الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣١ صباحاً

اقرأ سفر الثورة

نيزان توفيق
الخميس ، ٠١ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
عزيزي ، صحِِ النوم واشطف وجهك بماء فاتر وخذ منه “دُغمه” لعلّه يعيد الحياة لأهداب قلبك الجافي ! وانظر عبر النافذة أو شاشة التلفاز .. لكن قبل ذلك اخلع نظارتك السوداء ورداءك الأسود وعنادك الأسود وطهر تلافيف عقلك الأعوج من العفن الأسود !

وانظر جيدا .. إنهم شباب الحادي عشر من فبراير ، بالأمس احتفوا بميلاد ثورتهم المجيدة،بالعيد الأول،بالذكرى الأولى، وهاهم يتوجون ثورتهم مجداً جديداً ، هاهم يشعلون شعلة الانتصار العظيم في جُلّ أصقاع البلاد وهاأنت ــ كعادتك السيئة ــ تشعل سيجارتك الرديئة !!

عزيزي ، أرجوك، دعك من المكابرة والتعامي .. عليك بالتسامي ! لا تكن كالأبله الذي اعتقد أنة سيسد ضوء الشمس بعود ثقاب ! ثم أن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء ، ألم تكن أنت احد مرددي هذه المقولة الأثيرة ؟! فلماذا أجدك اليوم تختبئ منها خلف غبار النيكوتين وثاني أكسيد الكربون ؟!

عزيزي، لقد انتصرت الشرعية الشعبية ، انتصرت الصدور العارية والافواه الفاغرة بالهزيج والنشيد .. وهكذا تستمر ، انتصار يتلوه آخر ، فهكذا يقول سفر الثورة .

أعرف ياعزيزي انك - مثلي تماماً - لاتثق كثيراً بأسفار الثورات لأنك تعرف - أكثر مني - أن أصابع المنتصر المغوار هي دائماً من تحيك السطور وتملأ الحواشي بكثير من المعاني العتيقة ، العتيدة ، وفي الثنايا تفاصيل متخمة بالإسهاب والاستطراد والجمل الاعتراضية وكلها مصبوغة بالبطولة تتجاوزها للقداسة التي تُحال ـ رويداً رويداً ـ إلى نجاسة بل للعنة تؤدي بصاحبها إلى زوال !!

لكني أطمئنك اليوم ياعزيزي ، لقد كان الانتصار غير والمنتصر غير وسفر هذه الثورة الشبابية الشعبية العظيمة لم تمسسه أصابع السلطان أو سدنة الهيكل وحملة المباخر !
بل - وأنت خير العارفين المتعامين - سَجل يومياته الفذة ، لحظةً بلحظة ، هذا الشعب العظيم بكُلّ نسائه ورجاله وشبابه وبجُلّ جرحاه الصناديد وشهدائه الأبرار والشهداء ، كما تعرف ، لا ينافقون ولا يكذبون أبداً !!

أسألك بالذي نصر الثورة بالنصر المؤزر أن تقرأ سفر الثورة ، ثورة الحادي عشر من فبراير ، وكن على ثقة انك لن تجد فيه غير ذاتك .. كرامتك وعزتك ومجدك اليماني التليد وحياة رغدة غُدر بها ذات يوم ليس بقريب !!

اقرأ سفر الثورة ، منذ لحظة الانطلاق العظيم وحتى ساعة الميلاد المجيد .. إقرأه ياعزيزي إقرأه .. فلا أروع من قراءة سفر ثورة صَفدّت بالورود مارد البارود خارج أسوار ذاكرة “الزمنكان” ..