كان العام 2015 بالنسبة لليمنيين الأسوأ في حياتهم منذ منتصف القرن الماضي، وصفه البعض بــ(عام الحزن) وبـ(العام الأسوَد)، فيما وصفه آخرون بـ(عام العصف)، نسبة الى عمليات (عاصفة الحزم)، بالاضافة الى أنه عصف بكل شيء في البلاد وحوّلها الى جحيم.
لم يكن العام 2015 عاما عابرا كنظرائه من الأعوام السابقين، الذين شهد خلالها اليمنيون الحلو والمرّ، ولكنه كان عاما أسود بكل المقاييس، لم يشهد فيه اليمنيون سوى المرّ وعانوا خلاله المرارة والمآسي بكل أشكالها وألوانها، حيث تدمّرت خلاله حياة اليمنيين، من القمة الى القاعدة، من الدولة الى المجتمع وإلى الأسرة.
2015 كان بالنسبة لليمنيين عام الدمار، والدمار الشامل اذا صح التعبير، حيث تدمّر خلاله كل شيء جميل في اليمن، بدءا من الحقوق العامة وانتهاء بالحقوق الخاصة، ولم يعد يتطلع اليمنيون في ظله إلى أي حقوق أساسية سوى (الحق في الحياة)، على حد تعبير وزيرة الثقافة أروى عثمان، لما وصل اليه اليمنيون من حال يرثى له، حيث أصبحت الحياة بلا ثمن، يقتل الناس في الشوارع وفي الأسواق والأحياء وتصل قذائف الموت الى البيوت أيضا.
عام 2015 اليمني كشف زيف المبادئ وأدعياء الاصطفاء من حملة الرايات الصفراء، وأماط اللثام عن حقيقة القابضين على الزناد من المتمردين الحوثيين والانقلابيين حلفائهم من أتباع النظام السابق الذين انكشفوا على حقيقتهم بأنهم متعطشون الى الدماء والى إهدار الحياة بدون ثمن وبدون سبب، سوى رغبتهم الجامحة والغريبة في تحويل أنفسهم الى عبيد لخدمة (سيّد) يدّعي الاصطفاء على الناس من كهوف مرّان، في صعده بأقاصي شمال اليمن، ليستحوذ على كل شيء في اليمن، ويدمّر الحقوق المادية والسياسية قبل تدمير كل وسائل ومقوّمات الحياة في البلاد.
العام 2015 كان عام المواجع، حيث أصبح أكبر حلم لدى اليمنيين في مدينة تعز وفي عدن وفي اغلب المدن الأخرى الحصول على رغيف خبز أو طبق بيض أو حبات الدواء، وتجاوزوا كل الطموحات الأخرى، بعد أن فقدوا كل الخدمات الأسياسية الأخرى والتي أصبحت نوعا من الذكريات، كالكهرباء والأمن وحتى الماء.
خلّف العام 2015 ذكريات أليمة على كافة اليمنيين دون استثناء، وإن بمستويات متفاوتة، لما شهده من أعنف موجات الحرب والاقتتال والحصار وانعدام المواد الغذائية والأدوية والخدمات وتوقف الحياة الاقتصادية والمعيشية وانعدام مصادر الدخل لدى أغلب اليمنيين، ووصل الحال الى إجبار الكثير من اليمنيين بالعودة الى الحياة البدائية في الخدمات والحياة بشكل عام إثر انعدام أغلب المواد الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية والأدوية والوقود والمواصلات.
لم يقتصر الدمار والخراب الذي خلفه العام 2015 على فئة معينة أو على شريحة من شرائح المجتمع اليمني، ولكنه طال الجميع، الكبير قبل الصغير، وكان أثره على كبار القوم وعلية المجتمع أبلغ من أثره على الشرائح الدنيا، حيث خسر كبار رجالات الدولة وقادة التمرد والانقلابيين الشيء الكثير، وتحولت حياتهم الى جحيم، فيما خسر البعض من بسطاء القوم حياتهم، وهي أغلى ما يملكون، إما في جبهات القتال أو تصلهم قذائف الموت الى بيوتهم.
