طالما وهناك مطامع إقليمية من مصلحتها أن تبقى اليمن في صراع دائم وألا يستقر حتى تنهض هي، وطالما هناك خلافات سياسية وحزبية هدفها الوحيد تحقيق مطامحها وتقسيم ما تبقى من تراب البلد فترقبوا سنوات أخرى من هذا الشتات والهزيمة وعودة الجهل والتخلف وطمس الحضارة وتغيير الهوية ورسم معالم أخرى لبلد لا تعرف جنوبه من شماله وشرقه من غربه!!
فنحن فى هذه المرحلة الحرجة بحاجة إلى قادة لا تفكر بالمجد ولا الشهرة.. وإلى جنود مجهولين وفدائيين لا يهتموا بالتصفيق لانجازاتهم وتضحياتهم ولا يعنيهم أن تكون أسمائهم وصورهم محل الأنظار أو على الشاشة أو في الصفحات الأولى من الجرائد.
نحتاج إلى قيادة ذات هدف واضح وثابت بعيد عن استرضاء الآخرين وتملقهم.. وإلى مسؤولين لديهم هدف واحد لا تراجع فيه تتجه إليه كل القوة الفاعلة لإرضاء الشعب وجعله هو من يحدد مصيره بنفسه.
نحتاج أن نحرر العقول الذي احتلها الجهل قبل تحرير الوطن.. الوطن الذي باتت هويته غير واضحة المعالم.. تتقادفه الرياح العاتية من كل حدب وصوب.. ضاع وسط قضايا (تُهمها) ما تزال لم يُنطق في حُكمها بل فقدت حتى حق الدفاع عن نفسها.
ومع كل هذا ما نزال نرتجي أن تكون هناك بقعة ضوء نستدل من خلالها الطريق إلى الحرية ومن بعدها النصر.. وأن نصحو صباح يوماً ما ونسمع بأن الحرب التي قبل أن تكون دمرت كل شيء جميل في وطننا قد انتهت!! وطبعاً هذا لن يحدث دون بذل المزيد من التضحية والصحوة المتأخرة لأن الثمن سيكون باهض لكنه يستحق.. هذا هو ثمن الحرية!.
فهذا الشعب بكل أطيافه أمانة في أعناقكم فلا تخذلوهم ولا ترقصوا على جرح وأوجاع البسطاء.