الرئيسية / كتابات وآراء / القادم القاتم!!!!!

القادم القاتم!!!!!

أيوب الحمادي
الخميس , 16 أبريل 2015 الساعة 09:10 مساء
لا يهم اليوم إن كنت مع عاصفة الحزم أم ضدها, لا يهم إن كنت مع الشرعية الثورية أم مع الشرعية الدستورية , لايهم ان كنت مع قرارات مجلس الأمن او ضدها, المهم اليوم هو أن تفهم أن الصراع سوف يطول ليس لشهر و إنما لسنوات قادمة, و السبب انك لاتدرك انك قد تكون جزء من الحل بسرعة او إطالة المشكلة القائمة.

و حتى تفهم ذلك نبداء من الواقع بعيد عن الاسباب و التي نختصرها و هو أن القوات المسلحة لا تخضع للرئيس هادي بناء على تصريحه هو و كذلك حجة قوات التحالف و التدخل. و من هذا المنطلق أريد أن أوضح أن القوات, التي لا تخضع له ليست قوات بسيطة مثل البحرين مثلا يسهل احتوائها او استسهال الامر.

فالنظام السابق لم يشغل نفسه إلا ببناء و تشكيل 75 لواء زائد 11 محور عمليات. هذه قسمها الرئيس هادي على الورق بنفسه إلى سبع مناطق عسكرية. كنت أظن إلى شهر أكتوبر السنة السابقة أن اغلب هذه القوة من المحافظات الشمالية و لكن مؤسسة الرئاسة عندما التقيت بها قالت لي أن اكثر من 90% من
القوات المسلحة او 197 الف من 3 محافظات و بالأصح من 3 مديرات, كما أورد لي المتحدث و الباقي اي 8 الف من بقية الجمهورية.

فإن صح كلام المتحدث في الرئاسة يعني الجيش متماسك مناطقيا و اسريا و عقائديا و قبليا, و معنى ذلك لن ينشق أو يتمزق بشريا, و لن يكون تحت شرعية الرئيس هادي و لن يخضع للشرعية الدولية لاسيما و الجماعة ما يفسبكوش على شأن تتراجع معنوياتهم بقرارات مجلس الامن و لا يتابعوا القنوات التلفزيونية و لا التحليلات السياسية و الكهرباء اصلا غير موجودة في المدن. يعني المشكلة قائمة و تاخذ منحنى انساني خطير و الأيام القادمة غير حاسمة.
ولنعود إلى تركيبة القوات المسلحة حتى نفهم رقعة الشطرنج, فالمنطقة الأولى في حضرموت يوجد فيها 7 قوات قتالية, و في المنطقة الثانية أي المهرة 9 قوات قتالية, و في مأرب 12 قوة قتالية, و في المنطقة الرابعة 24 قوة قتالية, و في المنطقة الخامسة اي الحديدة 11 قوة قتالية, و في المنطقة السادسة اي عمران 16 قوة قتالية, و في المنطقة السابعة 9 قوات قتالية. بالإضافة لذلك تتكون القوات و الوحدات القتالية للمناطق العسكرية من 11 محور عمليات، 9 ألوية مشاة ميكا، 11 لواء مدرع، لوائين حرس حدود، 23 لواء مشاة، لوائين مشاة بحري، 3 قواعد بحرية، 6 ألوية دفاع جوي، 5 قواعد جوية، لوائين مشاة جبلي، 3 ألوية طيران، لواء مدفعية، لوائين مدفاع و صواريخ.

بالإضافة لذلك هناك قوات شكلها الرئيس هادي تسمى القوات الخاصة اليمنية, و التي تضم 5 ألوية عسكرية متخصصة في العمليات الخاصة و مكافحة الأرهاب تتمركز أغلبيتها في العاصمة صنعاء و ايضا لم تخضع له, و لن تخضع له كما شاهدنا في الأحداث السابقة. و لا تنسوا أيضا القوة العسكرية لقوات الحماية الرئاسية في رقعة الشطرنج, و التي تتكون من أربعة ألوية تتمركز ايضا في صنعاء و ايضا لم تخضع للرئيس هادي. و مختصر الأمر أن هذه القوات تخضع للشرعية الثورية او السلطة الانقلابية كما يسمها العالم و ليست للشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي, و الذي إلى ألان و منذ 4 سنوات لا يسيطر حتى على 10 % منها, هذا إذا أخذنا معلومات الصحافة عن انشقاق بعض الألوية بمحمل الجد الى الان و التي صارت الى يوم امس 4 الوية , و التي اشك بذلك بسبب تضارب المعلومات. هذا يوضح صورة قطع الشطرنج في الأرض, و التي حتى اليوم لم تستطيع قوات التحالف أن تغير الأرض او تقضي على لواء واحد فيها او قطعة واحدة.

و بسبب الغارات و الحرب قتل إلى ألان 2571 شخص اغلبهم مدنيين كما صرح به و هناك 3890 جريح, قد يكون ثلثهم من القوات المسلحة. و رسالتي للجميع أن قوات التحالف لو ضاعفت الغارات بنفس وتيرات الأيام السابقة اي 1200 غارة في الأسبوعين و الحرب استمرت ايضا, و في كل أسبوعين قضت قوات التحالف على لوائين و هذا صعب جدا لاسيما و الجيش ألان في مرحلة انتشار داخل المدن فأننا نحتاج 616 يوم أي سنتين تقريبا من اجل القضاء على المؤسسة العسكرية.

