الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٠ صباحاً

تأملات في أساليب المشروع الإيراني

صالح علي
الثلاثاء ، ١٨ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً
يعجب البعض من مقدرة الأيرانيين - في المدى المنظور - من أنهم حققوا بعض النجاحات ، في بلاد الرافدين، والشام واليمن.

وقد اندهشت قبلهم ، من قدرة الشاب الغر عبدالملك الحوثي، ووصول مليشياته ، الى أبين ، وعدن ، وتخوم حضرموت ، وفي زمن قياسي، وتسآلت كثيرا ، هل الرجل، يمتلك شخصية كارزمية الى هذا الحد؟؟ وهو لم ينل حقه من التعليم اللازم، ولا الخبره الكافية؟!
فزال عجبي، بعد تأمل طويل، وحيرة، استمرت لشهور، عندما ادركت ان عبدالملك الحوثي، ليس وحده، وماهو الا واجهه، و(كومبارس) ﻷيادي، خفية، تلعب بالعالم الاسلامي، بأكمله، واليمن واحد منه.

لاحظ معي ، كيف يتحرك الحوثي ، في اليمن، بعيدا عن التفاعل ، الايجابي ، مع متغيرات الواقع اليمني، الا بما يحقق اهدافا رسمت له سلفا: فنجده لا يعنيه تغيير حكومة، او تبديل رئيس، او تحسن وضع، او حوار وطني، او غيرها... انما يمشي وفق اجندة تتجاوز الشأن اليمني فهو يزايد بهموم الناس ومعاناتهم ، وغلاء الاسعار ، وغيرها ثم ادركنا بعدها ، ان هذه قضايا لا تعنيه ، بالضرورة انما يعنيه التفاف الناس حوله، والتسليم بزعامته.

وانظر اليه، عندما اسقط
صنعاء ، اسقطها وهو يعلم، والايادي التي تخطط له تعلم جيدا ، ما هو رد الفعل الخليجي ، والسعودي على وجه الخصوص، بان ذلك سيثير قلقها، ويعزز من مخاوفها، على وجودها، ومستقبلها.

فلم يكلفوا أنفسهم بعث رسائل تطمينية ، لدول الخليج ، بالتزامهم بحسن الجوار، والعيش المشترك، والاحتراك المتبادل ، بما يحفظ امن البلدين وبما يؤدي الى تفادي الصراع واما يؤدي الى تفادي الصراع والمواجهة بينهما .

لابل حدث العكس، ان قام الحوثيون، بعمل اكثر من رسالة، استفزازية، قولية، وعملية ، اذ صدرت منهم تهديدات صريحة ، وواضحة ، للسعودية، وكثفوا من اتصالاتهم بالايرانيين ، ووقعوا معهم عدة معاهدات ،واتفاقيات، وقاموا بمناورة عسكرية على الحدود بين البلدين ، وهي بمثابة اعلان حرب، وليس هذا فحسب وانما سارع الايرانيون الى الاعلان بان العاصمة الرابعة(صنعاء) سقطت في ايديهم، وغيرها من التصرفات، المثيرة والمؤججة!!!
اتظن ان ذلك غباء حوثي ايراني؟؟؟ كلا!! كلا!!
انما ذلك، عمل مخابراتي، مدروس ، أعده الايرانيون،بعناية، وفق خطة استراتيجية ، هدفها استقطاب ابناء الشعب اليمني، وكسب ولاءهم، ولفلفتهم، للصف خلف ملالي ايران، وبتر اليمن عن محيطه العربي، والخليجي تحديدا.
ولن يتحقق لهم ذلك ، الا بالزج باليمنيين ، في حرب مع دول الجوار، يكون عملاء الفرس، هم قوادها ، بغية ابرازهم، وتلميعهم ، واظهارهم كأبطال!!!
ولا يهمهم جماجم اليمنيين ان فصلت عن كواهلهم، ولا دماؤهم ان سالت ، في كل جبل وواد ، ولا يهمهم وحدة اليمن، وتماسكه، وسلمه الاجتماعي، بقدر ما يهمهم، هدفهم، في قيام امبراطورية فارس!!!
فالسياسة الفارسية قذرة ، والاكثر قذارة ،وسوداوية، هم الصفويين، وسجلهم التاريخي ، وانشطته المعاصرة شاهدة على ذلك.

وانظر الى وسائل إعلام الحوثي يتحدثون أنهم شاهدوا إمام الحرم، وغيره من العلماء أنهم شاهدوهم، وهم في مقدمة صفوف الجيش السعودي، المحارب، في الحدود اليمنية، السعودية، ويروجون، ان بعض علماء السعودية افتى بان الزيدية كفار!! ،هذه وغيرها من الاكاذيب الاعلامية ، هدفها اعطاء الحرب بعدا طائفيا، كما تهدف الى جرجرة ابناء اليمن، الى المربع الشيعي الامامي ، الاثناعشري، والحيلوله بينه، وبين مصادر التلقي لفقه الكتاب والسنه المتوارث ، والذي عليه جماهير المسلمين في العالم.

