هنا في اليمن، لا يكاد يمر يوم، إلا ويسقط فيه طفل، ما بين قتيل أو جريح، منذ قرابة عام تقريبا، وعلى وجه التحديد منذ 21 سبتمبر 2014، حينما اجتاح مقاتلو جماعة "أنصار الله" الحوثية العاصمة صنعاء، إلا أن المأساة ازدادت عمقا وتوسعا، منذ أواخر مارس 2015، حينما بدأ التحالف العربي عملياته العسكرية ضد مسلحي الحوثي وقوات علي عبد الله صالح، التي انقلبت على السلطة في اليمن.
وحتى السبت الماضي، الموافق 7/11/2015، قتل طفلان، في قذيفة أطلقها الحوثيون، وحلفائهم على الأحياء السكنية في مدينة تعز، التي تشهد منذ أشهر أعظم مأساة إنسانية في تاريخها.
وليس القتل وحده ما يواجهه أطفال اليمن، المضطهدون، بل إلى جانب كونهم عرضة بشكل مستمر للموت، بآلة القتل التي تستخدمها الأطراف المتصارعة، يعاني أطفال اليمن، من تدهور مريع في الصحة النفسية، فضلا عن انعدام الرعاية الصحية اللازمة، في ظل التدمير الواسع الذي تعرض له القطاع الصحي، وكذلك تدهور الحالة المعيشية لقرابة 20 مليون يمني جراء الحرب، وهو الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على شريحة الأطفال، باعتبارها الشريحة الأكثر احتياجا للتغذية المناسبة، والرعاية الصحية المناسبة، فضلا عن الخدمات الأخرى المناسبة.
كما أدت الحرب التي تجاوزت العام، وازدادت حدتها، مع إعلان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التدخل في اليمن في عملية أطلق عليها إسم "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية إلى البلاد، في 26 مارس الماضي، أدت تلك الحرب، إلى حرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، والدراسة، بسبب نزوح السكان من عدة محافظات، جراء الحرب، وكذلك التدمير الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية للمدارس في أغلب المحافظات جراء الحرب.
القتل يتربص بأطفال اليمن
لم يكن يعرف هشام، أن قذيفةً، غادرة ستضع حدا، لجولة اللعب التي بدأها مع شقيقه وعدد من أطفال الحي، بل لم يخطر في باله، أنها ستضع حدا لحياته برمتها، وكأنها قطعت للشمس وعدا، ألا تغرب إلا وقد حملت معها روح الطفل، هشام هزاع الدغشي، الذي قتل في مغرب أحد الأيام، بداية أكتوبر الماضي بمدينة مأرب (شرق اليمن).
هشام، كان ضحية لقذيفة عشوائية، لطالما أطلق الحوثيون، العشرات منها، على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة مأرب، التي تشهد مواجهات ومعارك منذ قرابة عام بين جماعة الحوثي المعروفة بـ"أنصار الله"، والقوات المتحالفة ومعها، وبين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمقاومة الموالية له.
هشام، (12 عاما)، هو أحد الأطفال الذين سقطوا ضحايا هذه الحرب المسعورة التي لا يبدو أن أطرافها يعتزمون وضع حد لها، وبحسب التقارير، فإن المئات من الأطفال، سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال العمليات القتالية، والقصف المتبادل بين أطراف الصراع، سواء الداخلية، أو تلك التي ساندة القوات الموالية للشرعية.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية حقوقية، فإن مئات الأطفال قتلوا منذ أواخر مارس الماضي، وحتى بداية نوفمبر الجاري.
وأوضحت منظمة "يونيسف" أن أكثر من 500 طفل قتلوا، وأصيب أكثر 702 أشهر منذ أواخر مارس الماضي، إلا أن المتحدث باسمها، كريستوف بوليراك، أوضح في تصريحات أدلى بها في أكتوبر الماضي، لـ"راديو سوا"، بأن "ثلاثة أطفال يقتلون يوميا في اليمن، ويصاب خمسة آخرون بجروح في هذا النزاع بسبب القصف والمعارك وتبادل إطلاق النار في الشوارع".
وأضاف بوليراك، بأن أكثر من 1000 طفل قتلوا في العنف الذي تشهده اليمن بين القوات الموالية للشرعية، والقوات الموالية لجماعة الحوثيين، وكذلك جراء الغارات التي ينشها التحالف العربي ضد جماعة الحوثي وحليفها علي عبد الله صالح، إلا أن مصادر أخرى تؤكد أن الرقم الحقيقي لضحايا الحرب من الأطفال أكثر بكثير من هذا الرقم.
