أطلق مالك سلسلة مطاعم في دولة الإمارات العربية مبادرة إنسانية، قل نظيرها في الوقت الحالي، خصوصا في دولة اشتهرت بارتفاع تكلفة الحياة وصعوبة المعيشة.
إذ بادر شاب إماراتي يملك سلسلة مطاعم في جميع أنحاء الإمارات إلى منح وجبات مجانية من مطاعمه لـ"من لا يملك ثمنها".
ووسط مشهد الشقق الشاهقة، ومن خلال الشوارع الواسعة والأنيقة، وإلى جانب فيلا سكنية في حي الخالدية، والمطاعم اليابانية، والبريطانية، والسعودية، والأخرى العالمية، برزت مطاعم هذا الشاب دون غيرها، حيث رفع لافتة على نوافذ مطعمي "كافتيريا كيوي"، و"ملوك الشاورما"، مكتوب عليها: "جميع وجباتنا مجانية لمن لا يملك ثمنها".
وقال صاحب المطعم، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لصحيفة "ذا ناشيونال" المحلية الناطقة باللغة الانجليزية "إن "تكلفة المعيشة مرتفعة جداً، ومعظم المغتربين، وخصوصاً القادمين من آسيا والهند، لا يتناولون الطعام في الخارج كي لا تتأثر ميزانيتهم".
وأضاف: "أردت أن يقدم مطعمي وجبات مجانية لهذه الفئة من الناس".
وأطلق صاحب المطعم البالغ من العمر 31 عاماً، أول مطعم له في دبي قبل خمسة أعوام، ويمتلك الآن ستة فروع بجميع أنحاء الإمارات، كلها تحمل اللافتة ذاتها.
وأفاد أن السفر كان القوة الدافعة لتغيير موقفه، إذ كان يعمل في شركة إعلامية لمدة عامين، وتنقل إلى السودان، وأفغانستان، وسوريا، والأردن، وأن تلك التجارب جعلته يدرك معاناة الأشخاص العاطلين عن العمل، ومواجهتهم للفقر والحياة الصعبة.
وعرضت هذه اللافتة على المطعم قبل عام، لكن قبل ذلك كان يشجع الموظفين لتوزيع بقايا الطعام للفقراء في الحي.
ومع إطلاق كل فرع جديد، يتم توزيع المواد الغذائية والمشروبات إلى الناس لمدة يومين، وبهذه الطريقة اكتسب المطعم شهرة بين الناس، عبر رسالته المتمثلة في تقديم الطعام مجاناً.
وتبلغ كلفة سندويشة الشاورما الصغيرة في المطعم 6 دراهم، ولكن هذا لا يزال بمتناول العديد من العمال، الذين عادة يمكنهم طلب شاي ولفافات الدجاج (باراتا) مقابل درهمين، وفي نهاية الأمر لهم مطلق الحرية لاختيار أي وجبة يريدونها.
وأغلب زبائن المطعم من المحتاجين، وعمال البناء والنظافة القادمين من بنغلاديش ونيبال، وبعض المصريين الذين يعملون كحراس أمن، وهناك أيضاً الكثير من عرب بلاد الشام ذوي الدخل المنخفض.
ويتردد على المطعم فرع أبوظبي، أكثر من 10 أشخاص يومياً لطلب وجبات مجانية.
وينوي صاحب المطعم ترجمة اللافتة إلى اللغة الإنكليزية والهندية، للوصول إلى أكبر فئة ممكنة من المحتاجين، على حد تعبيره.