الرئيسية / تقارير وحوارات / أبناء الحديدة .. عين على محادثات الكويت وأخرى على عاصفة الساحل
أبناء الحديدة .. عين على محادثات الكويت وأخرى على عاصفة الساحل

أبناء الحديدة .. عين على محادثات الكويت وأخرى على عاصفة الساحل

08 أبريل 2016 06:15 مساء (يمن برس)
 حالة من الترقب يعيشها أبناء الحديدة، فمع اقتراب محادثات الكويت التي ستعقد في 18 من إبريل الجاري ومن المفترض أن تسبقها هدنة يتم خلالها وقف لإطلا النار بين الأطراف المتصارعة في العاشر من الشهر نفسه يزداد التصعيد الميداني على الأرض.
 
 محادثات الكويت والتي تأتي بعد لقاءات مباشرة بين وفد من حركة أنصار الله "الحوثيين" ومسؤولين سعوديين هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وقد أفضت اللقاءات بين الجانبين إلى وقف لإطلاق النار على الشريط الحدودي رغم بعض الخروقات، وتبادل عدد من الأسرى بين الجانبين، وإدخال مساعدات إلى صعدة معقل الحوثيين، تلا ذلك وصول لوفد الحوثيين إلى الرياض قيل إنه ترتيبا لمحادثات الكويت.
 
 وعلى الصعيد الدولي يمارس المجتمع الدولي ضغوطا كبيرة من أجل دفع أطراف الصراع للذهاب إلى المحادثات بهدف التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، ظهر ذلك جليا في بيانات صدرت عن هذه الدول أو تصريحات أدلى بها مسؤولوها.
 
 على الأرض وبعيدا عن المحادثات وكواليسها يبدو المشهد مختلفا تماما، حيث تشتد المعارك في جبهات عدة من بينها جبهة ميدي مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة المؤقت ومركز عمليات عاصفة الساحل يصاحب ذلك تحليق مكثف للطيران على الشريط الساحلي.
 
وفي المقابل يشن مسلحو جماعة الحوثي حملات دهم واختطافات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم تستهدف كل من تشك الجماعة في ولائه لها.  أما في البحر فقد أعلنت البحرية الأمريكية ومن قبلها الفرنسية عن اعتراض شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين قادمة من إيران خلال الأيام القليلة الماضية.
 
اشتداد المعارك والتصعيد الميداني على الأرض يزيد من حالة القلق من انهيار الهدنة وفشل المفاوضات، فالناس هنا لازالوا يتذكرون جنيف1 وجنيف2 وكيف انهارت الهدنة في كل منهما منذ الساعات الأولى على إعلانها، وقد تمكنت الحكومة المعترف بها دوليا في هدنة المحادثات الأولى من السيطرة على عدن في أول مشهد تتحول فيه القوات الموالية للحكومة من الدفاع إلى الهجوم.
 
أما في هدنة المحادثات الثانية فقد استعادت القوات الموالية للحكومة مركز محافظة الجوف وعدد من مديرياتها كما استطاعت فتح جبهة أخرى هي جبهة ميدي على الساحل الغربي لليمن بهدف السيطرة عليه.
 
وفي الوقت الذي تصرح فيه الحكومة أن خياري الحل السياسي والحسم العسكري ما يزالان مطروحين على الحوثيين وحلفائهم الاختيار من بينهما، تشير التوقعات أنه في حال فشلت المفاوضات فإن الجبهتين الشرقية باتجاه صنعاء والغربية باتجاه الحديدة ستكونان الأكثر تصدرا لمشهد المعارك الممتدة على خارطة اليمن.
 
"المشهد ضبابيا" هكذا يراه أكرم، الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص، يعطي أكرم نسبة 60% لنجاح المفاوضات و 40% لفشلها، أما عن توقعاته للتطورات على الأرض فلا يستبعد حدوث مفاجآت في الميدان إن فشلت المفاوضات، لكنه يستبعد حدوث تقدم نحو الحديدة والسبب من وجهة نظره قدرة الجيش واللجان الشعبية على الصمود والاستبسال في صد أي هجوم للتحالف أو لقوات هادي، مستشهدا بتوقف قوات الاخير في ذوباب وعدم قدرتها الوصول إلى المخاء والمسافة بينهما أقرب من المسافة بين ميدي والحديدة.
 
فيما يرى أحمد، المتخرج من قسم الاذاعة والتلفزيون بجامعة الحديدة، إن كل شئ وارد فأغلب التطورات التي حدثت سواء السياسية أو العسكرية "لم تكن متوقعة"، يضيف أحمد "نريد أن تنتهي الحرب بحل سياسي أو بحسم عسكري فقد تعب الناس ولم يعد بمقدورهم احتمال المزيد من العناء.
 
 أما يحيى حسن الذي فقد عمله مع اندلاع الحرب قبل أكثر من عام يعتقد أن موافقة الحكومة والحوثيين الذهاب إلى المحادثات جاء استجابة للضغوط الدولية ورفعا للحرج أمام الرأي العام وليسَ قناعة منهما. ويضيف إن "مخرجات الحلول السياسية للصراعات السابقة كانت مدخلات لصراعات أخرى لاحقة، ولذا فإن على الرئاسة والحكومة أن يوقفا المعارك الجانبية ويركزا كل جهودهما في معركة استعادة الدولة".
 
الطريق إلى الكويت يبدو أكثر تمهيدا من سابقيه فقد أعلن الطرفان موافقتهما الذهاب إلى المحادثات منذ وقت مبكر، كما أن الترتيبات التي تسبق المحادثات من تشكيل لجان للإشراف على وقف إطلاق النار، والتفاهمات الأخيرة بين الحوثيين والسعودية،والدعم الذي تظهره الدول الكبرى لهذه المحادثات كل ذلك يشير إلى أن الفرصة سانحة هذه المره أكثر من ذي قبل، لكن السؤال الذي يبقى معلقا هل يفعلها قطبا الصراع هذه المره ويفسحان المجال لحل سياسي ينهي أو على الأقل يخفف معاناة أكثر من 25 مليون نسمة دفعا الجزء الأكبر من فاتورة هذا الصراع، وإن حدث ذلك هل سيكون الاتفاق لإنهاء الصراع أم لإدارته حيث يغيب عن الترتيبات التي تسبق المحادثات ممثلون عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي يعد جزءً أساسيا في الصراع.
 
*برنامج تمكين الشباب، المركز اليمني لقياس الرأي العام
شارك الخبر