خسر الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة، وأصبح مطاردا شريدا لا يجد مكانا آمنا يؤويه، وأضحت داره في صنعاء مستباحة من قبل المتمردين الحوثيين ومأوى لعشاق القتل، كما خسر رئيس وأعضاء الحكومة نفوذهم وأصبحوا أسماء على الورق، لا سلطة لهم على أرض الواقع في ظل الصلف والتعنت الحوثي المدعوم من الرئيس المخلوع علي صالح، الذي استخدم المتمردين الحوثيين للانتقام من خصومه والثأر ممن خلعوه في ثورة 2011.
خسر التجار ورجال المال والأعمال تجارتهم وأعمالهم وفقد نتيجة لذلك مئات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، ودفعت الحرب والاقتتال في اليمن بأكثر من 80 في المائة (نحو 22 مليون نسمة) الى حافة الفقر المدقع، وفقا لاحصاءات وكالات الأمم المتحدة.
خسر الموظفون الحكوميون، مدنيون وعسكريون، وظائفهم وتوقفت رواتبهم، وأصبحوا عاجزين حتى عن توفير وجبات يومية لأطفالهم وأسرهم، أما الخدمات فأصبحت من قبيل الكماليات صعبة المنال.
خسر الكثير من اليمنيين حياتهم وأحبابهم وأقاربهم وأعز ما يملكون، خسر الكثير من اليمنيين مساكنهم وبيوتهم وجيرانهم بل ووطنهم، تشرد الكثير من اليمنيين داخليا وخارجيا بحثا عن السلامة والأمان من وطأة القصف المجنون والقتل المحموم والخطف الهمجي الذي حمل لواءه المتمردون الحوثيون، الذين عَبَر المخلوع صالح على ظهورهم الى الضفة الأخرى من حقيقته السوداوية التي أخفاها طوال 33 عاما.
وخسر كذلك المخلوع صالح أغلب مكنوزاته من الأسلحة الاستراتيجية ومخزونه من الأسلحة الثقيلة والتي اكتسبها خلال فترة حكمه الطويل، كما خسر بيوته وبيوت عائلته وفقد معها الأمن والأمان وخسر وفاء أصدقائه وانعدمت ثقته بأقرب المقربين اليه، وأصبح مذعوراً من كل شيء حوله بل ومصابا بـ(رُهاب) أزيز الطائرات الحربية لقوات التحالف التي تحلق بشكل شبه يومي فوق رأسه.
والأهم من ذلك خسر صالح أيضا بعض المآثر الجميلة لتأريخ حكمه الطويل، الذي أفقدته بصيرته، أن يخلّف وراءه شيئا جميلا يذكره بخير بعد رحيله، وذلك بتحالفه مع الحوثيين لتدمير كل شيء في البلاد مقابل تحقيق غايات انتقامية تشفي غليله من خصومه السياسيين ومناهضي نظام حكمه.
وخسر الحوثيون الكثير والكثير خلال العام 2015، وفي مقدمة ذلك خسروا صورتهم المثالية التي كانوا يرسمونها لدى أتباعهم بأنهم المخلصين للبلاد والعباد من غول الفساد والفاسدين، حتى انكشفت سوأتهم وأثبتوا للعالم أنهم أسوأ من تسلّط في اليمن منذ الأزل، ودمّروا كل شيء جميل في البلاد، دمّروا الإنسان قبل الشجر والحجر، وودمروا كل مقومات الحياة وغرسوا الجراحات الغائرة في القلوب المكلومة لدى أتباعهم قبل خصومهم ولم يعد لديهم من حضور مؤثر في البلاد سوى عبر البندقية التي يرهبون بها الجميع للابقاء على شبح قوتهم العاتية.
