الرئيسية / تقارير وحوارات / حرب باردة بين تحالف الحوثي صالح و«الاغتيالات» عنوانها الأبرز (تحليل)
حرب باردة بين تحالف الحوثي صالح و«الاغتيالات» عنوانها الأبرز (تحليل)

حرب باردة بين تحالف الحوثي صالح و«الاغتيالات» عنوانها الأبرز (تحليل)

20 يناير 2016 04:50 مساء (يمن برس)
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الأيام الماضية، اغتيالات طالت شخصيات تابعة لجماعة الحوثي، وأخرى تابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في مؤشر يعكس حجم الصراع داخل التحالف الانقلابي، ويلفت إلى بدء حرب باردة بين الطرفيين.

ويتوقع مراقبون تصاعد حوادث الاغتيالات، التي قد تطال قيادات الصف الأول للانقلابين.

واغتال السبت الماضي، مسلحان مجهولان، قيادياً في جماعة الحوثي، في أحد شوارع صنعاء، غداة اغتيال قياديين بارزين في الجماعة، أحدهما في صنعاء والآخر في إب، وتأتي هذه الحوادث بعد أيام قليلة من اغتيال قيادي حوثي في صنعاء، ومحام متهم بموالاة الجماعة.

كما اُغتيل أول من أمس، الضابط محمد ردمان الضالعي مدير نظم المعلومات في قيادة قوات الأمن الخاصة، والتي كان يديرها نجل شقيق المخلوع صالح، وهاجم مسلحون مجهولون مساء أمس منزل القيادي الحوثي فؤاد العماد، الذي يعمل قائدا للواء الثالث حرس رئاسي، ومجمل هذه الحوادث تشير إلى أن هناك صراع على النفوذ بين تحالف الحوثي وصالح، الذي بدأ بالتصدع، حيث أن حوادث الاغتيال جاءت عقب خلافات كبيرة بين الطرفين، وصلت إلى درجة تهديد الحوثيين لصالح بالسجن.

ويقول المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، إن "الاغتيالات التي تستهدف محسوبين على المخلوع والحوثي في صنعاء، تدخل في سياق الصراع على النفوذ، وتعكس طبيعة تحالف الحرب الجهوي الطائفي الهش، والذي تأسس على تناقضات حقيقية لا يمكن أن تنسجم في أي ظرف من الظروف".

وأضاف التميمي لـ"الإسلام اليوم" أن صالح والحوثي شكلا حلف الضرورة، لمواجهة الشعب، لكن نزعة السلطة لدى كل منهما لا تسمح بأن يذهب التحالف أبعد من ذلك، متوقعا حدوث تشققات دوافعها البحث عن مخارج آمنة من معركة يبدو أنها لن تحسم أبداً لمصلحة الحلف الانقلابي".

من جهته قال الصحفي اليمني، عبدالله المنيفي، إن ما يحدث من اغتيالات بين طرفي التحالف الانقلابي "الحوثي صالح" يعكس حجم التنافس داخل التحالف والذي وصل إلى حد التصفيات، ورغم أن خطابات صالح أو الحوثي تحاول إخفاء ذلك، إلا أنه يبدو واضحاً من تعاطي إعلاميي كل طرف منهما مع ما يجري.

وقال المنيفي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" إن الخلافات بين الطرفين وصلت في الآونة الأخيرة إلى تقديم صالح لمبادرات تضمن خروجه بصورة آمنة، والتضحية بشريكه في الانقلاب، في حين يسعى الحوثيون إلى الذهاب منفردين إلى المشاورات القادمة وترك صالح خارج إطار الحل السياسي.

وتابع بالقول "لا شك أن رفض صالح الذهاب إلى المشاورات يؤكد عمق الهوة بين الطرفين، التي تتضح كل يوم، وتتسع مع اتساع سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على المحافظات، واقترابها من العاصمة صنعاء، وتأكدها أن الانقلاب بات على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وتوقع المنيفي "أن هستيريا الاغتيالات والتصفيات ستتصاعد خلال المرحلة القادمة، هذا إن لم تصل إلى قيادات الصف الأول في طرفي الانقلاب، وسيكون أهم أسبابها هو كيف يسعى كل طرف إلى الخروج بأقل قدر من الخسائر، وكلما اقترب حسم المعركة من جانب الشرعية والتحالف سيبحث كل طرف عن مخرج آمن على حساب الآخر".

بدوره قال الصحفي فؤاد مسعد، إن ظهور صالح الأخير، يعبر عن محاولة لتقديم نفسه كقائد لجبهة الانقلاب، حين تحدث عن رفض الحوار مع الحكومة الشرعية، وطالب أن يكون الحوار مع السعودية، وهي رسالة واضحة مفادها أنه هو من يوجه التعليمات للمليشيا الحوثية، على حدّ تقدير مسعد .

وأضاف مسعد في حديث لـ"الإسلام اليوم" أن مليشيات الحوثي تحاول أن ترد على رسالة صالح، من خلال استهداف بعض القيادات الموالية له، ولا نستبعد أن تكون هذه الاغتيالات ضمن أعمال تصفية وانتقام متبادل بين طرفي الانقلاب.
شارك الخبر