ففي بداية أكتوبر الجاري، أصدرت منظمات حقوقية، تقريرا عن ضحايا الحرب التي تشهدها محافظة تعز (وسط اليمن)، حيث أكد التقرير، أن أكثر من 830 طفلا سقطوا ما بين قتيل وجريح جراء القصف والعمليات المسلحة التي تشنها جماعة الحوثي والقوات الموالية لها على تعز منذ سبعة أشهر، علما بأن الرقم هذا في تزايد مستمر مع استمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية، حيث قتل خلال الأسبوعين الماضيين قرابة 8 أطفال وأصيب آخرون في المدينة ذاتها.
سوء تغذية
حذرت المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونيسيف، من تدهور الوضع المعيشي في اليمن عموما، وفي أوساط شريحة الأطفال، الأوسع انتشارا بشكل خاص.
وبحسب المتحدث باسم اليونيسيف، كريستوف بوليراك، فإن قرابة 10 ملايين طفل في اليمن، يعانون من سوء التغذية، وبحاجة ماسة لإغاثة عاجلة.
وإلى جانب سوء التغذية أصبح الأطفال في اليمن، عرضة للأمراض الخطيرة، مثل حمى الضنك، وغيرها من الأمراض، حيث تم تسجيل وفاة عشرات الأطفال في عدن بمرض حمى الضنك خلال الأشهر الخمسة من بدء عمليات "عاصفة الحزم".
تقرير صادر عن مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز أوضح أن الحرب والحصار الذي قوات الحوثي وحليفهم على عبد الله صالح، على مدينة تعز تسبب بإصابة 3 ألف وأربعمائة طفل بمرض حمى الضنك القاتل، علما بأن معظم المحافظات اليمنية، تعاني من ذات الأوضاع الصحية والإقتصادية والأمنية المتردية، والتي انعكست بقوة على شريحة الأطفال.
التشريد والنزوح
تشير التقارير، إلى أن آلاف الأسر اليمنية، اضطرت للهروب من جحيم القتال والقصف، في عدة محافظات منذ عدة أشهر، بعضها نزح إلى خارج اليمن، بينما نزح الآخرون إلى مناطق متفرقة في الداخل اليمني، حيث قدرت منظمات حقوقية، عدد المواطنين اليمنيين الذي فروا من جحيم الصراع، تجاوز 1.4 مليون نسمة، معظمهم من الأطفال والنساء.
وضمن هذه الأسر آلاف الأطفال، ممن واجهوا صعوبات عديدة، سواء أثناء تواجدهم في المناطق التي تشهد قتالا، مثل عدن وأبين ولحج، وتعز ومأرب والضالع، وحتى العاصمة صنعاء، أو بعد نزوحهم، حيث يعانون من تردي الأوضاع المعيشية، وغياب تام لسبل الحياة، الأمر الذي تسبب في تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض، بسبب غياب العناية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي في مناطق النزوح.
الأضرار النفسية
مما لا شك فيه، أن الآثار العميقة في نفسية الأطفال في اليمن، خصوصا ممن عايشوا يوميات الحرب والدمار والقصف، والموت في عدة محافظات، سيكون من الصعب معالجتها، كون اليمن من الدول الأكثر فقرا، وبالتالي فلا يتوقع حتى إن توقفت الحرب، أن يتعافى هذا البلد، ويبدأ بتبني برامج دعم نفسي، وإجتماعي واسعة لإزالة الآثار العميقة للحرب والعنف من نفوس الأطفال.
تجنيد الأطفال
لا يكاد المتابع للوضع في اليمن، يخطئ مشاهد الأطفال وهم يحملون بنادق، وقطع متنوعة من السلاح، ويزج بهم في أتون الصراع، حيث تمتلئ الشوارع وجدران المنازل، وواجهات المحلات والسيارات، بصور قتلى، من الأطفال، سقطوا في المعارك التي تشهدها عدة محافظات، حيث يتم تسميتهم بالشهداء المجاهدين..
وقد حذرت منظمات حقوقية من استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن، وخصوصا تجنيدهم والزج بهم في المعارك، الأمر الذي أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوفهم.
وبحسب تقرير، صادر عن هيئة مناوئة للحوثيين، فإن جماعة الحوثي، قامت خلال 200 يوم بتجنيد قرابة 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً، ودفعهم إلى جبهات القتال، في حين أكد المتحدث باسم "يونيسيف، أن ثلث مقاتلي جماعة من الأطفال.