شهد العام 2015 اليمني صراعا مريرا واحترابا غير مسبوق بين سلطة شرعية بلا قوة فعلية وبين تمرد بمقومات دولة، خلق اختلالا في الحياة العامة والخاصة، دمّر هيبة الدولة وكسر عظم السلطة، ودفع بالوضع الانساني وبمصير الغالبية العظمى من السكان الى حافة الهاوية، وزجّ بالقوى الاقليمية الى معركة الكرامة في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كيان اسمه اليمن، إثر عوامل التشظي ومعاول الهدم والتشرذم السياسي والطائفي التي أصابت الجسد اليمني الواحد.
وأودت الحرب اليمنية خلال 2015 بحياة أكثر من 6 آلآف مدني وفقًا لإحصائيات وكالات الأمم المتحدة، فضلاً عن آلاف المقاتلين التابعين لجماعة الحوثي وصالح والمقاومة الشعبية.
وأسفرت المواجهات الدامية خلال 2015 في إصابة نحو 28 ألف مدني، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فيما أجبر 2،5 مليون يمني على النزوح داخليًا، وعجزت وكالات الأمم المتحدة عن حصر اللاجئين خارج البلاد ولكن العديد من المصادر تقدر أعدادهم بأكثر من مائة الف لاجئ.
رحل العام 2015 وخلّف وراءه جراحات غائرة في الجسد اليمني برمته، جراحات لن تندمل على المدى المنظور حتى وان وضعت الحرب أوزارها عما قريب.. خلّف شرخا اجتماعيا وخلق صراعا طائفيا وفجوة بين أبناء الوطن الواحد لن يكون من السهل ردمها في قادم الأيام.. لم تعد مدينة صنعاء 2015، ذات صنعاء التي عرفها اليمنيون قبله من الأعوام بيتا لكل اليمنيين من مختلف مشاربهم وخلفياتهم ومناطقهم، ولم تعد مدينة عدن 2015 كما عرفها اليمنيون قبل ذلك مأوى للطمأنينة والأمن والسلام، كما لم تعد مدينة تعز 2015 كما عاصرها أبناؤها قبله بالمدينة الحالمة بمستقبل أفضل للبلاد، لما يحمله أبناؤها من مشاريع البناء ومشاعل التنمية.
راحلون
- السياسي والدبلوماسي المخضرم الدكتور عبدالكريم الارياني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، لعدة حكومات، والمستشار السياسي لرئيسي الجمهورية علي صالح وعبدربه منصور هادي.
- محافظ عدن العقيد جعفر محمد سعد، الذي اغتيل في انفجار استهدف موكبه في منطقة التواهي بمدينة عدن، مطلع كانون أول (ديسمبر) بعد أقل من شهرين من تعيينه محافظا لمحافظة عدن من قبل الرئيس هادي كأحد المقربين منه ومستشاره العسكري الخاص وتبنى هذه العملية تنظيم داعش.
- محافظ محافظة شبوه وقائد المقاومة السابق فيها أحمد باحاج، والذي توفي في حادث مروري غامض عقب مغادرته لجبهة المقاومة التي كان يتواجد فيها في محافظة شبوه.
- القائد العسكري البارز اللواء علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وابن عم الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي اغتيل في عدن أثناء مشاركته الميدانية في العمليات العسكرية ضد الميليشيا الحوثية التي اجتاحت المدينة في آذار (مارس).
- محافظ عدن الأسبق طه أحمد غانم، الذي توفي في الأردن بعد معاناة طويلة من مرض عضال، غيّبه عن العمل السياسي.
- البرلمانية المؤتمرية الجنوبية الدكتورة أوراس سلطان ناجي، وهي البرلمانية الوحيدة في مجلس النواب اليمني عن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع علي صالح.
