الرئيسية / كتابات وآراء / جنيف يجب أن لا تكون ما ترسمون و إنما عكس ذلك!!

جنيف يجب أن لا تكون ما ترسمون و إنما عكس ذلك!!

أيوب الحمادي
الاثنين , 15 يونيو 2015 الساعة 10:55 صباحا
أقول لإخواننا في الرياض جناح الشرعية سمعنا منكم في الأسابيع السابقة عن معركة السيوف القاطعة, و سمعنا عن أن ٥٠ % من الجيش مع الشرعية, و سمعنا أن ٨٠% من أراضي اليمن تحت يد المقاومة, و سمعنا أن ٨٠ % من أسلحة الجيش و المؤسسة العسكرية تم تدميرها في الأيام الأولى للغارات, و سمعنا أن الاجتياح البري قد بدأ, و سمعنا أن القبائل دخلت صعدة, و سمعنا أن صالح هرب أولا إلى جيبوتي و بعدها إلى روسيا ثم مات ثم بعث و الحوثي أيضا, و سمعنا أن القوات المصرية تم إنزالها في عدن, و سمعنا أن معسكر القوات الخاصة يسقط في الليل و طائرات التحالف تقصفه بالنهار, وسمعنا عن تقديم طلب انضمام اليمن إلى مجلس التعاون و إنهم بصدد إقرار ذلك في لقاء الدوحة و بعدها قالوا في لقاء الرياض, و سمعنا أن جيش من ٥٠ ألف بقيادة الأحمر سوف يدخل صنعاء خلال أيام و كان ذلك قبل شهر, وسمعنا أن حاشد وقبائلها تستعد للقضاء على الحوثي في عمران, و سمعنا عن اجتماع قيادات ما يقارب ٤٠٠ شخصية في مؤتمر الرياض و قرارات سوف تقضي على الانقلاب, و سمعنا عن خطط تخفيف معاناة الناس, و سمعنا عن عودة الحكومة و الرئاسة إلى حضرموت, و سمعنا أن المنطقة الأولى أعلنت دعمها للشرعية, و سمعنا عن سقوط قاعدة العند عدة مرات, و سمعنا عن قرارات و خطابات و انتصارات لم تصدر حتى في الحرب العالمية, و كلمة سمعنا لا تكاد تنتهي, و عندما انظر إلى كل ذلك يظهر لي أنكم تتحدثون عن واقع و أحداث في كوكب أخر.

خرجنا للواقع نبحث عن ظل الحقيقة في حالنا و وجدنا أنكم لازلتم في فنادق الرياض و قوات التحالف لم تستطع التقدم شبرا واحدا داخل الأراضي اليمنية. حتى من شارك في مؤتمر الرياض لم نسمع له صوت و الكثير منهم عن الأعلام اختفى.


اليوم اسمعوا مني و هذه نصيحة لكم, الحروب ليست هدف و إنما استثناء و يجب أن تكون لفترة بسيطة إن فرضت, و الحصار لشعب تدعون تمثيله ليس له تبرير و لم يحصل مثل ذلك من قيادات وطنية في التاريخ و ذلك جريمة. و قبل ذلك الحروب لا تقاد من الغرف المكيفة و الانتصارات لا يمكن أن تصنعها المواقع الالكترونية و التصريحات. الانتصار في هذه المرحلة بعد أن جربتم كل شيء هو تقديم التنازلات و عدم حصار الوطن و زيادة المعاناة. و هنا أما عليكم أن ترجعوا إلى داخل الوطن تقاتلون مع من يقتل أو أن تذهبوا جنيف من اجل إيجاد حل و من دون شروط أو مناورات ليس لها داعي و تسميته لقاء تشاوري أو لقاء تعارفي لاسيما و الناس بسبب التعنت تموت داخل الوطن. خذوها مني نصيحة, الانتصار لكم هو إيقاف الحرب و ليس استمرارها, تذكروا ذلك إيقاف الحرب ألان انتصار لكم. بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات سوف توقف الحرب و لكن بدونكم و قتها و على مئاسي لن ينساها أبناء اليمن فاختاروا.

