يتصدر الحوثيون مشهداً لم يألفه اليمنيون منذ عرفوا حكامهم، لكنه مع الأسف تصدر بطعم العلقم، وباتباع نهج التعذيب الذي يفضي بمن يقع تحت أيديهم إلى الموت، فمنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، بتحالف غير مفهوم مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لجأ الحوثيون إلى مختلف الوسائل لإسكات منتقديهم الذين بدأوا برفع أصواتهم ضد الطريقة الممنهجة للحوثيين في التخلص من خصومهم وتثبيت حكمهم بقوة السلاح وغيرها من الوسائل. وقد كانت الانتقادات اللاذعة من كبار الصحفيين ورجال الإعلام في اليمن للطريقة الوحشية التي يسلكها الحوثيون ضد خصومهم، والتي يتم تناولها عبر مختلف وسائل الإعلام سبباً في أن يتخذ الحوثيون قراراً يقضى بتجريم أي انتقاد لها في وسائل التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، معتبرة ذلك جريمة تستحق العقاب.
وفي اجتماع عقده رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» محمد الحوثي، مع ممثلين عن أحزاب مُستحدثة، وقع الحاضرون على عريضة أسموها «ميثاق الشرف الوطني»، تتضمن قيوداً إضافية وضعتها جماعة الحوثي على وسائل الإعلام، ومن تصفهم ب«مؤيدي العدوان»، وهي التهمة التي تطلقها على كل مخالفيها، ومن ضمن تلك القيود التي فرضتها الجماعة، اعتبرت أي استهداف لها أو لشخصيات أو كيانات موالية لها بالنقد الإعلامي عبر أي وسيلة إعلامية بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، تصرفاً وعملاً «لن يتم التهاون معه»، وهو ما تجسده الحركة صباح مساء.
المتوكل: مستوى السقوط الأخلاقي للحوثي كسلطة تتحكم بالأرض في قضايا انتهاك الحقوق فاق التوقعات
الناشطة الحقوقية رضية المتوكل، ترصد السقوط الأخلاقي للحوثيين وانتهاكاتهم المريعة ضد خصومهم، وكتبت على صفحتها في «الفيس بوك» منشوراً هاجمت فيه الحوثيين وما يقومون به من تعذيب ضد خصومهم قالت فيه: «لكل سقوط مقدمات، لهذا هو متوقع، لكن مستوى السقوط الأخلاقي لجماعة الحوثي كسلطة تتحكم في الأرض، وكمناصرين لهم، خاصة في قضايا الانتهاكات للحقوق والحريات، وفيما يتبعها ويتناثر حولها من تبرير وتسخيف وتكذيب بصراحة فاق التوقعات».
تضيف المتوكل، وهي ابنة السياسي الراحل محمد عبدالملك المتوكل الذي تم اغتياله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: «تنكشف اليمن مع كل سلطة جديدة كم هي مجردة من الحقوق والحريات كمبدأ، وبأن الحقوق والحريات ليست ثقافة محمية لا بالناس العاديين ولا بالنخبة بقدر ما هي مزاج وتعصب، حتى عند من قدموا أنفسهم للمجتمع يوماً كمدافعين عنها (... ) صالح البشري مات من التعذيب، لم نره إلّا حين تم الإفراج عنه، لم يكن قادراً على الحركة، حتى حين حاولنا مساعدته، ولم يكن قادراً على الكلام، فقط همس (أنا عطشان)، هكذا وصفت حالة صالح البشري الذي اعتقل وإياه وشخص ثالث اسمه عبد الجليل من قبل جماعة الحوثي، لمنظمة العفو الدولية في بيان لها عن حالات تعذيب أقدم عليها الحوثيون بحق محتجين سلميين». تقول المتوكل: «صالح أب لسبعة أطفال، اعتقلته جماعة الحوثي يوم 11 فبراير/شباط 2015، وأعادته إلى أطفاله يوم 13 فبراير/شباط جثة هامدة، مات صالح بعد أن أطلق الحوثيون سراحه بساعات، مات بسبب التعذيب الذي تعرض له».