- الإعلامية الجنوبية جميلة جميل، المذيعة وصاحبة الصوت الشجاع في قناة عدن التلفزيونية، والتي توفيت في صنعاء في ظروف غامضة ورفض الحوثيون طلب نقابة الصحفيين بتشريح جثتها لمعرفة سبب وفاتها الفجائي.
لم يكن العام 2015 عاما عابرا كنظرائه من الأعوام السابقين، الذين شهد خلالها اليمنيون الحلو والمرّ، ولكنه كان عاما أسود بكل المقاييس، لم يشهد فيه اليمنيون سوى المرّ وعانوا خلاله المرارة والمآسي بكل أشكالها وألوانها، حيث تدمّرت خلاله حياة اليمنيين، من القمة الى القاعدة، من الدولة الى المجتمع وإلى الأسرة.
2015 كان بالنسبة لليمنيين عام الدمار، والدمار الشامل اذا صح التعبير، حيث تدمّر خلاله كل شيء جميل في اليمن، بدءا من الحقوق العامة وانتهاء بالحقوق الخاصة، ولم يعد يتطلع اليمنيون في ظله إلى أي حقوق أساسية سوى (الحق في الحياة)، على حد تعبير وزيرة الثقافة أروى عثمان، لما وصل اليه اليمنيون من حال يرثى له، حيث أصبحت الحياة بلا ثمن، يقتل الناس في الشوارع وفي الأسواق والأحياء وتصل قذائف الموت الى البيوت أيضا.
عام 2015 اليمني كشف زيف المبادئ وأدعياء الاصطفاء من حملة الرايات الصفراء، وأماط اللثام عن حقيقة القابضين على الزناد من المتمردين الحوثيين والانقلابيين حلفائهم من أتباع النظام السابق الذين انكشفوا على حقيقتهم بأنهم متعطشون الى الدماء والى إهدار الحياة بدون ثمن وبدون سبب، سوى رغبتهم الجامحة والغريبة في تحويل أنفسهم الى عبيد لخدمة (سيّد) يدّعي الاصطفاء على الناس من كهوف مرّان، في صعده بأقاصي شمال اليمن، ليستحوذ على كل شيء في اليمن، ويدمّر الحقوق المادية والسياسية قبل تدمير كل وسائل ومقوّمات الحياة في البلاد.
العام 2015 كان عام المواجع، حيث أصبح أكبر حلم لدى اليمنيين في مدينة تعز وفي عدن وفي اغلب المدن الأخرى الحصول على رغيف خبز أو طبق بيض أو حبات الدواء، وتجاوزوا كل الطموحات الأخرى، بعد أن فقدوا كل الخدمات الأسياسية الأخرى والتي أصبحت نوعا من الذكريات، كالكهرباء والأمن وحتى الماء.
خلّف العام 2015 ذكريات أليمة على كافة اليمنيين دون استثناء، وإن بمستويات متفاوتة، لما شهده من أعنف موجات الحرب والاقتتال والحصار وانعدام المواد الغذائية والأدوية والخدمات وتوقف الحياة الاقتصادية والمعيشية وانعدام مصادر الدخل لدى أغلب اليمنيين، ووصل الحال الى إجبار الكثير من اليمنيين بالعودة الى الحياة البدائية في الخدمات والحياة بشكل عام إثر انعدام أغلب المواد الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية والأدوية والوقود والمواصلات.
لم يقتصر الدمار والخراب الذي خلفه العام 2015 على فئة معينة أو على شريحة من شرائح المجتمع اليمني، ولكنه طال الجميع، الكبير قبل الصغير، وكان أثره على كبار القوم وعلية المجتمع أبلغ من أثره على الشرائح الدنيا، حيث خسر كبار رجالات الدولة وقادة التمرد والانقلابيين الشيء الكثير، وتحولت حياتهم الى جحيم، فيما خسر البعض من بسطاء القوم حياتهم، وهي أغلى ما يملكون، إما في جبهات القتال أو تصلهم قذائف الموت الى بيوتهم.
