الرئيسية / تقارير وحوارات / حوار جنيف تهدده البندقية.. وعملية تحرير صنعاء رهن الإشارة
حوار جنيف تهدده البندقية.. وعملية تحرير صنعاء رهن الإشارة

حوار جنيف تهدده البندقية.. وعملية تحرير صنعاء رهن الإشارة

27 ديسمبر 2015 10:55 صباحا (يمن برس)
يدٌ تفاوض وأخرى على الزناد.. تلك هي الصورة الأقرب للواقع بين ما يجري من مفاوضات بين وفد الحكومة الشرعية ووفد مليشيا الحوثيين والمخلوع علي صالح، وبين ما يجري على الأرض من مواجهات عسكرية خرقت اتفاق وقف إطلاق النار.

وبينما تزداد آمال المواطن اليمني في إنهاء المعاناة التي تسبب فيها تحالف الحوثي والمخلوع صالح عبر الحوار، يرى المتابعون فشل الجولة الثانية من المفاوضات الهادفة إلى حل سلمي لأزمة اليمن؛ عازين ذلك إلى عدم قدرة أي مشروع مدني عادل التعايش مع مليشيات لا تؤمن إلا بالقتل وإرهاب الآخر.

- ملامح البداية

رغم انطلاق مفاوضات جنيف بالتزامن مع انتصارات حققها الجيش والمقاومة الشعبية، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى اقتراب عملية تحرير العاصمة صنعاء، التي من المتوقع أن تنهي الانقلاب المسلح للحوثيين وصالح.

الشيخ منصور الحنق، قائد المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في صنعاء، أشار في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إلى أن الانتصار الذي أحرزه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظات الجوف ومأرب، بالإضافة إلى التقدم في جبهة تعز، الذي سيقود نحو تأمين البوابة الجنوبية كجزء من تأمين الحزام الأمني لصنعاء، هو إعلان واضح لقرب عملية تحرير العاصمة.

وكشف الحنق أن بطء العمليات العسكرية باتجاه العاصمة يعود إلى صعوبة التضاريس، إضافة إلى المخزون الكبير من السلاح الذي استولى عليه الحوثيون في انقلابهم المسلح العام الماضي، حيث سهّل المخلوع صالح عملية استيلائهم على عتاد أكثر من عشرة معسكرات وألوية لما كان يسمى بالحرس والقوات الخاصة التابعة له، إضافة إلى كثير من مخازن السلاح.

الحنق أشار إلى أسباب أخرى أخرت انطلاق معركة صنعاء غير ما يتعلق بالجغرافيا والتكلفة الباهظة المتوقعة من الحرب في صنعاء، بالنظر إلى الكثافة السكانية، وأبرز تلك الأسباب استمرار المليشيات في استقطاب وتجنيد بعض أبناء القبائل المحيطة بصنعاء إلى جوار من تبقى من عسكريين من أتباع صالح، في وقت كانت المقاومة بحاجة إلى إمكانيات بشرية ومادية كبيرة، وهي من المتطلبات والاحتياجات الضرورية قبل معركة صنعاء.

- الاستعداد على الأرض

حديث عملية تحرير صنعاء تدعمه الوقائع على الأرض أكثر من المشاورات ما لم يوقف مؤتمر جنيف 2 ذلك، إذ أعلن أمين العكيمي، قائد لواء النصر التابع للمقاومة في الجوف، من موقع جبل عدوان المحرر أن صنعاء هي الهدف التالي بعد تحرير محافظة الجوف.

وهو الأمر ذاته الذي أكده محللون عسكريون عندما أشاروا إلى أن مأرب لم تكن بوابة تحرير صنعاء، بقدر ما يتعلق الأمر بتأمين المحافظات المحيطة بصنعاء قبل الخوض في تحريرها.

ما قبل سريان وقف إطلاق النار كان الجيش الوطني والمقاومة مسنودين بطيران التحالف العربي في جبهات مشتعلة في الجوف ومأرب والضالع وتعز، في وقت تشكل فيه المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء وذمار، ووصلت مفرق الجوف ومأرب حشود للجيش الوطني والمقاومة، مزودة بمعدات عسكرية حديثة ومتطورة، خاصة بمعارك المناطق الجبلية استعداداً لساعة الصفر باتجاه العاصمة.

- انتصارات الجوف

الناطق باسم المقاومة الشعبية في الجوف، عبد الله الأشرف، كشف في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، عن مكاسب حققها رجال المقاومة المسنودين بالجيش الوطني وضربات التحالف العربي في الجوف، حيث تقدم باتجاه الحزم عاصمة المحافظة.

وأكد الأشرف سيطرة المقاومة على جبال الأقشع وجبل عدوان الاستراتيجي وجبل منصور وقرى الخسف وأم الجنع والوادي، بالإضافة إلى مواقع استراتيجية من الجهة الجنوبية لمعسكر اللبنات الاستراتيجي، مضيفاً أن الجوف أصبحت البوابة الرئيسة والجسر الذي يصلها بمحافظات صعدة وعمران وصنعاء، حيث سيواصل الجيش الوطني والمقاومة سيرهم لتحريرها.

ويوضح أن المقاومة والجيش الوطني ملتزمان بوقف إطلاق النار رغم اقتناعهم، بحسب حديثه، بأن الحوثيين لا يلتزمون بالعهود والمواثيق، مذكراً أن الحوثيين خرقوا الهدنة في أكثر من مرة، وهاجموا بعض مواقع المقاومة في جبهة الوسط وما حولها، وتمكنت المقاومة من صد ذلك الهجوم.

وذكر أن المليشيات الانقلابية دأبت على عدم صون العهود، وانكشف للمجتمع المحلي والدولي حقيقة الأهداف التي يضمرها الحوثيون خلف ستار مطالبهم بوقف إطلاق النار.

- يد تحاور وأخرى تحارب

في مأرب أكد مصدر في الجيش الوطني لـ"الخليج أونلاين" إيقاف العمليات العسكرية تنفيذاً لدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي بوقف إطلاق النار لإنجاح المفاوضات الجارية في جنيف، مضيفاً: "أيدينا على الزناد، وسنرد على أي خرق تقوم به المليشيات، وهو الأمر الذي قامت به في الهدنة الأولى، وقد اشتهر الحوثيون بنقض العهود والالتفاف على أي اتفاق، فهم يحاورون في جنيف ومستمرون في جرائمهم على الأرض".

وبينما تفهم المصدر إعلان الشرعية لوقف إطلاق النار، وأبدى امتعاضاً من ذلك، رأى أن المواجهات العسكرية ستسير قدماً باتجاه تحرير صنعاء ووحده الحسم العسكري ما سيجبر المليشيات على الامتثال لدولة النظام والقانون، وستنجز هذه العمليات ما لم تنجزه ست حروب سابقة حد قوله.

وفي اتصال مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأربعاء الماضي، أكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة، عبد الرب الشدادي، مواصلة تحرير محافظتي مأرب والجوف، وهو ما اعتبره محللون استعداداً تاماً لانطلاق عملية تحرير صنعاء في حال أفشلت المليشيات الانقلابية الطرق السلمية.

حوار البندقية ما يزال الأرجح؛ فبعد أقل من يومين من إعلان وقف إطلاق النار الذي سبق مفاوضات جنيف، كشف الناطق باسم قوات التحالف العربي، أحمد عسيري، عن قرابة 150 انتهاكاً للهدنة، وهو ما لا يعبر عن نية صادقة بحسب تصريحه.
شارك الخبر