الرئيسية / تقارير وحوارات / قطر تشاهد «أرطغرل».. الرجل الذي غيّر خريطة العالم
قطر تشاهد «أرطغرل».. الرجل الذي غيّر خريطة العالم

قطر تشاهد «أرطغرل».. الرجل الذي غيّر خريطة العالم

23 ديسمبر 2016 11:26 صباحا (يمن برس)

بتوقيعها على عقد شراء بث حصري لمسلسل "قيامة أرطغرل" مدبلجاً إلى اللغة العربية، مؤخراً، تكون المؤسسة القطرية للإعلام خطت خطوة مهمة في تعريف الجمهور العربي بواحد من أبرز الشخصيات الإسلامية، التي أثرت تأثيراً واضحاً في التاريخ الإسلامي، وبناء حضارة أسهمت في نشر الإسلام إلى أبعد أصقاع الأرض.

وتدور أغلب أحداث مسلسل "قيامة أرطغرل" بين حلب وأنطاكيا في القرن الثالث عشر، في زمن الصراعات والنزاعات بين الإمبراطوريات في المنطقة، ففي الوقت الذي جاءت فيه قبائل التركمان إلى المنطقة كان المغول والروم يتنازعان عليها، وكما اليوم؛ كان المسلمون يعانون كثيراً من المشاكل في القرن الثالث عشر، خاصة ضعف الخلافة العباسية، وهي ملجأ المسلمين في كل مكان. وكان العالم بانتظار قائد بطل، حيث ظهر أرطغرل متحدياً كل الظروف.

ويواصل المسلسل التركي التاريخي، الذي يتناول حياة أرطغرل والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، تحطيم الأرقام القياسية من حيث معدلات المشاهدة، التي ترتفع تدريجياً مع عرض كل حلقة جديدة على شاشة "TRT1" التركية، ويؤدي دور البطولة فيه الممثل التركي الشهير "أنغين ألتان دوزياتان"، الذي قال في تصريحات للصحافة التركية، إن المسلسل يمثّل بالنسبة إليه مشروعاً مهماً، ويتحمّل من أجله مسؤولية كبيرة، مشيراً إلى أنه يشارك في مسلسل تاريخي لشخصية كبيرة لها تأثيرها الكبير في نفوس الأتراك.

ويتميز المسلسل بجودة عالية في الإنتاج والإخراج، وتناسق المؤثرات الموسيقية مع الأجواء التاريخية التي تطغى على المسلسل.

وبدأ فريق العمل تحضيراته للعمل منذ مايو/أيار 2014، إذ خضع الممثلون لدورات تأهيلية في ركوب الخيل، ورماية السهام، واستخدام السيف بشكل منتظم، مدة 3 أشهر، تحت إشراف أشهر المدربين في تربية الخيول وفنون القتال من كازاخستان.

- أردوغان: لقد كسبتم القلوب

وتأكيداً لأهمية المسلسل لدى الأتراك واهتمامهم البالغ فيه، قدم الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ما يشبه الاعتذار والتكريم في نفس الوقت لفريق عمل المسلسل؛ بعد أن أُثير جدل حوله، رغم حصده جوائز مهرجان "الفراشة الذهبية" السنوي للدراما التلفزيونية التركية.

وقال أردوغان، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الترويج لقناة TRT World، موجهاً حديثه لمنتج وفريق عمل المسلسل، الذي كان حاضراً، ألا يهتموا للتعليقات التي صدرت خلال الحفل، مضيفاً: "ليس مهماً طريقة إعطائكم الجائزة، إنما المهم أنكم كسبتم قلوب الناس، وهذه هي الجائزة الحقيقية"، ثم قام بالتصفيق لفريق العمل قائلاً: "لأجل ذلك نصفق لكم".

وكان فريق عمل المسلسل اعتبر أنه وجهت لهم إهانة خلال مهرجان فني تركي؛ بسبب منعهم من الكلام عندما صعدوا لتسلم جائزة أفضل مسلسل، وهو ما دفع منتج العمل إلى إعادة الجائزة.

وجاء المنع من الحديث على خلفية عدم حضور بطل العمل الرئيسي أنغين ألتان للحفل، وذلك ما أزعج المنظمين.

وزاد الأمر سوءاً ما صرح به مقدم الحفل أوكان بيولغان، عندما قال إنه لم يسمع بالعمل من قبل ولم يشاهده، وهي الكلمات التي أثارت جدلاً واسعاً، اضطرت بيولغان لتقديم اعتذار في اليوم التالي، مصرحاً بأنه لم يرغب في أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وأنه يعتذر إذا كان تسبب بمضايقة لأحد دون أن يقصد.

وعقب اعتذار وتصفيق الرئيس التركي، أشار إلى أن أحفاده لا يفوتون حلقة من المسلسل، وأنهم يقومون بمشاهدة الإعادة، وأن "هذا المسلسل فتح الطريق لقلوبنا".

وقال أردوغان بما يشبه السخرية من مقدم الحفل الذي قال إنه لم يشاهد المسلسل: "هذا السيد لم يجد الوقت ليشاهد المسلسل.. وإنه إن وجد فرصة فسيشاهده حتماً".

- من هو أرطغرل

والشخصية الحقيقية التي تدور حولها أحداث المسلسل، هي أرطغرل بن سليمان شاه، ولد عام 1191، وتوفي 1281 للميلاد، وهو والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية.

تشير كتب التاريخ إلى أن أرطغرل بن سليمان شاه، كان يسير مع أربعمئة خيمة لقبيلته، باحثين عن مكان يعيشون فيه، قادمين من وسط آسيا؛ بسبب الزحف المغولي على العالم الإسلامي، وفي أثناء بحثهم إذا بأرطغرل يسمع جلبة وضوضاء، فلما دنا منها، وجد معركة شرسة طرفها جيش يحمل رايات إسلامية، بمقابل جيش يحمل رايات المغول المعروفة.

وفي الحال أمر أرطغرل فرسان القبيلة الأربعمئة بكل ثبات وحماس أن يتجهزوا لينصروا إخوانهم في الدين والعقيدة، دون أن يعرف من هم حتى، ودون أن يخشى أن تفنى قبيلته وفرسانها بإدخال نفسه في معركة كهذه، وإذا بجيش المسلمين يرون فرساناً لا يُشقُّ لهم غبار، لا يعرفونهم، ينقضُّون على جانب جيش المغول المتفوق في العدد والعُدة.

وقاتل فرسان أرطغرل قتال الأبطال، واستطاعوا أن يقلبوا خسارة المسلمين إلى نصر، وهزم المغول، وانتصر الجيش الإسلامي السلجوقي، الذي كان يقوده الأمير علاء الدين السلجوقي.

فرح الأمير السلجوقي كثيراً بهؤلاء وبعقيدتهم النقية، وبنصرتهم إيّاه، وأعظم موقفهم، فأقطعهم أرضاً على الحدود الغربية للأناضول المتاخمة للحدود البيزنطية.

بقي أرطغرل في خدمة علاء الدين السجلوقي، يخوض المعارك ضد المغول والصليبيين، حتى توفي الأمير علاء الدين، وبعد وفاة أرطغرل تم تنصيب ابنه عثمان بن أرطغرل أميراً.

ومن هذه القطعة الصغيرة التي اقتطعها لهم علاء الدين السلجوقي قامت أقوى إمبراطورية شهدها التاريخ (الدولة العثمانية)، ومن سلالة هذا الأمير الفارس المغوار، حكم أقوى سلاطين الأرض وحملوا راية الإسلام لأكثر من 600 عام.

شارك الخبر