السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٠ صباحاً

أسوأ قائد عسكري ..!

نيزان توفيق
الجمعة ، ٢٣ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
لم يكن قائد عسكري فاسد فحسب بل وبليد أيضا ! ولم تكن هذه البلادة مصطنعة لسبب جغرافي أو اجتماعي ما ، أو هي مرض فسيولوجي أو سيكولوجي مثلاً ..

بل كانت اكبر وأعظم من ذلك كُلَّلة ! كانت المكون الأساسي والرئيسي لتلافيف العقل والوجدان ،وهي نتاج لتراكم طويل لملايين من خلايا الحُمق والغباء معاً !!

ورغم تلكم البلادة الفريدة من نوعها ، صار قائداً عسكرياً صنديداً ، وان كان رعديداً في الحقيقة ، صار قائداً ليس لكتيبة أو فرقة أو قاعدة أو حتى لواء إنما لسلاح الجو برمته ! لماذا ،لا؟ ورأس النظام يومها كان من أهل البيت !!

أتحدث هنا عن اللواء محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي منذ عام 1989م وان كان قد اتفق تمام الاتفاق مع باقي أفراد العائلة ،الجناح العسكري بالذات، في أساليب الفساد والإفساد فمن وجهة نظري أنة اختلف عنهم إلى حدٍ كبير في نسبة البلادة والتَبلُد ..كان أكبرهم عمراً وأكثرهم بلادة !!

وما أن تستمع إلى أحاديث أفراد من الجوية ستموت من الضحك وان كان ضحك كالبكاء من حماقات هذا القائد ،الذي لم يكن يوماً كذلك !!

ورغم أنه طيار درس الطيران في احدي جامعات العراق وتخرج برتبة ملازم ثاني إلاّ أنة طيار لم يطير يوماً..كان بعيداً كل البعد عن العلوم العسكرية والفنون القيادية وجُلّ مفردات قاموس الاستراتيجيا والتكتيك ، وكما أشرت سلفاً كان طيلة الخمسة والعشرين السنة الماضية اقرب ما يكون إلى كائن هلامي!

فمثلاً حدث قبل بضع سنوات وبعد قيام طائرتين ميج 29 بعدد من الطلعات الاستطلاعية فوق سماء صعده ،هاتف طياري الميج قيادة قاعدة الديلمي ـ القاعدة المركزية في العاصمة ـ لتأذن لهما بالهبوط ، فالوقود شارف على الانتهاء ،فكانت توجيهات هذا القائد بمواصلة الطيران إلى صعده ثم العودة إلى القاعدة في صنعاء وحين وصلت الميج سماء صعده كانت مخازن الوقود شبة فارغة مما اضطر الطيارين على الهبوط الاضطراري بمحاذاة مطار صعده ،ما أدى إلى تحطيم الطائرتين وخروجهما تماماً عن الجاهزية .. وبحمد الله نجاء الطيارين !!

وحدث أيضا أنة بعد حرب صيف 94م ، قرر هذا القائد زيارة احد مخازن السلاح الموجودة في القاعدة " الديلمي" والخاصة بصواريخ ارض جو وعلى الفور وجه بتجريب إحدى هذه الصواريخ وبرغم نصائح من حوله بضرورة صيانة هذه الصواريخ أولا إلا أنة أصر فكان له ذلك ،وكانت النتيجة انفجار الصاروخ قبل أن يرتفع عن الأرض بضعة أمتار مدمراً منظومة الإطلاق كاملة ..ودون أضرار بشرية !!

وتتجلى أكثر حين طالب عدد من ضباط قاعدة الديلمي هذا القائد بمنحهم مسدسات كعهدة أسوة بزملائهم في ذات القاعدة ،فرد عليهم "ع صرف لكم براجع "!!

وحين طالبوه بتسوية أوضاعهم المغتصبة جهاراً نهاراً ،رد عليهم بسذاجة بليدة "ع نساويكم بالبناشرة "!!

ثم كان إن قذف بالحذاء ، وبدلاً من أن "يُلفلف بقشته" ويرحل بهدوء ، زاد بلادةً وغباء وأبى وأستكبر ألاّ يغادر الكرسي ومن يومها قرر المبيت بصورة دائمة بمكتبة في قيادة الجوية وبحماية كتائب من الحرس الجمهوري يقودها الولد هيثم .. ورغم حالته الصحية المتداعية ،إلا انه يأبى أن يرحل إلا بعد صدور قرار الرحيل ،الذي لم يصدر حتى الآن ..فحينها ـربماـ سيطمئن أن قيادة الجوية أصبحت في أيادي "أمينة"..!!