تأمل سياسة الايرانيين، واذرعتهم، في الشام، والعراق، واليمن، كيف يجيدون المتاجرة بقضاايا الامة، كقضية فلسطين ، ويحاولون اقناع الشعوب المسلمة ،انها قضيتهم الاولى ، وانهم سيزيلون اسرائيل من الخارطة !! الى ما هنالك من العنتريات، التي تكذبها افعالهم وسياستهم في الواقع، فعلى سبيل المثال، انظر الى سجل المساعدات الفلسطينية، يخلوا من مساعدات الفرس، ولكنه مليئ بجعجعتهم، وهرجهم، مما يشي ان ذلك الضجيح الاعلامي، ما هو الا من اجل لفت الانظار اليهم ، وجعلهم محل قبول الناس، وتوسيع نفوذهم، فقط
ولوأنهم حولو تلك الاموال المخصصة لتشييع المسلمين، وصرفهم، عن دينهم، الحق ، لو حولوها لفلسطين، لكانت قد تحررت، منذ زمن بعيد .

ومن تلك الاساليب الماكرة، دغدغتهم لعواطف المستضعفين ،من شعوب المسلمين، بانهم من حملوا راية التصدي، لدول الاستكبار العالمي، وعلى رأسها امريكا، وتلوك السنتهم وعملاءهم ، شعار ( الموت لامريكا... ) صباح ومساء، يرددونه اكثر من الشهادتين، ويدعون الى مقاطعة منتجاتها ،(ويقولون بافواههم ماليس في قلوبهم"، اذ تجد افعالهم، تخالف اشعاراتهم، وتنسجم مع دول الاستكبار اذ يقدم كل منهما للأخر، سبل الحياة ،والبقاء ،والعيش بأمان :
فالايران، تشترك مع الامريكان، فيما يسمى بمكافحة الأرهاب، وتعاونت معهم ، في في حربهم الظالمة في العراق، وافغانستان، ونشاهد تعاونهما الان، في سوريا والعراق، بل سبق ان سلمت امريكا العراق، للايران، وعلى طبق من ذهب .

والذي لايعرف دهاليز السياسة الايرانية، وخباياها، وخبثها، يشعر بالحيرة، من التناقض، بين اقوالها، وافعالها، ولكن حيرته ستتبدد ،عندما يعرف أن تلك الاقوال، والشعارات، ماهي الا للاستهلاك المحلي، ولتغفيل الشعوب المسلمة ، ودجلها واغوائها وصرفها، عن دين الله الحق، وأما الافعال، فهي تتسق ومصالحها، وانشاء امبراطوريتها، والذي يعرف قصته (ايران غيت ) يدرك ذلك تماما.
أذكر مرة، ان أصواتا غربية، ارتفعت، تنادي، بتخفيض اسعار النفط، فكان الرد الاعلامي الايراني، شديداللهجة ، اذ عارضوا الفكرة من اساسها، وقالوا انه اذا تم تخفيض، سعر النفط، سيقومون، بأغلاق مضيق هرمز، وارعدوا، وازبدوا، وهددوا السعودية، اذا هي رفعت سقف انتاجها ،لتعويض النقص في السوق الدولية، الذي سيحدث بسبب الاجراءت الايرانية، وقالوا:إن السعودية، ستندم، وان على السعوديين، ان يفكرو جيدا، فصفق لها الكثيرون ، ممن لايعرفون الايرانيين، ومراميهم، الخبيثة ، وحتى كاتب هذه السطور ،شعرت بالقلق، من التداعيات الخطيرة، لتلك التصريحات، اذ لمست جدية الايرانيين يومها .

وفوجئت، بعد عدة ايام، من تلك التصريحات، بالمندوب الايراني، يقف في اجتماع اممي، ويقول: انه لا يمكن للايران ،ان تغلق مضيق هرمز، ومتى قد اقدمت على اغلاقه حتى تغلقه مجددا ؟ وقال ان تلك التصريحات ،لا تعبر عن وجهة نظرهم، وأنها تصريحات، غير مسئولة، ولم يشأ ان يقول، لستم المعنيين بها، وانما القصد منها عوام المسلمين، ودهماءهم، بغرض لي اعناقهم، واخضاعهم، لمشاريعنا في المنطقة.
ومضت سياسة تخفيض أسعار النفط، وابتزاز الشعوب النامية المنتجة له ، مضت قدما، وبمباركة، وموافقة، ايرانية .
النامية المنتجة له ، مضت قدما، وبمباركة، وموافقة، ايرانية .
هذه نماذج، من اساليب المكر الايراني، والتي لا استبعد، وقوف المخابرات الدولية، الى جانبها، والتي تقاطعت مصالحهم، واتحدت رؤاهم، أنه لا مستقبل لهما، مع وجود الاسلام الهادف الى إعادة مجد المسلمين ،وماضيهم الاثيل.

وهذا -في تقديري- جزء من الرد، على تساؤلاتي، وغيري، عن العوامل، المساعدة، للتمدد الايراني ،الموقوت، هنا وهناك، "بل مكر بل مكر الليل والنهار" إلا ان ذلك المكر، سيتحطم، على صخرة الوعي، بمكرهم وافشال مخططاتهم.