تواجه الأسرة في اليمن معضلة كبيرة تتمثل فيما يريده الأبناء ومايرفضه الآباء خاصة فيما مايتعلق بالمستقبل وطموحاته، والحاضر وتحدياته ,والمجتمع وتحفظاته ,والشرع وتوجيهاته ,والأمر تحديدا يرتبط بالفتاة خاصة في مسألة الخيارات وفق طموح تأمل أن تحققه , ورغبة تتمنى أن تنجزها عبر مسارين هما الأهم في حياتها وتعتقد أن الكلمة فيهما لأبد أن تكون لها, وفي المقابل يطل الطرف الآخر الذي يحمل عصا الرفض ولتتحول القضية من اختيار إلى اختبار, ومن مشروعية إلى محدودية ,تكون الحلقة الأضعف فيها الفتاة التي يجب أن تلتزم بل وتنفذ ماتريده الأسرة , وليس ماتريده هي لأن الكلمة لأولي الأمر من منطلق كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
أحد أولياء الأمر واسمه وهيب الخامري ولديه ثلاث بنات وثلاثة أولاد يقول ان الواقع الاجتماعي والاقتصادي يؤثر أكثر من تأثير الأسرة على تحديد خيارات واتجاهات الفتاة اليمنية، فالمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة تهيمن فيه ثقافة العيب وتنتشر التقولات عن الفتاة ، خاصة إذا ماكانت متحررة نسبياً من بعض القيود الاجتماعية التي فرضتها تلك التقاليد الاجتماعية والثقافة ،أيضاً كما يستطرد الخامري : الظروف الاقتصادية للأسرة اليمنية خاصة خلال السنوات الأخيرة تدهورت كثيرا ،واصبح الوضع الاقتصادي للأسرة هو الذي يفرض عليها تحديد اختيارات التخصص للفتاة .
وإذا ما أخذنا في الاعتبار الترابط الأسري في المجتمع اليمني فالفتاة هي كائن رقيق وعاطفي لها احاسيسها الجياشة تجاه أسرتها وغالباً ما تميل إلى اختيار التخصص الذي سيعود بالنفع على عائلتها ولذلك تكون طيعة منقادة لما تراه عائلتها طالما أن اختيارها سيحقق عائداً اقتصادياً لفائدة العائلة بغض النظر عن الآثار النفسية التي تنعكس على نفسيتها ، ولذلك فإنها تتحمل
كما أن الظروف لاتسمح لغالبية الأسر نقل الفتاة إلى مدن بعيدة للدراسة لأنها غير قادرة على توفير السكن اللائق والنقل ومصاريف المعيشة ، في الوقت الذي لاتوفر فيه الدولة المنشآت اللازمة لتأمين متطلبات الفتيات كالإيواء والمعيشة ولذلك فهذه الظروف تجبر الأسرة والفتاة على اختيار التخصص الأقرب والأقل كلفة .
لكن كما يرى الأستاذ عبدالعزيز البغدادي المحامي : لايجب أن تكون الأوضاع الاقتصادية سبباً لفرض الوالدين لرأيهما على الفتاة ، إنما يجب أن يتم مناقشة ذلك في جلسة حوار هادئة بلا تعصب ، أو إصدار أوامر أو قرارات آمرة ، كما أن تقدير المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة لايجب أن يبالغ فيه إلى الحد الذي يؤدي إلى عدم تقدير الأنعكاسات النفسية على الفتاة لأن التقاليد الاجتماعية السائدة مازالت تنظر للمرأة بدونية تعتبرها كائناً ناقصاً غير قادر على تحديد خياراته .
وعموماً ليس في كل الأحوال يكون اختيار الآباء لتخصص الفتاة غير صائب ، بل ربما يكون أكثر فائدة خاصة إذا كانت الفتاة محدودة المعارف والثقافة ، أو واقعة تحت التأثير السطحي للتدفق الإعلامي الذي تتعرض له من الفضائيات والتي تدفع الفتاة إلى عدم الموازنة بين طموحها من جهة وبين الواقع والإمكانات المجتمعية والأسرية من جهة أخرى .
*البيان
أحد أولياء الأمر واسمه وهيب الخامري ولديه ثلاث بنات وثلاثة أولاد يقول ان الواقع الاجتماعي والاقتصادي يؤثر أكثر من تأثير الأسرة على تحديد خيارات واتجاهات الفتاة اليمنية، فالمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة تهيمن فيه ثقافة العيب وتنتشر التقولات عن الفتاة ، خاصة إذا ماكانت متحررة نسبياً من بعض القيود الاجتماعية التي فرضتها تلك التقاليد الاجتماعية والثقافة ،أيضاً كما يستطرد الخامري : الظروف الاقتصادية للأسرة اليمنية خاصة خلال السنوات الأخيرة تدهورت كثيرا ،واصبح الوضع الاقتصادي للأسرة هو الذي يفرض عليها تحديد اختيارات التخصص للفتاة .
وإذا ما أخذنا في الاعتبار الترابط الأسري في المجتمع اليمني فالفتاة هي كائن رقيق وعاطفي لها احاسيسها الجياشة تجاه أسرتها وغالباً ما تميل إلى اختيار التخصص الذي سيعود بالنفع على عائلتها ولذلك تكون طيعة منقادة لما تراه عائلتها طالما أن اختيارها سيحقق عائداً اقتصادياً لفائدة العائلة بغض النظر عن الآثار النفسية التي تنعكس على نفسيتها ، ولذلك فإنها تتحمل
كما أن الظروف لاتسمح لغالبية الأسر نقل الفتاة إلى مدن بعيدة للدراسة لأنها غير قادرة على توفير السكن اللائق والنقل ومصاريف المعيشة ، في الوقت الذي لاتوفر فيه الدولة المنشآت اللازمة لتأمين متطلبات الفتيات كالإيواء والمعيشة ولذلك فهذه الظروف تجبر الأسرة والفتاة على اختيار التخصص الأقرب والأقل كلفة .
لكن كما يرى الأستاذ عبدالعزيز البغدادي المحامي : لايجب أن تكون الأوضاع الاقتصادية سبباً لفرض الوالدين لرأيهما على الفتاة ، إنما يجب أن يتم مناقشة ذلك في جلسة حوار هادئة بلا تعصب ، أو إصدار أوامر أو قرارات آمرة ، كما أن تقدير المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة لايجب أن يبالغ فيه إلى الحد الذي يؤدي إلى عدم تقدير الأنعكاسات النفسية على الفتاة لأن التقاليد الاجتماعية السائدة مازالت تنظر للمرأة بدونية تعتبرها كائناً ناقصاً غير قادر على تحديد خياراته .
وعموماً ليس في كل الأحوال يكون اختيار الآباء لتخصص الفتاة غير صائب ، بل ربما يكون أكثر فائدة خاصة إذا كانت الفتاة محدودة المعارف والثقافة ، أو واقعة تحت التأثير السطحي للتدفق الإعلامي الذي تتعرض له من الفضائيات والتي تدفع الفتاة إلى عدم الموازنة بين طموحها من جهة وبين الواقع والإمكانات المجتمعية والأسرية من جهة أخرى .
*البيان