الرئيسية / كتابات وآراء / من زاوية أخرى- فاجعة كورونا بين الواقع و الهستيريا الإعلامية!!!!!

من زاوية أخرى- فاجعة كورونا بين الواقع و الهستيريا الإعلامية!!!!!

أيوب الحمادي
الخميس , 02 أبريل 2020 الساعة 12:26 مساء

هناك هستيريا جماعية لكورونا لم استطيع ان اتحرر انا منها برغم قناعتي بعدم جدواها, و لنبدأ اولا من نقطة ما مدى صحة ان كورونا خطير جدا, و لماذا الهستيريا الجماعية؟

اولا للحكم على ذلك ننظر الى معدلات الوفاة في حالة كورونا و سوف نجدها بالنسبة لالمانيا حسب الارقام لم تتجاوز 1%  , و لو اخذنا الارقام المعتمة, فان معدل الوفاة في المانيا لن تتجاوز حتى 0,02% في المائة بمعني ان الارقام الحقيقية لكورونا 10 الى 15 ضعف الارقام المعروفة و المسجلة. 

و اذا نظرنا الى معدل الوفاة في ايطاليا حسب الارقام فيتحدث الاعلام عن 10 الى 11%, لكن الوقع ان الاصابات بفيروس كورونا في الارقام المعتمة 10 الى 15 ضعف ما هو مسجل,  و بذلك يكون معدل الوفيات ايضا في حدود 1%  و ان كثر لن يتجاوز 2%  و ليس 11% ,  و هذه الارقام يعرفها مراكز التقيم .

و بناء على ذلك يمكن مقارنة كورونا بمرض الانفلونزا المعروف, هذا مع العلم ان الانفلونزا حصدت في شتاء 2017 و2018 اكثر من 25 الف شخص في المانيا فقط و لم احسب بقية اوروبا و في شتاء واحد, و لم ننتبه حتى للامر و كان الامر عادي, كون من مات و قتها, قلنا مات ليس بالانفلونزا و انما مع الانفلونزا .

في المقابل  في موجة جائحة كورونا لم نصل حتى الى خمس هذا العدد و لم نتجاوز حتى حاجز واحد في المائة بمفهوم الارقام المعتمة, و صار العالم يعيش وضع هيستري جماعي غريب, و السبب من وجهة نظري هناك طرف مستفيد, و الذي جعل الاعلام  مسلط الانظار على كورونا و بشكل مكبر, فكبر الامر لدينا.

الان واحد منكم سوف يقول, في ايطاليا قرب عدد الضحايا من حاجز 1000 حالة موت يوميا, و نصف ذلك في اسبانيا, و انت تقول ان الامر عبارة عن هيسترية جماعية صنعها الاعلام, كيف ذلك ممكن توضح؟ 

اولا من وجهة نظري لم اقل انه ليس خطير, و انما من يموت هم من حيث النسبة كبار السن او من عنده امراض مزمنة و خاصة بالجهاز التنفسي و لو تعرضوا لانفلونزا لن يختلف المصير, و كورونا عجل في تدهور الحالات  اكثر و لذلك هولاء الناس ماتوا مع اصابتهم بكورونا و ليس فقط واقول فقط بسبب كورونا من حيث المنطق هذا اولا.

اما ثانيا اذا نظرنا الى انظمة الصحة في ايطاليا و اسبانيا فهي كانت في الاوقات العادية مكتظة بالمرضى, لكن ازمة كورونا جعلنا الان ننظر الى هناك اكثر و بشكل مكبر, فظهر الخلل في القدرة الاستعابية, لدرجة حتى في مواسم الانفلونزا هي مكتظة خلقة بالمرضى, و السبب  ان اوروبا ادخرت في مفاصل حيوية و قلصت الانفاق على القطاع الصحي و اغلقوا مستشفيات بحكم تقليص الانفاق و هذا نتيجة طبيعية. 

و ثالثا تموت الناس في المستشفيات عندما تكون مكتظة ليس فقط واقول فقط بسبب المرض و انما غلطات اخرى انتجت مشاكل لم تكون موجودة و طبعا لا اتفلسف و انما نظرت للارقام في الدولة المختلفة في اوروبا, مثلا بسبب المضاعفات الناتجة عن العدوى و الجراثيم بسبب قلة نظافة المستشفيات في ايطاليا او اسبانيا.

الان واحد منكم سوف يقول, كيف ذلك وانت تتحدث عن اوروبا و ليس العالم الثالث, استغرب من طرحك هذا بقولك ان الشخص يدخل عنده كسر عظم و يموت بسبب مضاعفات التشخيص الناجمة عن بكتريا و الجراثيم او قلة التعقيم ؟  

و الاجابة العالم الثالث كارثة معقدة و الارقام فلكية لمن يموت بالاخطاء هناك مقارنة بالغرب لكن لا يعني ان الغرب دون قصور يذكر و كورونا اظهرت عيوب و كوارث لم يتطلع احد لها كون الضحايا هم في الغالب  كانوا كبار سن, و اعطيكم هنا مثال من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض و مكافحتها, فقد نشر في 2015 ارقام لم يهتم احد بها, و التي تقول ان 2363 شخص ماتوا في مستشفيات المانيا بسبب نتيجة المضاعفات الناتجة عن التعرض الى  "الانفكسيون" اي العدوى 54 الف شخص 2363 منهم ماتوا اي حكاية 4 في المائة.

