحرس فقد يتسلل لص و لن يكون بالإمكان إخراجه مرة أخرى ...

نحتاج أن تبقى أقلانا مسلولة كالسيوف تقطع رقاب من يريدون أخذ حقوق البسطاء و السطو على آمال هذا الوطن المتعوب ،نحتاج أن لا نخلد للنوم بحجة أن لا فائدة ...

نحتاج أن نثقل كاهل الحكومة بالبرامج و الطموحات و أن نتطرف في أحلامنا و توقعاتنا فالنار لا تتوهج الا بزيادة الحطب و الضوء في أعتى قوته عندما يكون برقاً ...

ليس وقته الآن أن نتشارك الذكريات ،فالذكريات لا تموت ...

ليس وقته الآن أن نتبادل لحظات الفرح و الحزن ،لحظات النصر و الهزيمة ، فلم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعد ...

فتحنا ثغرة للنور لكنها لا تكفي ، الجدار لا يزال يحاصر المدن و يغلق أبوابها ، و أخاف أن تفتر المعاول التي تبشر تلك الجدران بالهلاك ، بالتحديد أخاف أن تبكي المدن من جديد بعد أن قضت عمرها كله تبكي و تنتحب ... ..
قد ترهلت أحلامنا !!

ما الذي يجري ؟!

إن جسور العبور لا تخلق نفسها بل نحن من نصنعها ..
المدن الساهرة على أحلامها لا تشيخ ...

من يحسن الصمود الى النهاية يفز ، و من يقتله يأسُه يموت كافراً بأهدافه غير شهيد ...

أيها الثوار نشرتم مصابيح النور في كل الأزقة المظلمة لكنها بحاجة الآن الى وقود كي تُضيء ...

رسمتم في السماء نجمات العز و لازالت بحاجة الى مزيد من التصاميم لكي تبدد ظلمة الليل الحالكة ...

سقيتم بالدماء الأرض فلا تخذلوها بصمتكم من جديد و هروبكم الى الحياة بعد أن عشتم سنة من الصمود و الرجولة ....

أرجوكم لا تناموا فقد ينام الوطن معكم ....

لتعلو الصيحات فلا معنى لإدخارها لمستقبل لن يكون جميلاً إذا لم نقاتل من أجله اللحظةَ...

صدقوني الثورة ما هي الا حلم و أمل و إصرارٌ و مجالدة و متى من تناسينا هذا فإنها تصبح أداة تجرح الذئب ، لينتفض مدافعاً عن نفسه ، و لا تقتله ...

سنروي الذكريات عندما ننتصر ، أقسم لكم أنها ستكون ألذ و أشهى في ذلك الوقت ..

ختاما ، نحتاج الى أن نتذكر كل الدماء ، كل الدموع ، كل الآهات ، كل الهزائم كي لا يهزمنا الملل ،نحتاج أن نتذكر الأحياء التي شاخت من هول أصوات القذائق و إنتشار الرصاص ، أن نتذكر الوصايا التي تطرفنا في بثها بين الناس ،أن نتذكر و لا ننسى فالنسيان موت و ما كان لنا أن نموت بهذه الطريقة الجبانة في حين ان أصدقاءنا ماتوا في الساحات مبتسمين...

نحتاج لكل ذلك كي نعيش ... بــ حُرية و كرامة و عدل