الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٢ صباحاً

رياح الفوضى الهدامة في موسم الخريف العربي

احمد الوجيه
الاثنين ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من خلال المحطات الثلاث التالية سأتناول رياح الفوضى الهدامة في موسم الخريف العربي:

المحطة الأولى : رياح الفوضى الهدامة في موسم الخريف العربي :

كادت رياح الفوضة الهدامة في موسم الخريف العربي - التي أتت من مطابخ الاستخبارات في فرنسا وبريطانيا وأمريكا وربيبتها جزيرة قطر - أن تعصف باليمن وتدمر بنيته التحتية و للأسف بأيدي اليمنيين الذين باعوا أنفسهم قبل بيعهم وطنهم لأعداء الأوطان والإسلام . ومن هنا لابد أن نطرح التساؤلات التالية السؤال الأول : لماذا هذه الرياح لم تعرج على فلسطين لتجتث الاستعمار الصهيوني ؟
والسؤال الثاني : لماذا أتت هذه الرياح على كرسي رئاسة دولة فلسطين للجامعة العربية في موسم الخريف العربي ؟ أكيد الإجابة الصحيحة في ضمير كل يمني وعربي سنسمعها في الأيام القادمة .

ونعود إلى الشأن اليمني فما يقارب العشرة أشهر عانت اليمن أزمة السياسية طاحنة بين طرفي الصراع ( السلطة والمعارضة ) وبمشيئة الله تعالى من أجل حلحلة هذه الأزمة كان التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة - في العاصمة السعودية الرياض - انتصاراً للحكمة اليمانية . . و منحة ربانية للشعب اليمني أجمع ، والتي سينتقل الوطن من خلالها إلى الدولة المدنية المعاصرة ، بصياغة توافقية محايدة ليست على الطريقة المؤتمرية أو المشتركية ، وإنما على طريق الإرادة الشعبية والوطنية الشريفة التي صاغتها بصمودها أمام رياح الفوضى الهدامة في موسم الخريف العربي .

المحطة الثانية : التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة انتصار للحكمة اليمانية :

برعاية ملكية وحضور أممي وخليجي تم التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من طرفي الصراع باليمن في العاصمة السعودية / الرياض .. وبغض النظر عمن هو الطرف الذي قدم التنازل الأكثر فالتنازل هو من أجل اليمن وأقول بأن الحكمة اليمانية هي من انتصر لليمن في نهاية المطاف .

ولكن التسعون يوماً القادمة ستظهر الصادقون مع شعبهم ووطنهم في مراحل التنفيذ للمبادرة الخليجية المزمنة بآليتها التنفيذية ، وعلى الشرفاء من أبناء الوطن اليمني الاستعداد والالتفاف حول وثيقة المبادرة – المنحة الربانية والمنصفة لطرفي الصراع - للسير باتجاه حلحلة الكابوس التآمري والخروج باليمن إلى شاطئ الأمن والاستقرار والتنمية . ولا أخفيكم بأنه رغم تفاؤلي الكبير بهذا التوقيع للخروج بهذه البلدة الطيبة من هذا المنزلق الخطير إلا أنني وأنا أشاهد مراسم التوقيع يخيل إلي أنه يتنامى إلى سماع دوي المدافع وأصوات الرصاص تأتي من بعيد ، وأراء حبر التوقيع على الورق بلون الدم الذي سيسفك على الأرض ، اللهم خيب تشاؤمي وحقق الخير والسلام لليمن
المحطة الثالثة : مصدر تشاؤمي ليس ظن أو شك بل تجربة حياة :
مما لا شك فيه أن المتابع لشاشة التلفاز يستغرب ويتسأل كيف أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك و أعوانه يوقعون على المبادرة وآليتها التنفيذية ، وفي اليوم التالي يدفعون بقواعدهم - بحشد لم يسبق له مثيل من قبل – إلى الساحات رافعين وهاتفين بشعارات ترفض المبادرة ، والله أنها الخيانة والنقض للعهد (يد علي طاولة الحوار ممسكة بالقلم للتوقيع واليد الأخرى في الساحة ممسكة بالبندقية) .. ولكن هذه اللعبة القذرة لن تنطوي على الشرفاء من أبناء هذا الوطن وسيلتفون حول الصادقون الموفون بالعهد فالاتفاق كان من أجل اليمن.