خسر الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة، وأصبح مطاردا شريدا لا يجد مكانا آمنا يؤويه، وأضحت داره في صنعاء مستباحة من قبل المتمردين الحوثيين ومأوى لعشاق القتل، كما خسر رئيس وأعضاء الحكومة نفوذهم وأصبحوا أسماء على الورق، لا سلطة لهم على أرض الواقع في ظل الصلف والتعنت الحوثي المدعوم من الرئيس المخلوع علي صالح، الذي استخدم المتمردين الحوثيين للانتقام من خصومه والثأر ممن خلعوه في ثورة 2011.
خسر التجار ورجال المال والأعمال تجارتهم وأعمالهم وفقد نتيجة لذلك مئات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، ودفعت الحرب والاقتتال في اليمن بأكثر من 80 في المائة (نحو 22 مليون نسمة) الى حافة الفقر المدقع، وفقا لاحصاءات وكالات الأمم المتحدة.
خسر الموظفون الحكوميون، مدنيون وعسكريون، وظائفهم وتوقفت رواتبهم، وأصبحوا عاجزين حتى عن توفير وجبات يومية لأطفالهم وأسرهم، أما الخدمات فأصبحت من قبيل الكماليات صعبة المنال.
خسر الكثير من اليمنيين حياتهم وأحبابهم وأقاربهم وأعز ما يملكون، خسر الكثير من اليمنيين مساكنهم وبيوتهم وجيرانهم بل ووطنهم، تشرد الكثير من اليمنيين داخليا وخارجيا بحثا عن السلامة والأمان من وطأة القصف المجنون والقتل المحموم والخطف الهمجي الذي حمل لواءه المتمردون الحوثيون، الذين عَبَر المخلوع صالح على ظهورهم الى الضفة الأخرى من حقيقته السوداوية التي أخفاها طوال 33 عاما.
وخسر كذلك المخلوع صالح أغلب مكنوزاته من الأسلحة الاستراتيجية ومخزونه من الأسلحة الثقيلة والتي اكتسبها خلال فترة حكمه الطويل، كما خسر بيوته وبيوت عائلته وفقد معها الأمن والأمان وخسر وفاء أصدقائه وانعدمت ثقته بأقرب المقربين اليه، وأصبح مذعوراً من كل شيء حوله بل ومصابا بـ(رُهاب) أزيز الطائرات الحربية لقوات التحالف التي تحلق بشكل شبه يومي فوق رأسه.
والأهم من ذلك خسر صالح أيضا بعض المآثر الجميلة لتأريخ حكمه الطويل، الذي أفقدته بصيرته، أن يخلّف وراءه شيئا جميلا يذكره بخير بعد رحيله، وذلك بتحالفه مع الحوثيين لتدمير كل شيء في البلاد مقابل تحقيق غايات انتقامية تشفي غليله من خصومه السياسيين ومناهضي نظام حكمه.
وخسر الحوثيون الكثير والكثير خلال العام 2015، وفي مقدمة ذلك خسروا صورتهم المثالية التي كانوا يرسمونها لدى أتباعهم بأنهم المخلصين للبلاد والعباد من غول الفساد والفاسدين، حتى انكشفت سوأتهم وأثبتوا للعالم أنهم أسوأ من تسلّط في اليمن منذ الأزل، ودمّروا كل شيء جميل في البلاد، دمّروا الإنسان قبل الشجر والحجر، وودمروا كل مقومات الحياة وغرسوا الجراحات الغائرة في القلوب المكلومة لدى أتباعهم قبل خصومهم ولم يعد لديهم من حضور مؤثر في البلاد سوى عبر البندقية التي يرهبون بها الجميع للابقاء على شبح قوتهم العاتية.
