الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً

الثورة اخلاق وتضحية

احمد البدوي
الخميس ، ٢٦ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
اليمن عانى كثير من الظلم والقهر من المستعمر الأجنبي ومن بعض أبنائها على حد سواء جميعهم كان يطمح إلى كيفية نهب الثروات والخيرات اليمنية دون وازع من ضمير ولكل واحد أسلوبه ومبرراته وقد قامت الثورات اليمنية ضد الظلم بكافة أشكاله سواء من قبل المستعمر البريطاني أو الحاكم الأمامي لم يقوموا الثوار في تلك المراحل بثوراتهم من اجل أن يحكموا آو أن يصيروا رؤساء ووزراء وأصحاب مال وجاه لقد قاموا بالثورات وهم على قناعة إن حياتهم في خطر وموتهم حتمي ولكن الوطن والمواطن يناديهم إلى المبادرة في إشعال الثورات والانتصار للوطن والمواطن وليس من اجل الذات واستبدال ظالم بظالم أخر وقد استشهد غالبية الثوار والمناضلين واتوا من بعدهم من حرف مسار وأهداف ثوراتهم وكائن في هذا الشأن تنطبق مقولة جيفاراء ( الثورة يخططها العباقرة وينفذها الشجعان ويحكمها الجبناء ) ولكن هذه المقولة قد تنطبق على الثورات التي تقام من قبل بعض النخب السياسية أو العسكرية و لا يمكن أن تنطبق على ثورات هذا العصر وخاصة ثورات الربيع العربي لئن هنالك فوارق جذرية وأساسية بين ثورات الشعوب كل الشعوب وثورات النخب ومن أهم هذه الفوارق ما يلي :-

1- ثورات النخب يتم الإعداد لها من فترة وتدارس الأهداف آم الثورات الشعبية عفوية مع تبلور الأهداف

2- ثورات النخب تكون اقصائية ومخلفة صراع دائم آم الثورات الشعبية لا تقصى احد وتدعوا إلى المصالحة والقبول بالأخر

3- ثورات النخب تكرس الثروة والسلطة بيد أفراد أو أحزاب آم الثورات الشعبية تدعوا إلى المشاركة الواسعة لكافة أفراد المجتمع والأحزاب في بناء الوطن على أسس المشاركة في السلطة والثروة

4- ثورات النخب لا يكون عندها دعم شعبي واسع آم الثورات الشعبية يلتف حولها كافة أفراد الشعب علي اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية وتكون النخب الثورية مساعدة وداعمة لها

5- ثورات النخب يحدث فيها تجسيد الزعامة والتسلط الفردي آم الثورات الشعبية تسقط فيها الزعامات الفردية ويكون التشاور والحوار أساس القيادة الثورية

6- ثورات النخب ينتج فيها الخيانة والمكايدة آم الثورات الشعبية فهي ملك الشعب ولا يستطيع الأفراد عمل أي شي فتكون أي أعمال فردية آو خيانات غير مؤثرة في المسار الثوري

7- ثورات النخب تكرس الولات للإفراد آو الأحزاب آم الثورات الشعبية فيكون الولا بعد الله للوطن

إن الثورة اليمنية الشعبية التي أسقطة حكم الفرد وجبروته والتي يجب أن تتجسد في وعى وأخلاق الإنسان اليمني يجب أن تكون فارقة عن الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر مع احترامنا الكبير للثورتين والثوار وهذا الفرق يتركز في دراسة واستيعاب أسباب الانتكاسات في المرحلة الماضية التي حدثت في شطري اليمن كلا على حدة وفي اليمن الموحد من حيث تكريس الظلم والفساد ونهب الثروات وعملية الإقصاء سواء بالنفي آو القتل وان تعيد هذه الثورة الشعبية للشعب اليمني حقه في العيش بحرية وكرامة وأمان وان يشعر المواطن بأنه هوا من سيضع الحاكم ومن سيضع الخطط الاقتصادية ومن سيعيش وينعم بالثروات وان يكون حر مستقل بكل قراراته وهذا يحدث عندما يتحرر الإنسان والمواطن الثوري من حب الذات وحب المصلحة الذاتية الضيقة والانتما الضيق سواء للقبيلة أو جماعة أو حزب وان يجسد بدل هذا حب الوطن والمواطن وحب المصلحة العامة وان يكون الانتما كله لليمن وعلية أن يتذكر إنه في مرحلة الثورة كان عنده استعداد للتضحية بالنفس والمال من اجل الحرية وبنا اليمن الجديد وان يتذكر من سقطوا شهدا وجرحا من اجل اليمن الحر وبنا دولة يمنية حديثة يتجسد فيها العدل والحرية والقبول بالأخر هذا يوجب عليه توطيد مفهوم التحلي بالأخلاق الثورية العالية في التعاون والتكاتف بين أوساط أبناء المجتمع من اجل البناء والتنمية وان يؤثرون مصلحة الوطن والشعب على أي امتيازات دنيوية آو سلطوية آو مادية فليس من الممكن أن يكونوا جميعا رؤساء آو وزراء ولكن يجب أن يحصل كل أفراد الشعب على حقوقه في العيش بكرامة وعزة فالثورة هي أخلاق رفيعة وتضحية وبناء