أنصار الله و المؤسسة العسكرية و أنصار المؤتمر الشعبي في الداخل ضرب صواريخ هنا أو هناك أو دخول جيزان أو نجران في الليل و الخروج في النهار أو الرهان أنكم تستنزفون المملكة ماليا و عسكريا أو أن إيران سوف تدعمكم أو روسيا كل هذا كلام غير علمي و غير واقعي, و اضرب لكم مثلا أسعار النفط في بداية الحرب كانت ٤٢ دولار للبرميل و اليوم ٥٩ دولار يعني فارق ارتفاع الأسعار فقط بسبب الحرب يضخ كل يوم في خزانة السعودية ٢٤٠ مليون دولار زيادة و نصف ذلك في إيران و مثله في روسيا أي أن خزائن الجميع تمتلي بسبب الحرب و خزانة شعبنا تخسر و تفقد كل يوم أكثر. إضافة إلى ذلك السعودية عندها القدرة تستمر في الحرب لاسيما و هم قد افرغوا شريط حدودي طويل كمسرح, و عندها القدرة من حيث كمية سلاحها و مخازنها تدمر اليمن من دون تحمل أي عواقب لاسيما و هناك تعتيم إعلامي, و هناك أموال مفتوحة و مصالح غربية كبيرة معهم , و هناك مستقبل واعد لبيع السلاح و قبل ذلك هناك تفهم دولي لما تقوم به و هو تنفذ قرار مجلس الأمن و البند السابع, يعني السعودية متجملة أمام المؤسسات الدولية. أما الرهان على إيران و روسيا فهم لن يتدخلوا لأنهم مستفيدون من استمرار الحرب, و أذكركم أن روسيا ضحت بنظام صدام و العراق مقابل شيك من المملكة ب ٤ مليار دولار, يعني يجب ان لا تراهنوا على احد . و الصين مدعمم بسبب مصالحها الاقتصادية مع الخليج.

و مختصر الموضوع السعودية لا يهمها الشرعية الدستورية, الذي يهمها أمنها الإقليمي من الحديقة الخلفية لها ولذا يهمها احتوى اليمن و الذي وصلت إليه بالحصار و الغارات, يعني السعودية سوف تدرب جيشها و طيرانها في ظهوركم و في الأخير اليمن من يدفع الثمن, هذه واحدة. الثانية السعودية بعد تدميرها لليمن تعرف أن اليمن لن يتعافى إلا بها و ليس بإيران و إقليميا اليمن لن يرتبط إلا بها, و لم يجانبهم الصواب. النقطة الثالثة في الداخل الكثير من أبناء اليمن ترفض سياساتكم و عنفكم, الكثير يرفض استفزازاتكم و شيطنتهم. و الجميع يرفض حصاركم للمدن, و احتجاز الصحفيين و الدكاترة و الناشيطين. لم أجد متعلم أو مثقف يجد تبرير لما يحصل من قبلكم مثل حصار المدن و ضربها بالدبابات و المدافع. مقاومة الناس البسطاء لكم اليوم هو تعبير بسيط و لكن مع سقوط بعضهم كضحايا تكبر و تتأصل فكرة المقاومة, و التي تستنزف الجميع.

نصيحتي لكم افتحوا طرق الإمداد إلى داخل المدن و أطلقوا المعتقلين, تصالحوا مع الناشيطين و الصحفيين و حتى أعدائكم أو من يختلف معكم, سلموا قيادات المحافظات لأبنائها من الأحزاب الموجودة في الداخل و بسرعة, و ابحثوا عن حلول في جنيف بعيد عن التخندق و اشترطوا ثوابت وطنية و شخصيات محايدة لقيادة المرحلة و التصالح مقبولة من الجميع, و قدموا تنازل أكثر و اكبر, حتى ينتصر اليمن و نحافظ على الباقي.

و نصيحتي إلى أهلنا في اليمن أن يكونوا رقيب و مقاتل الطرف الرافض لوقف الحرب و الغارات, يجب أن يدفع شعبنا الأطراف إلى وقف الصراع العبثي لاسيما و الحرب سوف تصل إلى كل بيت, إن ظل الجميع شاهد و يسبح الله و يطلب أن الله ينقذه من صواريخ الطائرات أو قذائف الدبابات أو كوارث الحصار من دون أن يتحرك. و نصيحتي إلى الأشقاء في دول الجوار أن يكونوا عوناً لنا في لم شملنا عن طريق الحوار لا عن طريق الحروب و الغارات, التي لن تودي إلى حل "من دون ثمن باهظ" بل إلى مزيد من التشرذم و الصراع، و إن على المملكة العربية السعودية اليوم و أن اختلفت مع بعض الأطراف أن تسعى بشدة إلى التهدئة, إذا أردنا الوصول إلى حل و في أقرب وقت.


و أخيرا إلى أهلنا في الداخل و الخارج تدخل المجتمع الدولي و إيصال معاناة الإنسان اليمني من الحروب العبثية الى المجتمع الدولي لم يأتي إلا بعد جهود كبيرة من جنود مجهولين أكاديميين في الداخل و الخارج نفتخر بهم و بعملهم لاسيما و هم لا يفكرون إلا باليمن بمفهوم شمولي جامع. عملوا و سافروا و تركوا أعمالهم الخاصة منذ الأيام الأولى للحرب. عملوا كخلية نحل و كأسرة يمنية و سخروا وقتهم و علاقتهم و إمكانياتهم لليمن, لهم منا كل التقدير و الاحترام. فنرجوا بإسمهم أن يفهم الجميع في جنيف بعد اكثر من ٧٦ يوم حرب أن الحل ألان ليس بإستمرار الحرب و انما وقفها و ذلك يكون بأيدهم, و أن في الوقت الحالي لا يحارب إلا بالتنمية. فاليمن ل أطفالكم يجب أن لا يكون ما ترسمون و إنما عكس ذلك!!!!!