وقد عرضت وسائل الإعلام المرئية مؤخرا وفي أوقات سابقة، مشاهد لأطفال تم القبض عليهم، وهم يقاتلون في صفوف جماعة "أنصار الله" الحوثية، في المحافظات الجنوبية، ومحافظات الوسط والشرق.
حرمانهم من الدراسة
لعل من أكثر القطاعات المتضررة من استمرار الصراع في اليمن، هو قطاع التعليم، كما أن أكثر الشرائح تضررا هي شريحة الأطفال.
وكما هو معروف فقد تسببت الحرب في توقف الدراسة، في عدد كبير المحافظات اليمنية، منذ عدة أشهر، إما بسبب التدمير الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية التعليمية، كالمدارس وغيرها، أو بسبب نزوح السكان، إضافة تعثر استمرار العملية الدراسية، بسبب غياب التمويل، وتدهور الوضع الأمني، الناتج عن التدهور السياسي الذي يعصف بالبلاد.
وبحسب تقارير، حقوقية محلية ودولية، فإن الحرب في اليمن قد أدت خلال عام 2015 إلى ارتفاع نسبة غير الملتحقين بالمدارس من الأطفال من سن 6 إلى 14 سنة إلى 47%، ، بينما أغلقت 70%، من إجمالي المدارس، قبل نهاية العام الدراسي، الأمر الذي تسبب في حرمان 1.84 مليون طالب عن مواصلة تعليمهم.
وأضافت بأن أكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلا.
كما أن الحرب الدائرة في اليمن، الآلاف من الأطفال إلى حمل السلاح، والتخلي عن الكتب والأقلام، والذهاب للقتال في صفوف طرفي الصراع، وهذا ما رصدته المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بشكل خاص.
وبحسب تقرير، صادر عن منظمة حقوقية، يمنية، "فإن معظم الكتائب التابعة لميليشيات الحوثي تضم مقاتلين أطفالاً، كما يقدر عدد المسلحين تحت سنة الثامنة عشرة في صفوف الحوثيين بقرابة ثلث قوات الميليشيات التي يقدر عدد مسلحيها بنحو 25 ألف شخص".
كما أن الصراع في اليمن، أدى إلى إغلاق قرابة 3.600 مدرسة، في المدن والمحافظات التي شهدت مواجهات، وتلك التي نزح إليها السكان، علما بأن عدد كبير من المدارس والمرافق التعليمية في عدة محافظات تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من جحيم القتال.
وحتى السبت الماضي، الموافق 7/11/2015، قتل طفلان، في قذيفة أطلقها الحوثيون، وحلفائهم على الأحياء السكنية في مدينة تعز، التي تشهد منذ أشهر أعظم مأساة إنسانية في تاريخها.
وليس القتل وحده ما يواجهه أطفال اليمن، المضطهدون، بل إلى جانب كونهم عرضة بشكل مستمر للموت، بآلة القتل التي تستخدمها الأطراف المتصارعة، يعاني أطفال اليمن، من تدهور مريع في الصحة النفسية، فضلا عن انعدام الرعاية الصحية اللازمة، في ظل التدمير الواسع الذي تعرض له القطاع الصحي، وكذلك تدهور الحالة المعيشية لقرابة 20 مليون يمني جراء الحرب، وهو الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على شريحة الأطفال، باعتبارها الشريحة الأكثر احتياجا للتغذية المناسبة، والرعاية الصحية المناسبة، فضلا عن الخدمات الأخرى المناسبة.
كما أدت الحرب التي تجاوزت العام، وازدادت حدتها، مع إعلان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التدخل في اليمن في عملية أطلق عليها إسم "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية إلى البلاد، في 26 مارس الماضي، أدت تلك الحرب، إلى حرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، والدراسة، بسبب نزوح السكان من عدة محافظات، جراء الحرب، وكذلك التدمير الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية للمدارس في أغلب المحافظات جراء الحرب.
القتل يتربص بأطفال اليمن
لم يكن يعرف هشام، أن قذيفةً، غادرة ستضع حدا، لجولة اللعب التي بدأها مع شقيقه وعدد من أطفال الحي، بل لم يخطر في باله، أنها ستضع حدا لحياته برمتها، وكأنها قطعت للشمس وعدا، ألا تغرب إلا وقد حملت معها روح الطفل، هشام هزاع الدغشي، الذي قتل في مغرب أحد الأيام، بداية أكتوبر الماضي بمدينة مأرب (شرق اليمن).
