الرئيسية / مال وأعمال / علي النعيمي: لا سر لتحول صبي بدوي إلى وزير أكبر دولة نفطية
علي النعيمي: لا سر لتحول صبي بدوي إلى وزير أكبر دولة نفطية

علي النعيمي: لا سر لتحول صبي بدوي إلى وزير أكبر دولة نفطية

22 مايو 2012 06:01 مساء (يمن برس)
منحت جامعة لاهاي الأمريكية في ولاية بنسلفانيا الأمريكية شهادة الدكتوراه الفخرية لوزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي وذلك تقديراً لتميزه وجهوده الإيجابية في الصناعة البترولية السعودية وعلى المستوى العالمي.

ووفقاً لموقع صحيفة "الاقتصادية" السعودية، ألقى وزير أكبر دولة مصدرة للنفط الخام كلمة الخريجين، تحدث فيها عن تجربته المبكرة في الجامعة التي تخرج منها عام 1962، قائلاً "لقد قدمت لأول مرة إلى الولايات المتحدة من المملكة في عام 1959، حينما كان جون كينيدي رئيساً للولايات المتحدة، وكنا في زمن الحرب الباردة، وسباق الفضاء، والآمال العريضة".

وتعد السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.

وقال النعيمي "كانت بلادي آنذاك فقيرة وغير متطورة، وكانت الولايات المتحدة بالفعل قوة رائدة على الساحة العالمية، ولم يكن هناك، صدقوا أو لا تصدقوا، إنترنت ولا فيسبوك ولا آيفون أو آي باد. ومع أن السوفييت والأمريكان كانوا يخططون لإرسال بعثاتهما إلى الفضاء، كان الوصول إلى الولايات المتحدة من المملكة يستغرق أربعة أيام بالطائرة، وهي الرحلة التي تستغرق اليوم 15 ساعة فقط".

وأشار "النعيمي" إلى العلاقة المبكرة بين السعودية والولايات المتحدة، ومراحل اكتشاف النفط، قائلاً إن العلاقة والتفاهم بين المملكة والولايات المتحدة قد تطورت في العصر الحاضر. وعلينا أن نتذكر أن الشركات الأمريكية هي أول من اكتشف النفط في المملكة، وأن عدة آلاف من الأمريكيين لا يزالون يعيشون ويعملون في المملكة. وعندما جئت إلى هنا، كنت أحد السعوديين القلائل الدارسين في الولايات المتحدة، أما الآن فهناك عشرات الآلاف من الدارسين.

وألقى "النعيمي" كلمته أمام حضور يقارب عشرة آلاف في ستاد كرة القدم في جامعة لاهاي.

وقال النعيمي "يسألني الناس عن حياتي المهنية الخاصة، عن رحلتي الطويلة والغريبة من صبي بدوي إلى خريج في لاهاي إلى رئيس تنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم إلى وزير للبترول والثروة المعدنية في المملكة. وعندما أتحدث إلى الشباب أجدهم يبحثون عن سر وراء مسيرتي الناجحة، ولكني أخشى، أيها الخريجون، ألا يكون هناك أي سر. فالذكاء عامل مساعد بطبيعة الحال، وما كان لكم أن تتواجدوا هنا اليوم لو لم تكونوا أذكياء، ولكن الخيال أكثر أهمية من المعرفة كما قال ألبرت أينشتاين. فالمعرفة بحد ذاتها ليست مهمة، أما ما نصنعه بالمعرفة فهذا هو المهم".

وأضاف إن من الأهمية أيضاً أن تكونوا من أصحاب الطموح وأن يكون لديكم الدافع والمثابرة والعزم. كما تحتاجون لأن تتحلوا بالمرونة وأن تظلوا مع ذلك متواضعين تتجنبون الحسد ولا تنسون أبداً من أتاحوا لكم الفرص، من معلميكم وأساتذتكم وأصدقائكم وعائلاتكم. وبعد الذكاء والطموح والنجاح يأتي العمل الجاد والحظ، وهذا في الحقيقة أمر واقع في حياتي. ولكن ما هو الحظ في حد ذاته؟ إنه العمل الجاد للوصول إلى وضع تمتلك فيه الخيارات. وعندما يتسنى لك ذلك، فإنك تستخدم ذكاءك لاتخاذ الخيار الصحيح.

وأشار "النعيمي" إلى دور الخريجين في الإنجاز والتغيير وصناعة الأفكار، قائلاً "ماذا سيحدث بعد 50 سنة من الآن أيها الخريجون؟ لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمستقبل. ولكن يمكننا جميعاً أن نعمل من أجل عالم نحب لأبنائنا وأحفادنا أن يعيشوا فيه. عالم من السلام والوئام والرخاء والمسؤولية البيئية والفرص للبشرية جمعاء، عالم خال من الجوع والفقر. قد تكون هذه مثلاً عليا ولكنها أيضاً أهداف قابلة للتحقيق. أهداف ينبغي لخريجي 2012 أن يسعوا إلى تحقيقها بالجهد والتطبيق والتصميم".

وقال "ستمرون بمراحل مختلفة في حياتكم. أولها مرحلة الوظيفة حيث الهدف هو كسب لقمة العيش، ثم هناك مرحلة المهنة حيث الهدف هو التقدم والإنجاز، وأخيراً مرحلة الرغبة المجردة في الإنجاز. هذا هو المزيج المثالي للشخصية، النشاط والالتزام القوي الذي يدفع للعمل ويجعله جزءاً لا يتجزأ من الحياة. وآمل منكم جميعاً أياً كانت وظائفكم أن تلتزموا بالرغبة في الإنجاز وتحقيق الأهداف الكبرى".

وأضاف "لقد كان الرئيس جون كينيدي هو من قال (إن المرء قد يموت، وقد ترتفع الأمم وتسقط، ولكن الفكرة تعيش وتستمر). ولديكم أيها الخريجون الفرصة لإحداث الفرق بأفكاركم. وأنا على يقين بأن لاهاي ستظل واحدة من الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة، وأنها ستواصل ازدهارها الأكاديمي... في عام 2062، عندما تعودون للجامعة للاحتفال باليوبيل الذهبي لتخرجكم، آمل أن يقال عنكم إن أفكاركم مستمرة وإنها ستصنع الفرق".
شارك الخبر