شهد العام 2015 اليمني صراعا مريرا واحترابا غير مسبوق بين سلطة شرعية بلا قوة فعلية وبين تمرد بمقومات دولة، خلق اختلالا في الحياة العامة والخاصة، دمّر هيبة الدولة وكسر عظم السلطة، ودفع بالوضع الانساني وبمصير الغالبية العظمى من السكان الى حافة الهاوية، وزجّ بالقوى الاقليمية الى معركة الكرامة في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كيان اسمه اليمن، إثر عوامل التشظي ومعاول الهدم والتشرذم السياسي والطائفي التي أصابت الجسد اليمني الواحد.
وأودت الحرب اليمنية خلال 2015 بحياة أكثر من 6 آلآف مدني وفقًا لإحصائيات وكالات الأمم المتحدة، فضلاً عن آلاف المقاتلين التابعين لجماعة الحوثي وصالح والمقاومة الشعبية.
وأسفرت المواجهات الدامية خلال 2015 في إصابة نحو 28 ألف مدني، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فيما أجبر 2،5 مليون يمني على النزوح داخليًا، وعجزت وكالات الأمم المتحدة عن حصر اللاجئين خارج البلاد ولكن العديد من المصادر تقدر أعدادهم بأكثر من مائة الف لاجئ.
رحل العام 2015 وخلّف وراءه جراحات غائرة في الجسد اليمني برمته، جراحات لن تندمل على المدى المنظور حتى وان وضعت الحرب أوزارها عما قريب.. خلّف شرخا اجتماعيا وخلق صراعا طائفيا وفجوة بين أبناء الوطن الواحد لن يكون من السهل ردمها في قادم الأيام.. لم تعد مدينة صنعاء 2015، ذات صنعاء التي عرفها اليمنيون قبله من الأعوام بيتا لكل اليمنيين من مختلف مشاربهم وخلفياتهم ومناطقهم، ولم تعد مدينة عدن 2015 كما عرفها اليمنيون قبل ذلك مأوى للطمأنينة والأمن والسلام، كما لم تعد مدينة تعز 2015 كما عاصرها أبناؤها قبله بالمدينة الحالمة بمستقبل أفضل للبلاد، لما يحمله أبناؤها من مشاريع البناء ومشاعل التنمية.
راحلون
- السياسي والدبلوماسي المخضرم الدكتور عبدالكريم الارياني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، لعدة حكومات، والمستشار السياسي لرئيسي الجمهورية علي صالح وعبدربه منصور هادي.
- محافظ عدن العقيد جعفر محمد سعد، الذي اغتيل في انفجار استهدف موكبه في منطقة التواهي بمدينة عدن، مطلع كانون أول (ديسمبر) بعد أقل من شهرين من تعيينه محافظا لمحافظة عدن من قبل الرئيس هادي كأحد المقربين منه ومستشاره العسكري الخاص وتبنى هذه العملية تنظيم داعش.
- محافظ محافظة شبوه وقائد المقاومة السابق فيها أحمد باحاج، والذي توفي في حادث مروري غامض عقب مغادرته لجبهة المقاومة التي كان يتواجد فيها في محافظة شبوه.
- القائد العسكري البارز اللواء علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وابن عم الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي اغتيل في عدن أثناء مشاركته الميدانية في العمليات العسكرية ضد الميليشيا الحوثية التي اجتاحت المدينة في آذار (مارس).
- محافظ عدن الأسبق طه أحمد غانم، الذي توفي في الأردن بعد معاناة طويلة من مرض عضال، غيّبه عن العمل السياسي.
- البرلمانية المؤتمرية الجنوبية الدكتورة أوراس سلطان ناجي، وهي البرلمانية الوحيدة في مجلس النواب اليمني عن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع علي صالح.
- الإعلامية الجنوبية جميلة جميل، المذيعة وصاحبة الصوت الشجاع في قناة عدن التلفزيونية، والتي توفيت في صنعاء في ظروف غامضة ورفض الحوثيون طلب نقابة الصحفيين بتشريح جثتها لمعرفة سبب وفاتها الفجائي.