البخيتي: فاشية الحوثيين خلال أشهر فاقت ممارسات الأنظمة التي حكمت اليمن 35 سنة
القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي يسرد جزءاً من وسائل التعذيب التي يقوم بها الحوثيون ضد من يتم اعتقالهم وإيداعهم السجون، يقول في أحد المقالات الناقدة لزملائه السابقين نقلاً عن شخص خرج من سجن الأمن السياسي في إب قوله: «تحدث لي عن عمليات تعذيب مروعة حصلت لهم، وأن تأخير إطلاق سراحهم بغرض تعافيهم من آثار التعذيب وبالأخص بعد الضجة التي تسببت بها صور أحد المعتقلين الذين خرجوا خلال الفترة الماضية، قال إنه رأي بعينيه أمين الشفق بعد خروجه من جلسة تحقيقات استمرت لأكثر من 3 ساعات وعليه آثار تعذيب مروعة، وكان محمولاً من قبل جنديين حيث إنه لم يكن يقوى على الوقوف، بسبب آلام شديدة في ظهره، وقد دار حديث بينه وبين أمين في وقت لاحق وأخبره أنه تعرض للتعذيب عبر الكهرباء، إضافة إلى ضرب شديد بالأيدي وعصا غليظة وسلك في مختلف أنحاء جسده وبالأخص في منطقة الظهر، ما سبب له آلاماً لا تحتمل، وقد أغمي عليه أربع مرات وكان يتم رشه بالماء البارد حتى يفيق ومن ثم تتواصل جلسة التحقيق».
يقول الحوثي السابق، والذي كان يلمع صورة الجماعة الوحشية باعتباره الناطق باسم الجماعة: «سلطة الحوثيين الانقلابية تتجه يوماً بعد يوم إلى ممارسة أبشع أنواع التعذيب ضد معارضيها، بما في ذلك الصحفيين والناشطين الحقوقيين الذين لا علاقة لهم بأطراف الصراع (...) سلطة الحوثيين تسقط أخلاقياً يوماً يعد يوم، فقد مارست في سنة حكمها الأولى ما مارسته ـ كماً ونوعاً ـ الأنظمة التي حكمت اليمن خلال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية (...) لقد أظهرت الجماعة فاشيتها خلال أشهر فقط من وصولها إلى السلطة».
بشرى المقطري: في عهد الحوثيين لم يعد يزدهر في اليمن سوى المقابر أو السجون المرعبة
الكاتبة بشرى المقطري تعيد التذكير بجرائم الحوثيين التي ترتكب منذ مجيئهم إلى السلطة قبل أكثر من عام، وتحت عنوان «الحوثية.. وجه آخر للحرب في اليمن»، تقول المقطري: لا يكفي اليمنيين أنهم أهداف محتملة للقتل من أطراف الصراع، وتفاقم أوضاعهم المعيشية، نتيجة انعدام مستلزمات الحياة، لتتزايد معاناتهم جراء تسلط «جماعة الحوثي» التي مازالت تتصرف كسلطة أمر واقع، إذ تعمل بحرص ممنهج لتحويل المواطنين اليمنيين المقيمين في مناطق سيطرتها إلى «مساجين»، وتحويل تلك المناطق إلى سجن كبير، يكتظ كل يوم بمزيد من المعتقلين: كُتاب وصحفيون وناشطون سياسيون ومواطنون بسطاء، تحتجزهم جماعة الحوثي، لنشاطهم السياسي المناوئ للجماعة، أو بناء على هويتهم المناطقية، وأحياناً تعتقل بعضهم لمجرد محاولته الهرب من ويلات الحرب، والبحث عن فرص للنجاة خارج الوطن.
تقول بشرى المقطري: «ربما يعرف العالم إحصائيات القتلى والضحايا اليمنيين، لكنه لا يعرف «السجن» الذي يبنيه الحوثيون، ولم يسمع بعد صرخات المعتقلين وآلام ذويهم المتعبين من البحث والتوسل لسلطة أمر واقع، لم تكتفِ بإغراقها اليمنيين في العنف والفوضى، وتعمل على تحويل ما تبقى من حياة ممكنة بالنسبة لهم إلى متاهة سجن كبير في ظل سلطة جماعة سجينة، ذاق بعض أتباعها سابقاً مرارة الاعتقال والسجن من نظام علي عبدالله صالح طوال مدة حروب صعدة الست، ولد السجن اليمني الكبير، لتتحول الجماعة إلى جلاد مشغول بالانتقام، وتمارس الوسائل القمعية نفسها التي تعرضت لها سابقاً في حق المعارضين لها اليوم».
