الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٣ مساءً

نحتاجك يا جمال

بندر الحميري
الجمعة ، ٢٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بداء جمال بن عمر أول زياراته لليمن في فبراير2011م ومارس عمله كوسيط ومبعوث للأمم المتحدة لليمن في يونيو"حزيران" 2011م بعد أن فشل مبعوث دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك

وما إن وطئت قدماه اليمن السعيد الذي كان يسمع به حتى عرف حجم الشقاوة التي يعيشها هذا البلد المحروم فقرر وأخلص لهذا البلد وبدا في مشوار العناء آخذا ما استطاع من أتعاب ليريح وليسعد السعيد.

واذكر انه لما كان يأتي ابن عمر في زيارته لليمن كانت تصلح الأجواء وتضيء الليالي الظلماء وتنعم العاصمة وضواحيها بوصوله وكنت أرى بعيني عجائب ممن كان بالأمس والأمس فقط من جنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري في حي القاع أو جولة كنتا كي يطلق النار مباشرة على صدور عارية وشباب يحلم بدولة قانون وعدالة ويريد العالم يسمع له ويؤيد تطلعاته

هاهي اليوم بندقيته القاتلة تقذف الورود بدلا من البارود

وكنت اسمع منهم وبأصوات الميكرفونات " تفضلوا يا شباب!تفضلوا ياشباب "

أخلاق أنبياء ومعاملة راقية وكنت أتسأل ما الذي جعلك بالأمس تقتلنا وتختار الرؤؤس والرقاب لتهديها ما يخرج من فوهة بندقيتك من زهور وقشور لتكون النتيجة فصلها أو قطعها فقط!!

وهؤلاء هم الشباب أنفسهم الذين مروا من هنا بالأمس يمرون اليوم !!

بل مالذي يصيبك عندما تغادر رحلة بن عمر أجواء اليمن السعيد تعود لما كنت عليه سابقا فترد على من يرفع إليك يديه مسلّما ومسالما بقبلة حب تلقيها على جبينه الزاهر تخرجها من فم حديد تحمله بين يديك - يشبه إلى حد كبير قلبك الذي تحمله بين حنايا صدرك - لتصدر ضوضاء وهلعا وموت

نعم وكنت أقول حينها حفظك الله يا بن عمر وأبقاك في اليمن الشقي لتسعده فقد كان بقاءه وما يزال يمثل منبع خير ومصدر إشعاع وكان إذا انطفأت الكهرباء فجاءت قال الناس أسافر ابن عمر؟

وانتم تلا حظوا انه بمجرد وصول ابن عمر أخيرا لم تنقطع الكهرباء لحظة واحدة ولم يوجد ذلك الرجل الذي في صحاري " الجد عان " أو منطقة " آل شبوان " بمأرب يطلب حقه ودينه من الحكومة السابقة فيرمي خبطة حديد على خطوط الضغط العالي ليقول للدولة إنا هنا فأين أنت ؟

أين هو الآن ؟ وهذا أمر يثير الكثير من التساؤلات وهل لايزال مثل هذا رهن إشارة من "عفاش " وهل منعه في هذا الوقت بالتحديد من ممارسة هذا العمل؟

نعم يا جمال نحتاجك اليوم أكثر من أي وقت مضى لأننا نريد كهرباء نريد نور نستضيء به نريد أيضا الكثير من التغييرات القادمة نريد أن نغير أولا عميد كليتنا وهو يرفض قرار إقالته إلا بحضورك

وما يهم لو أتعبناك فال" عفافيش " كثيرة ولا تظن أن صالح وعائلته فقط من يرحلون عن طريقك

فهناك مديرة مدرسة في تعز لم يقدر مدير المركز التعليمي ولا المحافظ السابق على إقالتها لأنها تمتلك عدد من الأطقم العسكرية بينما أطقم الدولة لا يزال مكتوب في لوحتيها الأمامية والخلفية " خصوصي "

يا جمال إننا نحن اليمنيون قررنا أن نتعبك كثيرا لتمرير عملية التغيير

والدفع بها نحو الأمام اليوم نريد تغير قائدا عسكريا وغدا مدنيا وبعد غدٍ قبليا وهكذا لذا نرجوك أن تعرف أننا نحتاجك دائما وأبدا وان تتفرغ لنا,

ولا ادري ماهو دور القرارات الجمهورية في الحياة !

ولا ادري ماهي العلاقة بين الدولة والمؤسسات المدنية والعسكرية والموطن اليمني

ولا ادري هل اُسمي هذه دوله وهي لا تستطيع أن تقوم بتغيير شرطي في جولة أو مدير مكتب علاقات!

وإن شكرك واجب يا جمال من جميع أفراد الشعب لأنك المنقذ الحقيقي لليمن

ونعتذر إليك عن دولتنا التي أساءت إليك كثيرا وهي تدفع بك لان تقوم بجولات مكوكية خاطفة لتتوسط عند قائد عسكري متمرد غبي أن يسلم ما بحوزته من علب فول وأرغفة خبز" كدم " وربما أزياء قما شية عسكرية عملت الأرَضة في أوساطها جولات وشوارع ـ لتسلمها للقائد الجديد وهذا كل ما تبقى في القاعدة الجوية

نأسف يا بن عمر لأننا أتعبناك وربما سنتعبك لاحقا لان مدير مرور الأمانة لا ينظم السير فلزم تغييره, فنرجوا أن تقوم باقناعة فلا تضيق يا جمال بنا فإننا نحتاجك ربما في كل تغيير قادم . أ – هـ