و لو نظرنا بدقة اكثر الى ايطاليا  فيموت ما يقارب من 11 الف شخص بسبب ذلك من اجمالي عدوى 200 الف سنويا و في اسبانيا  2000 شخص و في بريطانيا 2300 شخص وفي  فرنسا  5500 شخص, اي تدخل مكسور الرجل كما تقول تموت بالمستشفى بسبب الجراثيم او البكتيريا و قلة النظافة الصحية المعقمة  عند بعض الحالات , و لذلك الاعداد طبيعية ترتفع عند مجتمع كبار السن و لن تقل. 

و مختصر هذه النقطة ان اجراءات النظافة و التعقيم مهم جدا مع كورونا او بعدها كثقافة جديدة كون ذلك كان مهمل من قبل و ايضا المسافة مع المرضى يجب ان يطبق مستقبلا, اما القناعات أي الكمامات فهي للمرضى و ليس للمتعافين و لا داعي نفكر ان مريض الكورونا, اذا لمسته سوف ينتقل الفيروس اليك فقط, تجنب ان لا تضع  يدك او اصبعك في فمك او انفك لاسيما و الفيروس ليس معه مثقاب يدخل الجلد, اي انت من سوف يوصله لداخلك بنفسك بسبب عادتك بلمس وجهك أو شخص عطس  وتنفس في وجهك أو لمست شيء بعد مريض ولم تنظف يدك بعدها. طيب الان كيف القادم القاتم الينا؟ 

القادم الينا هو تلقيح القطيع بمفهوم جعل الفيروس ينتشر كونه افضل, كون خلال 3 اشهر كنا كملنا 60 الى 70 في المائة و صار الجسم البشري متاقلم مع ذلك, لكن الاجراءات لها جهة معتمة سوف ترافقنا اثارها سنوات طويلة. 

فالمرض خطير في اوروبا  ل 5 في المائة من المجتمع و بالذات من يعاني من امراض التنفس, و لذلك عزل 5 في المائة افضل من عزل 100 % بمعنى ان 95 % قد يعيشون المرض بشكل خفيف او قليل من التعب او لن يشعروا حتى به.

بمعنى ان اجسامنا عندها القدرة تتعرف على المرض و تكون الأجسام المضادة  من قبل الجهاز المناعي لمحاربة مسببات المرض. طيب سؤال, لماذا الهيستريا في الاعلام و العالم بما ان النتيجة معروفة ؟

 و الاجابة معقدة نناقشها في وقت اخر, كون لها نتائج مزعجة, اقلها لو استمرت الهيستريا و الحجر المنزلي شهور  فان  30 الى 40 مليون عاطل عن العمل سوف يكون معنا بعد 5 اشهر بالاضافة الى ركود اقتصادي و قد يمتد الى تصفير العداد مع مدخرات الشعوب الفلكية, نفصل ذلك وقتها. اما انعكاس ذلك على شعوب العالم الثالث فسوف يكون 4 الى 8 اضعاف معاناة الغرب. طيب ما الذي يجعلك تنظر ان سياسة تطعيم القطيع افضل؟ 

 السبب اولا لا يوجد علاج ولا لقاح و لن يكون هناك علاج قبل سنة للاستخدام , كون اول لقاح سوف يجهز الى شهر يوليو كما تظهر البوادر و بعدها مرحلة تجربة على البشر و لن يكون قبل الخريف جاهز, و ثانيا بقاء حالة واحدة بالفيروس يعني نشره من جديد و بنفس السياق كون الاجسام لم تكون مناعة ضده هذا اذا عدنا لنفس سلوكنا المجتمعي قبل كورونا, و ثالث الفيروس سوف يتحور اي سوف يكون اعنف ليستمر, و رابعا الحجر او البقاء في المنازل يهدف الى تقليل سرعة نشر الفيروس في فترة  قصيرة ليتلائم مع القدرة الاستعابية للنظام الصحي, و هذا لا يعني اننا حلينا المشكلة جذريا و انما مددناها افقيا لمساعدة النظام الصحي في العناية بالمرضى حسب القدرة و  ايضا لنتعلم سلوك نظافة مجتمعي جديد ينفعنا امام اي جائحة قادمة او حتى مرض انفلونزا,  لكن الى متى وما الثمن، هذا هو المهم الان.

طيب فهمنا الان وجهة نظرك, و الاقتصاد؟ 

لا ادري ما تقصد بالاقتصاد و لكن بشكل عام جلسة البيت او  العزل  لكل سكان البلد بالنسبة لي كارثة اذا استمر شهرين مثلا, و انا بصراحة افهم ترامب لابد للعودة للانتاج و الحياة بسرعة, و ازيد عليه عزل كبار السن و اصحاب الامراض منزليا عن الاخرين  مع استمرار اجراءات النظافة و المسافات و يمكن في التجمعات لبس قناعات و كمامات.

المصانع في  الغرب تتحول الان لانتاج اجهزة تنفس صناعية و انتاج كمامات و معقمات برغم انهم رفعوا ايدهم على الرخيص بمعني تطعيم القطيع لامفر منه و التجهيز لنتعايش مع فيروسات لن تختفي و انما سوف تتحور مع كل موسم, و يجب الان ان نخفف حدة الكساد و ارتطام لوح الاقتصاد اثناء السقوط لكي لايتبعثر اكثر.