وتضيف: «نجحت جماعة الحوثي في تقمص دور جلادها القديم، وحتى في اختلاق ذرائع لا أخلاقية، لتبرير الانتهاكات الجسيمة، وتفوقت على «جلادها» القديم في اختراع وسائل متنوعة لإلحاق الضرر والتنكيل والترهيب، وسائل لا تقف عند جريمة الخطف ومداهمة المنازل، وما يتضمنه ذلك من إرهاب للأطفال والنساء، وتعدّتها إلى عصب العينين والضرب والإذلال، والتعذيب بالكهرباء، وإجبار الضحية على توقيع اعترافات مزيفة، وإخفائه شهوراً طويلة في أقباء السجون والمعتقلات، ووضع بعض الضحايا في أماكن القصف والمواجهات، حتى يكون «القتل» في هذه الحالة مؤكداً، كما حدث للصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري، اللذيْن وضعا درعين بشريين، وقتلا في غارة لقوات التحالف في مدينة ذمار».
وتحلل المقطري ما تقوم بها جماعة الحوثي بالقول: «يمكن تلخيص النهج البوليسي لجماعة الحوثي بخطاب قائدها، عبد الملك الحوثي، في ذكرى الانقلاب 21 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي لم يقتصر على تأكيد ضيق الجماعة بالرأي الآخر المعارض، وشيطنة الكتاب والصحفيين وتبرير اعتقالهم، وتعداه إلى اعتبار «كل يمني» يعيش في نطاق سلطتها مشبوهاً وعميلاً للعدوان، ومن ثم يحق ملاحقته وتجريمه، لم يعد الموت والحصار أسوأ ما في هذه البلاد المنكوبة، وإنما السجن والتعذيب والغياب أيضاً». وتخلص المقطري إلى القول إنه «في عهد الحوثيين لم يعد يزدهر في اليمن سوى المقابر أو السجون، ظلمتان ألطفهما مُر».
سبيع: الحوثيون بنوا «مظلوميتهم» على حروب صالح في صعدة
يقول الكاتب نبيل سبيع إن «الحوثيين بنوا مظلوميتهم على الحروب التي شنها نظام صالح على صعدة، ثم تحالفوا مع صالح وشنوا حروباً على كل اليمن، كما بنوا «مظلوميتهم» أيضاً على «الحصار» الذي اشتكوا لسنوات من أن نظام صالح كان يضربه على صعدة، ثم تحالفوا مع صالح وحاصروا كل اليمن».
وأضاف قائلاً: «اشتكوا من أن نظام صالح كان يمنع عن صعدة الديزل، ثم تحالفوا مع صالح ومنعوا عن تعز الديزل والبترول والغاز والغذاء والدواء وحتى الماء (...) في نظر الحوثيين، حروب صعدة كانت «حروباً ظالمة»، لكن حروبهم على تعز وغيرها من مناطق اليمن حروب مظلومة».
وفي اجتماع عقده رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» محمد الحوثي، مع ممثلين عن أحزاب مُستحدثة، وقع الحاضرون على عريضة أسموها «ميثاق الشرف الوطني»، تتضمن قيوداً إضافية وضعتها جماعة الحوثي على وسائل الإعلام، ومن تصفهم ب«مؤيدي العدوان»، وهي التهمة التي تطلقها على كل مخالفيها، ومن ضمن تلك القيود التي فرضتها الجماعة، اعتبرت أي استهداف لها أو لشخصيات أو كيانات موالية لها بالنقد الإعلامي عبر أي وسيلة إعلامية بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، تصرفاً وعملاً «لن يتم التهاون معه»، وهو ما تجسده الحركة صباح مساء.
المتوكل: مستوى السقوط الأخلاقي للحوثي كسلطة تتحكم بالأرض في قضايا انتهاك الحقوق فاق التوقعات
الناشطة الحقوقية رضية المتوكل، ترصد السقوط الأخلاقي للحوثيين وانتهاكاتهم المريعة ضد خصومهم، وكتبت على صفحتها في «الفيس بوك» منشوراً هاجمت فيه الحوثيين وما يقومون به من تعذيب ضد خصومهم قالت فيه: «لكل سقوط مقدمات، لهذا هو متوقع، لكن مستوى السقوط الأخلاقي لجماعة الحوثي كسلطة تتحكم في الأرض، وكمناصرين لهم، خاصة في قضايا الانتهاكات للحقوق والحريات، وفيما يتبعها ويتناثر حولها من تبرير وتسخيف وتكذيب بصراحة فاق التوقعات».
