الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٣ صباحاً

اللقاء المشترك وتكميم الأفواه

أبو عز الدين الحجري
السبت ، ٢٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
شهدت اليمن تحالفاً يعتبر الفريد من نوعه على مستوى المنطقة, بين أحزاب اللقاء المشترك, أسفر - بعد رحلة طويلة من النضال, وصمود منقطع النظير أمام كل وسائل التفتيت, ومحاولات شق الصف, وشراء الذمم, التي كرّس النظام البائد جهده لها حتى آخر لحظة من عمره – عن ثورة عظيمة, كانت بمثابة التاج على رأس المسيرة العطرة لهذا النضال السلمي الرائع.

وما هي إلا أيام وبدأت تباشير النصر تلوح في الأفق, وغمرتنا الفرحة, وتوجهنا جميعاً شباباً وأحزاباً للتنظير للمرحلة التالية, مرحلة بناء اليمن الجديد, وسط جوٍ من الألفة والتعاون, ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً, إذ ظهرت أوّل نبتة خبيثة للفكر المنحرف, التي ركب الموجة, وحاول كبت أنفاسه خلال أشهر الثورة الأولى, حتى يأتي الوقت المناسب ليعاود فرض أفكاره بطريقته التي لا يؤمن إلا بها, طريقة العنف والقوة والسلاح, إنه الفكر الحوثي الرافضي البغيض.
تفاعلت الأحداث سريعاً, وسط غياب الدولة, والدعم الإيراني الرهيب, وتواطؤ بعض القادة العسكريين, وانشغال الساسة بدون استثناء عن هذا الخطر العظيم.

وفي هذه الحالة, تصدر نخبةٌ من العلماء, وطلاب العلم ,ورجال اليمن الأحرار من أبناء القبائل هذا المشهد, وكونوا حلفاً مباركاً, لمواجهة التمدد الرافضي, بمقدرات ذاتية, ووسائل بدائية, وهم بأمس الحاجة للدعم والتأييد.

ومن العجيب بل والمريب, سكوت أحزاب اللقاء المشترك, وعدم إخراج بيان يوضح موقفهم من هذا الفعل الشنيع, وهذه القضية الكبيرة, واكتفوا بالتحرك للوساطة, وعقد الاتفاق مع الحوثي, بدون أن نعرف موقفهم مما فعل.

وفي نفس الوقت, بدأت تتصاعد بعض الأصوات, التي تطرح موضوع تقرير المصير للجنوب, وبنفس الموقف العجيب والمريب, يقف اللقاء المشترك من هذا الطرح.

فيا ترى هل الأفواه مكممة بسبب التكتل, وبمعنى آخر, هل سبب عدم البيان الحرص على بقاء التكتل, ومراعاة مشاعر شركاء النضال المنظمين له, وهل نحن بصدد استنساخ النموذج السوداني, وهل سيتحقق ما قاله على صالح من انفصال الجنوب, وهل سيخرج مجموعة من المفكرين في اللقاء المشترك للتنظير والتبرير لحق تقرير المصير, كما فعل أصحاب البشير في السودان, وهل سوف نتناسى تنظيرنا للوحدة من قبل, وهل سنبيع دماء شهداء ترسيخ الوحدة باسم حق تقرير المصير, كما بعنا دماء شهداء ثورة التغيير باسم المبادرة الخليجية؟!!!!.