السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٧ صباحاً

أنما الضعيف من يخسر السلام

علي شروان
الاثنين ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٠٤ مساءً
في الازمات السابقة منذ 2011 كان يحدوا الناس بصيص امل بان تصل الامور الى اتفاق سياسي يهدئ من لهيب الازمة، وكانت امال الناس تُصيب. حتى في حروب صعدة الست، ورغم التصريحات الساخنة لطرفي الحرب كانت تنتهي الاحداث بما توقعة اغلب الناس بصلح او اتفاق يقضي الى وقف اطلاق النار. حتى ان توقعاتهم كانت تصدق فيما يخص معاودة الحرب من جديد بعد استراحة محارب مهدت لها تلك الاتفاقات في كل جولة من جولات الحروب الدامية.

في عام 2011، ومع موجة ماسمي بالربيع العربي ورغم التوقعات الخارجية بان تنحوا اليمن منحى دول الربيع الاخرى، كانت توقعات المواطنيين المحليين مرة اخرى تصيب بوصول طرفي النزاع الى اتفاق فيما شكل لاحقا اتفاقا لنقل السلطة وتوزيعها بين الاطراف السياسية.

هذه المرة ومع عاصفة الحزم تجد اغلب المواطنين يردون عليك بتوقعاتهم القائلة "والله شكلها مطولة هذه المرة" لا بصيص امل بوقف العنف في الوقت القريب حسب توقعات البعض.

أهل مكة ادرى بشعابها!

متى سيفاجئنا سياسيوا وقادة البلد بقرارات عكس توقعات المواطنيين المتشائمة هذه المرة تعمل على وقف النزيف والجنوح الى السلم. كلما اسرعوا في ذلك دل على رصيد عظمتهم ومراعاتهم لمعاناة شعبهم.

في مرحلة ما من التاريخ قد يسطر طرف ما علي المشهد برمتة فتُزين له اعمالة على انها بطولات وخصوصا الاعمال الحربية، ولكن في هذا الجانب التاريخ لا يرحم فعلاً. ولنا في تاريخنا القريب عبرة. كم زُين لقادة البلد السابقون على انهم ابطالا في خوض الحروب، وما ان تضع الحرب اوزارها حتى تصبح عار في جبين اولاؤئك القادة، ولنا في حروب صعدة الست وحرب صيف 1994 عبرة. اما المواقف التى جُنح فيها للسلم فلا ينساها

التاريخ وتخلد في الذاكرة الجماعية للشعوب. دعونا نستذكر موقف الرئيس الاسبق (لشمال اليمن) القاضي الارياني الذي جنح للسلم وتنازل عن العرش من اجل الا تسفك حتى دم دجاج طائر من اجل كرسي الحكم حد تعبيرة في حينة. في حينة نظر الية انة ضعيف وقد خضع، وما ان تمر سنون قليلة حتى يعترف اشد اعدائة في حينة (شيخ مشايخ حاشد/الشيخ عبدالله الاحمر) بسلميتة وشجاعتة في اتخاذ ذلك القرار بل وندمة على الضغط علية بالتنازل عن الحكم في عينة. خُلد الزعيم علي سالم البيض بسلميتة في توقيع الوحدة اليمنية ونبذ دورة في حرب 1994 او ما يسمى بحرب الانفصال وكذلك شريكة في السلم والحرب الزعيم صالح. بل ان حزباً كا الاصلاح ما زال يجلد معنوياً حتى يومنا هذا لدورة في تلك الحرب رغم محاولاتة لتخفيف ذلك بخطوات عدة لا مجال لذكرها في هذا الحيز. يحكى ان نليسون منديلا في جنوب افريقيا قوبل بالرفض والكُرة من قبل مجتمع السود ضد سياساتة التصالحية مع البيض. ما ان مرة فترة وجيزة حتى لاحض الجميع مدى صوابية ما اتخذة ذلك العظيم. انظروا اليوم أين جنوب افريقيا مننا على الاقل في اليمن بالرغم ان صراعهم كان امر واكثر عنصرية. انة السلام الذي يضفى نتائج تكاد تكون سحرية علي مستقبل الشعوب.

نتائج السلام دائماً أيجابية وهي لا تعد ولا تحصى، ويخلد اصحابها في ذاكرة الشعوب اما نتائج الحروب فهي كارثية حتى وان كنت فيها الطرف المنتصر. السلام يصنع الاستقرار والتنمية والحروب تجلب الدمار والعار علي كل الاطراف فتتحول الجهود لمسح ذلك العار ومن نزاع الى نزاع حتى يثبت كل طرف انتصارة بدلا من تخفيف معاناة المواطنيين الناتجة عن الحرب.

الحرب قبيحة حتى وان كانت علي شكل لعبة رقمية تعمل علي امتاع مستخدميها في محركات البلاي ستايشن فما بالك من ان تكون على الواقع. يمتد ذلك القبح حتى الشعور عند مستخدم اللعبة سواءا كان منتصراً او مهزوماً. ليس القوي من يكسب الحرب دائما، ولكن الضعيف من يخسر السلام. سواءاً السلام تجاة الداخل او الخارج.