تضيف المتوكل، وهي ابنة السياسي الراحل محمد عبدالملك المتوكل الذي تم اغتياله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: «تنكشف اليمن مع كل سلطة جديدة كم هي مجردة من الحقوق والحريات كمبدأ، وبأن الحقوق والحريات ليست ثقافة محمية لا بالناس العاديين ولا بالنخبة بقدر ما هي مزاج وتعصب، حتى عند من قدموا أنفسهم للمجتمع يوماً كمدافعين عنها (... ) صالح البشري مات من التعذيب، لم نره إلّا حين تم الإفراج عنه، لم يكن قادراً على الحركة، حتى حين حاولنا مساعدته، ولم يكن قادراً على الكلام، فقط همس (أنا عطشان)، هكذا وصفت حالة صالح البشري الذي اعتقل وإياه وشخص ثالث اسمه عبد الجليل من قبل جماعة الحوثي، لمنظمة العفو الدولية في بيان لها عن حالات تعذيب أقدم عليها الحوثيون بحق محتجين سلميين». تقول المتوكل: «صالح أب لسبعة أطفال، اعتقلته جماعة الحوثي يوم 11 فبراير/شباط 2015، وأعادته إلى أطفاله يوم 13 فبراير/شباط جثة هامدة، مات صالح بعد أن أطلق الحوثيون سراحه بساعات، مات بسبب التعذيب الذي تعرض له».
البخيتي: فاشية الحوثيين خلال أشهر فاقت ممارسات الأنظمة التي حكمت اليمن 35 سنة
القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي يسرد جزءاً من وسائل التعذيب التي يقوم بها الحوثيون ضد من يتم اعتقالهم وإيداعهم السجون، يقول في أحد المقالات الناقدة لزملائه السابقين نقلاً عن شخص خرج من سجن الأمن السياسي في إب قوله: «تحدث لي عن عمليات تعذيب مروعة حصلت لهم، وأن تأخير إطلاق سراحهم بغرض تعافيهم من آثار التعذيب وبالأخص بعد الضجة التي تسببت بها صور أحد المعتقلين الذين خرجوا خلال الفترة الماضية، قال إنه رأي بعينيه أمين الشفق بعد خروجه من جلسة تحقيقات استمرت لأكثر من 3 ساعات وعليه آثار تعذيب مروعة، وكان محمولاً من قبل جنديين حيث إنه لم يكن يقوى على الوقوف، بسبب آلام شديدة في ظهره، وقد دار حديث بينه وبين أمين في وقت لاحق وأخبره أنه تعرض للتعذيب عبر الكهرباء، إضافة إلى ضرب شديد بالأيدي وعصا غليظة وسلك في مختلف أنحاء جسده وبالأخص في منطقة الظهر، ما سبب له آلاماً لا تحتمل، وقد أغمي عليه أربع مرات وكان يتم رشه بالماء البارد حتى يفيق ومن ثم تتواصل جلسة التحقيق».
يقول الحوثي السابق، والذي كان يلمع صورة الجماعة الوحشية باعتباره الناطق باسم الجماعة: «سلطة الحوثيين الانقلابية تتجه يوماً بعد يوم إلى ممارسة أبشع أنواع التعذيب ضد معارضيها، بما في ذلك الصحفيين والناشطين الحقوقيين الذين لا علاقة لهم بأطراف الصراع (...) سلطة الحوثيين تسقط أخلاقياً يوماً يعد يوم، فقد مارست في سنة حكمها الأولى ما مارسته ـ كماً ونوعاً ـ الأنظمة التي حكمت اليمن خلال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية (...) لقد أظهرت الجماعة فاشيتها خلال أشهر فقط من وصولها إلى السلطة».
بشرى المقطري: في عهد الحوثيين لم يعد يزدهر في اليمن سوى المقابر أو السجون المرعبة
الكاتبة بشرى المقطري تعيد التذكير بجرائم الحوثيين التي ترتكب منذ مجيئهم إلى السلطة قبل أكثر من عام، وتحت عنوان «الحوثية.. وجه آخر للحرب في اليمن»، تقول المقطري: لا يكفي اليمنيين أنهم أهداف محتملة للقتل من أطراف الصراع، وتفاقم أوضاعهم المعيشية، نتيجة انعدام مستلزمات الحياة، لتتزايد معاناتهم جراء تسلط «جماعة الحوثي» التي مازالت تتصرف كسلطة أمر واقع، إذ تعمل بحرص ممنهج لتحويل المواطنين اليمنيين المقيمين في مناطق سيطرتها إلى «مساجين»، وتحويل تلك المناطق إلى سجن كبير، يكتظ كل يوم بمزيد من المعتقلين: كُتاب وصحفيون وناشطون سياسيون ومواطنون بسطاء، تحتجزهم جماعة الحوثي، لنشاطهم السياسي المناوئ للجماعة، أو بناء على هويتهم المناطقية، وأحياناً تعتقل بعضهم لمجرد محاولته الهرب من ويلات الحرب، والبحث عن فرص للنجاة خارج الوطن.