هشام، كان ضحية لقذيفة عشوائية، لطالما أطلق الحوثيون، العشرات منها، على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة مأرب، التي تشهد مواجهات ومعارك منذ قرابة عام بين جماعة الحوثي المعروفة بـ"أنصار الله"، والقوات المتحالفة ومعها، وبين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمقاومة الموالية له.
هشام، (12 عاما)، هو أحد الأطفال الذين سقطوا ضحايا هذه الحرب المسعورة التي لا يبدو أن أطرافها يعتزمون وضع حد لها، وبحسب التقارير، فإن المئات من الأطفال، سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال العمليات القتالية، والقصف المتبادل بين أطراف الصراع، سواء الداخلية، أو تلك التي ساندة القوات الموالية للشرعية.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية حقوقية، فإن مئات الأطفال قتلوا منذ أواخر مارس الماضي، وحتى بداية نوفمبر الجاري.
وأوضحت منظمة "يونيسف" أن أكثر من 500 طفل قتلوا، وأصيب أكثر 702 أشهر منذ أواخر مارس الماضي، إلا أن المتحدث باسمها، كريستوف بوليراك، أوضح في تصريحات أدلى بها في أكتوبر الماضي، لـ"راديو سوا"، بأن "ثلاثة أطفال يقتلون يوميا في اليمن، ويصاب خمسة آخرون بجروح في هذا النزاع بسبب القصف والمعارك وتبادل إطلاق النار في الشوارع".
وأضاف بوليراك، بأن أكثر من 1000 طفل قتلوا في العنف الذي تشهده اليمن بين القوات الموالية للشرعية، والقوات الموالية لجماعة الحوثيين، وكذلك جراء الغارات التي ينشها التحالف العربي ضد جماعة الحوثي وحليفها علي عبد الله صالح، إلا أن مصادر أخرى تؤكد أن الرقم الحقيقي لضحايا الحرب من الأطفال أكثر بكثير من هذا الرقم.
ففي بداية أكتوبر الجاري، أصدرت منظمات حقوقية، تقريرا عن ضحايا الحرب التي تشهدها محافظة تعز (وسط اليمن)، حيث أكد التقرير، أن أكثر من 830 طفلا سقطوا ما بين قتيل وجريح جراء القصف والعمليات المسلحة التي تشنها جماعة الحوثي والقوات الموالية لها على تعز منذ سبعة أشهر، علما بأن الرقم هذا في تزايد مستمر مع استمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية، حيث قتل خلال الأسبوعين الماضيين قرابة 8 أطفال وأصيب آخرون في المدينة ذاتها.
سوء تغذية
حذرت المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونيسيف، من تدهور الوضع المعيشي في اليمن عموما، وفي أوساط شريحة الأطفال، الأوسع انتشارا بشكل خاص.
وبحسب المتحدث باسم اليونيسيف، كريستوف بوليراك، فإن قرابة 10 ملايين طفل في اليمن، يعانون من سوء التغذية، وبحاجة ماسة لإغاثة عاجلة.
وإلى جانب سوء التغذية أصبح الأطفال في اليمن، عرضة للأمراض الخطيرة، مثل حمى الضنك، وغيرها من الأمراض، حيث تم تسجيل وفاة عشرات الأطفال في عدن بمرض حمى الضنك خلال الأشهر الخمسة من بدء عمليات "عاصفة الحزم".
تقرير صادر عن مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز أوضح أن الحرب والحصار الذي قوات الحوثي وحليفهم على عبد الله صالح، على مدينة تعز تسبب بإصابة 3 ألف وأربعمائة طفل بمرض حمى الضنك القاتل، علما بأن معظم المحافظات اليمنية، تعاني من ذات الأوضاع الصحية والإقتصادية والأمنية المتردية، والتي انعكست بقوة على شريحة الأطفال.
التشريد والنزوح
تشير التقارير، إلى أن آلاف الأسر اليمنية، اضطرت للهروب من جحيم القتال والقصف، في عدة محافظات منذ عدة أشهر، بعضها نزح إلى خارج اليمن، بينما نزح الآخرون إلى مناطق متفرقة في الداخل اليمني، حيث قدرت منظمات حقوقية، عدد المواطنين اليمنيين الذي فروا من جحيم الصراع، تجاوز 1.4 مليون نسمة، معظمهم من الأطفال والنساء.