إلى هنا لم نذكر مليشيات الحوثي او اللجان الشعبية, و التي يكثر الحديث على أنها تبلغ 70 ألف شخص يعني الموضوع سوف ياخذ سنتين فوقها, و هناك أيضا تعبية عامة من القبائل و انصار الله و المتضررين من الغارات و الرافضين لها كما هو ملحوظ.

في هذه الأسبوعين أيضا تم تدمير 356 منشأة مدنية و 334 تجمعا سكانيا و الكثير من البنية التحتية, المطارات, و كثير من المصانع و غيرها. و قد بلغت خسارة اليمن من ذلك ما يقارب من 120 مليار دولار رسميا, و التي قد تكون أرقام مغالاة فيها و لكن الوقع يقول نصفها رقم واقعي جدا أي 50 مليار دولار في هذه الأسبوعين اذا اخذنا مخازن السلاح بعين الاعتبار, و التي سوف تتضاعف إلى 17 ضعف اي ما يقارب 800 مليار دولار, إذا انتظرنا إلى نهاية المؤسسة العسكرية أي بعد 616 يوم و لم اقل 1232 يوم أي تقريبا 4 سنوات.

طبعا دول الخليج صرحت من قبل انها سوف تساهم في التعويض و إعادة البناء و لكن اشك أنهم سوف يدفعون حتى ربع المبلغ او حتى 30 مليار هذا إذا وصلوا إلى النهاية, التي يريدونها. أما إذا انهزموا يبقى شارعهم في المحاكم الدولية, و التي لن نصل الى شيء لاسيما و هم يأخذون توقيع الرئيس هادي عند كل عملية و هو المسؤول الأول عن ذلك, و قبل ذلك نحن اصلا دخلنا البند السابع برجلينا و محدش سما علينا. و عن الحديث عن الدخول مجلس التعاون فقد صرح مصدر مقرب من العائلة الحاكمة السعودية قبل ايام في صحيفة الحياة ان الحديث هو عن 2025عام و ليس الان يعني عاد المراحل طويلة.

ومن المحور البشري فقد مات اكثر من 2571 من المدنيين إلى اليوم و في عدن وحدها هناك إحصائيات تتحدث عن 600 مدني سقط فيها و هذا الرقم أي 2571 او حتى 2000 يمكن أن يضرب في 44 أي تقريبا 90 الف شخص سوف يموتون من الغارات و الحرب على نفس الوتيرة و الأخطاء, التي حصلت في الثلاثة الاسابيع السابقة إذا وصلنا إلى نهاية العمل, و العدد يمكن أن نضربه ب 4 أضعاف بسبب تداعيات الحصار الاقتصادي البحري و الجوي و الصحي, و لم اتعرض الى المدنيين الذي سوف يسقطون من الاقتتال الداخلي و هذا يمكن ان يكون اكثر من هذه الاعداد الواردة. يعني العدد 600 الى 800 الف شخص سوف يسقطون في أربع سنوات جراء الحرب و الغارات و الحصار و تبعات ذلك وارد. و من يريد يشكك في ذلك ينظر الى سوريا او ليبيا. ففي سوريا مثلا سقط اكثر من ذلك و هم ليس لديهم 70 مليون قطعة سلاح و ليس لديهم غارات من التحالف و في العراق مات مليون طفل جراء الحصار فقط بمعدل 80 ألف طفل كل سنة.

أما عن المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الإدارية و غيرها فنحن سوف نتعدى الآخرين بمراحل, و التي لن نستطيع بعد ذلك حلها. فسوريا دخلت الحرب و عندها 38 مليار دولار احتياط نقدي و ايران و روسيا معها و منافذها مفتوحة مع الجميع اما اليمن فنحن لدينا 4 مليار و نصف و البلد مغلقة, هذه هي الصورة القاتمة للإخوة الذين ينفخون و يبثون سموم العنف و الحقد و الكراهية و الطائفية في الفيس بوك بدلا من تهدئة الأوضاع و إقناع الجميع بترك ثقافة السلاح و التخندق وراء صرخات القضاء على الأخر.

يعني نحن إلى ألان لازلنا في بدية ألازمة و الحرب, و يمكن أن نوقف الحرب و ننقذ البلد بدلا من الدخول في حرب الكل ضد الكل فتتعقد المشكلة اكثر و نصل الى الصورة القاتمة التي وصفتها. في مثل هذا التوقيت يستحسن عدم عودة اوراق الفتاوى ولا الخطابات الدينية القاتلة ولا إثارة النعرات الطائفية، نريد استراحة من ذلك نضمد جراح اليمن وقبلها المتعبين ونبقي للتايهين فرصة لإدراك اهوال الحروب , نريد ان نراهن على جيل الشباب النظيف و المحترم بعيد عن روسب الماضي و الحقد و الحقيقة المطلقة.

و اخيرا ارجع و أقول دائما أن من يريد تدمير بلدك سيملأ قلبك بالحقد و الكراهية و يقنعك أن ما تراه أو تسمعه منه هو الحق و لصالح بلدك و بهذا سيجبرك أن تخسر بيدك أنت أغلى ما تملك و تشكره انه أوصلك لذلك, و نحن نخسر ألان بلدنا هذا هو مختصر الأمر, و يظل طريق الحل الافضل التوقف الان عن الحرب و الغارات و ثقافة السلاح و العودة للحوار مع بقاء العصا الغليظة للتحالف العربي و الدولي لمراقبة التنفيذ و الضامن.!!!!!

*من حائطه على الفيسبوك