السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٢ صباحاً

مرتزقة الانقلاب (1)

صالح علي
الخميس ، ١٦ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠١:٤٢ صباحاً
لعلك تسمع في وسائل الاعلام خصوصا المحلية منها في اليمن ان مرتزقة العدوان اخترقوا الهدنة.. وان اللجان صدوا هجوما لمرتزقة العدوان.. وان صاروخا استهدف مرتزقة العدوان.. وان مرتزقة العدوان اكلوا وشربوا، وان مرتزقة العدوان ناموا واستيقظو، ... الخ ، اسطوانة مشروخة ، لا تكل ولا تمل ، تظل في ليل او نهار، تردد مثل هذا الكلام المكرور ، الممجوح، عبر وسائل إعلام الإنقلابيين، واخص منها المحلية، التي ما بقي الا ماهو حوثي قح.
والقصد من هذا غمز المقاومة، ووصمهم بتهمة العمالة والإرتزاق، والإستعانة با الاجنبي.
والقصة من بدايتها، هو ان الاسرة اليمنية كانت تحيا حياة تعايش و سلام، ووئام، وقبول بالآخر، وكانت حياتنا -على علاتها- طبيعية، وافضل الف مرة مما نحن عليه الآن، فاندفع الحوثيون من كهوف صعدة، متوشحين رداء العظمة والخيلاء، مغترين بآلة الموت التي دستها لهم ايران الفارسية، وتلك الذي وضعها بين ايديهم -كيدا وانتقاما- علي عفاش، جاءو ومعهم كل احقاد الدنيا، فأجتاحوا المدن ومنها العاصمة صنعاء، فنهبوا السلطة والثروة، والممتلكات العامة والخاصة، ووضعوا أنفسهم بالقوة حكاما على البلاد والعباد.
وخوفا على إنقلابهم من إنقلاب مماثل، ينتزع منهم ما اخذوه بالباطل، قادهم هوسهم الى وضع الحكومة تحت الإقامة الجبرية، والى الاعتداء والانتقام من شخصيات قبلية، ورسمية، وحزبية، بالخطف، والقتل، او تفجير منازلهم ومؤسساتهم او السطو على استثماراتهم وممتلكاتهم، ومصادرتها وغير ذلك مما لا يخفى على مطلع.
فهؤلاء الذين مسهم الضر من الحوثيين وعلي عفاش، وجدوا ان لا مكان يتسع لهم في وطنهم الا القبر، او القبو في سجن مظلم، ففروا بجلودهم، ودينهم من بطش الحوثي وعفاش الى دول عربية وغير عربية، ومنها السعودية، وهي تلك الدول التي اعتقدوا ان فيها امانا، ومستقرا لهم يبقوا فيها حتى يستعيدوا دولتهم ووطنهم، المغتصب، وعملهم هذا لا غبار عليه، ولا عيب فيه، ولهم في اسلافهم مهاجرو الحبشة الاولى، والثانية، من الجيل الاول في الاسلام قدوة ومتبع، ولهم في سيد الخلائق محمد ابن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- أسوة اذ هاجر الى المدينة المنورة عندما أوذي في مكة.
وهي ظاهرة درج عليها العرف السياسي في كل بلاد العالم التي يحدث فيها عملا مماثلا لما حصل في بلادنا، اذ يستولي طرف فيها -بقوة السلاح- على السلطة ينتقل الطرف الذي طاله الضرر الى اقرب دولة فتحت لهم اراضيها، ويشكلو فيها ما يسمى بحكومة المنفى، وما اكثر الحكومات التي قامت في المنفى ثم عادت الى بلادها ظافرة منصورة، وكتب التاريخ السياسي طافحة بحكومات المنفى.
كما ان هناك مبدأ مستقر في الفكر السياسي، وهو حق اللجوء السياسي لمن طالتهم يد القمع في بلادهم لمواقفهم الفكرية او السياسية.
فهؤلاء اليمنيون الذين اجبرهم جبروت عفاش والحوثي على مفارقة ديارهم واوطانهم يجب التعاطف معهم، لا ان يشمت فيهم خصومهم، فماذا عساهم يفعلون، وقد هجروا قسرا؟ وما عملوه يتوافق مع العقل والمنطق والتاريخ والشرائع.
ثم ان هؤلاء المنفيون يعانون -في اماكن اقامتهم- في المنفى داخل اليمن او خارجها، يعانون الامرين، مر النوى والبعد عن الديار والاهل والوطن كما يعانون من شطف العيش وقلة ما في اليد مالا يعلمه المترفون على كراسي الدولة في صنعاء، وحالتهم المادية اسوأ حالا من نظرائهم في الداخل.
خذ مثلا افراد المقاومة يظلون بلا مرتبات لاشهر قد تصل الى سبعة اشهر، وهذا مالا يمكن يتحمله جندي في صنعاء، او غيرها مما يعني ان الذي ساقهم الى المنفى هو الظلم والقهر، وليس طلبا للرزق كما يحب الحوافيش تصويرها للناس.
اذا وجد المنفيون هؤلاء انه لا مكان يتسع لهم في بلادهم الا ذلك المكان الذي اتسع لحسن اليعري ومحمد قحطان.
ومن هنا نعرف تهافت تلك الحجة الواهية التي يحاول الانقلابيون الصاقها برجال المقاومة الشرفاء، والمهجرون داخل اليمن وخارجه.
اما اذا عرفنا ممن يصدر ذلك الكلام، فإن الامر يدعو الى الضحك والرثاء معا (شر المصائب ما يضحك)!! يصدر ذلك الكلام من الحوثيين والعفاشيين؟! وهم غارقون في وحل العمالة والارتزاق الى اذانهم، وما نعيقهم ذلك الذي نسمعه في وسائل إعلامهم، ماهو الا للتغطية على فضائحهم في هذا الجانب، وهذا ما سنعرف طرفا منه في السطور التالية :
....... يتبع