وضمن هذه الأسر آلاف الأطفال، ممن واجهوا صعوبات عديدة، سواء أثناء تواجدهم في المناطق التي تشهد قتالا، مثل عدن وأبين ولحج، وتعز ومأرب والضالع، وحتى العاصمة صنعاء، أو بعد نزوحهم، حيث يعانون من تردي الأوضاع المعيشية، وغياب تام لسبل الحياة، الأمر الذي تسبب في تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض، بسبب غياب العناية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي في مناطق النزوح.
الأضرار النفسية
مما لا شك فيه، أن الآثار العميقة في نفسية الأطفال في اليمن، خصوصا ممن عايشوا يوميات الحرب والدمار والقصف، والموت في عدة محافظات، سيكون من الصعب معالجتها، كون اليمن من الدول الأكثر فقرا، وبالتالي فلا يتوقع حتى إن توقفت الحرب، أن يتعافى هذا البلد، ويبدأ بتبني برامج دعم نفسي، وإجتماعي واسعة لإزالة الآثار العميقة للحرب والعنف من نفوس الأطفال.
تجنيد الأطفال
لا يكاد المتابع للوضع في اليمن، يخطئ مشاهد الأطفال وهم يحملون بنادق، وقطع متنوعة من السلاح، ويزج بهم في أتون الصراع، حيث تمتلئ الشوارع وجدران المنازل، وواجهات المحلات والسيارات، بصور قتلى، من الأطفال، سقطوا في المعارك التي تشهدها عدة محافظات، حيث يتم تسميتهم بالشهداء المجاهدين..
وقد حذرت منظمات حقوقية من استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن، وخصوصا تجنيدهم والزج بهم في المعارك، الأمر الذي أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوفهم.
وبحسب تقرير، صادر عن هيئة مناوئة للحوثيين، فإن جماعة الحوثي، قامت خلال 200 يوم بتجنيد قرابة 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً، ودفعهم إلى جبهات القتال، في حين أكد المتحدث باسم "يونيسيف، أن ثلث مقاتلي جماعة من الأطفال.
وقد عرضت وسائل الإعلام المرئية مؤخرا وفي أوقات سابقة، مشاهد لأطفال تم القبض عليهم، وهم يقاتلون في صفوف جماعة "أنصار الله" الحوثية، في المحافظات الجنوبية، ومحافظات الوسط والشرق.
حرمانهم من الدراسة
لعل من أكثر القطاعات المتضررة من استمرار الصراع في اليمن، هو قطاع التعليم، كما أن أكثر الشرائح تضررا هي شريحة الأطفال.
وكما هو معروف فقد تسببت الحرب في توقف الدراسة، في عدد كبير المحافظات اليمنية، منذ عدة أشهر، إما بسبب التدمير الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية التعليمية، كالمدارس وغيرها، أو بسبب نزوح السكان، إضافة تعثر استمرار العملية الدراسية، بسبب غياب التمويل، وتدهور الوضع الأمني، الناتج عن التدهور السياسي الذي يعصف بالبلاد.
وبحسب تقارير، حقوقية محلية ودولية، فإن الحرب في اليمن قد أدت خلال عام 2015 إلى ارتفاع نسبة غير الملتحقين بالمدارس من الأطفال من سن 6 إلى 14 سنة إلى 47%، ، بينما أغلقت 70%، من إجمالي المدارس، قبل نهاية العام الدراسي، الأمر الذي تسبب في حرمان 1.84 مليون طالب عن مواصلة تعليمهم.
وأضافت بأن أكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلا.
كما أن الحرب الدائرة في اليمن، الآلاف من الأطفال إلى حمل السلاح، والتخلي عن الكتب والأقلام، والذهاب للقتال في صفوف طرفي الصراع، وهذا ما رصدته المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بشكل خاص.
وبحسب تقرير، صادر عن منظمة حقوقية، يمنية، "فإن معظم الكتائب التابعة لميليشيات الحوثي تضم مقاتلين أطفالاً، كما يقدر عدد المسلحين تحت سنة الثامنة عشرة في صفوف الحوثيين بقرابة ثلث قوات الميليشيات التي يقدر عدد مسلحيها بنحو 25 ألف شخص".
كما أن الصراع في اليمن، أدى إلى إغلاق قرابة 3.600 مدرسة، في المدن والمحافظات التي شهدت مواجهات، وتلك التي نزح إليها السكان، علما بأن عدد كبير من المدارس والمرافق التعليمية في عدة محافظات تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من جحيم القتال.