تقول بشرى المقطري: «ربما يعرف العالم إحصائيات القتلى والضحايا اليمنيين، لكنه لا يعرف «السجن» الذي يبنيه الحوثيون، ولم يسمع بعد صرخات المعتقلين وآلام ذويهم المتعبين من البحث والتوسل لسلطة أمر واقع، لم تكتفِ بإغراقها اليمنيين في العنف والفوضى، وتعمل على تحويل ما تبقى من حياة ممكنة بالنسبة لهم إلى متاهة سجن كبير في ظل سلطة جماعة سجينة، ذاق بعض أتباعها سابقاً مرارة الاعتقال والسجن من نظام علي عبدالله صالح طوال مدة حروب صعدة الست، ولد السجن اليمني الكبير، لتتحول الجماعة إلى جلاد مشغول بالانتقام، وتمارس الوسائل القمعية نفسها التي تعرضت لها سابقاً في حق المعارضين لها اليوم».
وتضيف: «نجحت جماعة الحوثي في تقمص دور جلادها القديم، وحتى في اختلاق ذرائع لا أخلاقية، لتبرير الانتهاكات الجسيمة، وتفوقت على «جلادها» القديم في اختراع وسائل متنوعة لإلحاق الضرر والتنكيل والترهيب، وسائل لا تقف عند جريمة الخطف ومداهمة المنازل، وما يتضمنه ذلك من إرهاب للأطفال والنساء، وتعدّتها إلى عصب العينين والضرب والإذلال، والتعذيب بالكهرباء، وإجبار الضحية على توقيع اعترافات مزيفة، وإخفائه شهوراً طويلة في أقباء السجون والمعتقلات، ووضع بعض الضحايا في أماكن القصف والمواجهات، حتى يكون «القتل» في هذه الحالة مؤكداً، كما حدث للصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري، اللذيْن وضعا درعين بشريين، وقتلا في غارة لقوات التحالف في مدينة ذمار».
وتحلل المقطري ما تقوم بها جماعة الحوثي بالقول: «يمكن تلخيص النهج البوليسي لجماعة الحوثي بخطاب قائدها، عبد الملك الحوثي، في ذكرى الانقلاب 21 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي لم يقتصر على تأكيد ضيق الجماعة بالرأي الآخر المعارض، وشيطنة الكتاب والصحفيين وتبرير اعتقالهم، وتعداه إلى اعتبار «كل يمني» يعيش في نطاق سلطتها مشبوهاً وعميلاً للعدوان، ومن ثم يحق ملاحقته وتجريمه، لم يعد الموت والحصار أسوأ ما في هذه البلاد المنكوبة، وإنما السجن والتعذيب والغياب أيضاً». وتخلص المقطري إلى القول إنه «في عهد الحوثيين لم يعد يزدهر في اليمن سوى المقابر أو السجون، ظلمتان ألطفهما مُر».
سبيع: الحوثيون بنوا «مظلوميتهم» على حروب صالح في صعدة
يقول الكاتب نبيل سبيع إن «الحوثيين بنوا مظلوميتهم على الحروب التي شنها نظام صالح على صعدة، ثم تحالفوا مع صالح وشنوا حروباً على كل اليمن، كما بنوا «مظلوميتهم» أيضاً على «الحصار» الذي اشتكوا لسنوات من أن نظام صالح كان يضربه على صعدة، ثم تحالفوا مع صالح وحاصروا كل اليمن».
وأضاف قائلاً: «اشتكوا من أن نظام صالح كان يمنع عن صعدة الديزل، ثم تحالفوا مع صالح ومنعوا عن تعز الديزل والبترول والغاز والغذاء والدواء وحتى الماء (...) في نظر الحوثيين، حروب صعدة كانت «حروباً ظالمة»، لكن حروبهم على تعز وغيرها من مناطق اليمن حروب مظلومة».