حققت الخطوط الجوية السعودية إنجازات مهمة، مكنتها من كسب ثقة مزيد من المسافرين، بعد أن تمكن الناقل "السعودية" بأن يكون الأقرب إلى طموحاتهم في النقل الآمن والملتزم بالمواعيد، بالإضافة إلى سعيه المستمر لتطوير طواقمه وخدمات الضيافة المقدمة.

 

وتسعى الخطوط الجوية السعودية إلى رفع أعداد الركاب على متن خطوطها، إلى أكثر من 48 مليون راكب، في حين بلغت العام الماضي 2014، نحو 27.8 مليون راكب، ما جعلها تنقل على متن طائراتها ركاباً بعدد سكان المملكة.

 

- خطة استراتيجية

وفي الصدد استعرض مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، صالح بن ناصر الجاسر، خطة المؤسسة الاستراتيجية للسنوات القادمة، التي تسعى من خلالها إلى تنفيذ برنامج "التحول"؛ بهدف مواكبة المتغيرات المتلاحقة والسريعة التي تشهدها صناعة النقل الجوي في العالم.

 

وأوضح، خلال انعقاد اجتماع مجلس إدارة الخطوط الجوية السعودية، الذي عقد أخيراً، أن الخطة تضمنت رفع كفاءة العمليات التشغيلية، والتحديث المستمر لأسطول الطائرات وتنميته؛ بالاستحواذ على أكثر من مئة طائرة إضافية خلال السنوات الخمس القادمة بغرض التوسع في تلبية الطلب المتزايد على السفر الداخلي، وتشغيل رحلات لمحطات دولية جديدة، وتحسين الخدمات المقدمة لجمهور المسافرين، ورفع أداء موظفي الصفوف الأمامية لمقابلة جمهور المسافرين.

 

ومن جراء النجاحات المتتالية التي حققتها الخطوط الجوية العربية السعودية، في مجال السلامة والجودة، تمكنت من الحصول على العضوية الدائمة في الوكالة الدولية لمراقبة الجودة وتقييم المورّدين (C.A.S.E)، وهي منظمة دولية غير ربحية تضم في عضويتها أكثر من 40 شركة طيران عالمية، وتُعنى بتقييم المورّدين ومراقبة جودة قطع غيار الطائرات وصيانتها، وتعمل حصرياً لمصلحة أعضائها من شركات الطيران العالمية، وتعتبر الخطوط السعودية الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط الحاصلة على عضوية الوكالة.

 

ومن بين أهم أسباب النجاح الذي حققته "السعودية"، وجود مطارات عملاقة داخل المملكة، حيث تتمتع بثلاثة مطارات رئيسية هي مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام، بالإضافة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، الذي يعتبر مطاراً ثانوياً.

 

وتقدم الخطوط الجوية العربية السعودية خدماتها لنحو 100 وجهة في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية. وبحسب جدولة الطيران؛ تقلع طائرة من طائرات الخطوط السعودية كل ثلاث دقائق.

 

- تاريخ حافل

ويرجع تاريخ تأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية إلى 27 مايو/ أيار 1945، وذلك حينما أهدى الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، طائرة واحدة من طراز دوغلاس دي سي-3 إلى الملك عبد العزيز، لتبدأ خدمتها بين مدينتي جدة على الساحل الغربي والظهران على الساحل الشرقي، كانت رحلتها الدولية الأولى إلى مدينة دمشق في 10 يونيو/حزيران 1945. وفي ذلك العام افتتح أول مطار رسمي في السعودية في مدينة جدة.

 

ثم توسعت الشركة لتخدم وجهات دولية جديدة، منها القاهرة وبيروت واللد فيما كان آنذاك "أراض فلسطينية" تحت الانتداب البريطاني.

 

وفي الخمسينات أضافت الشركة عدة مدن إلى خارطتها ومنها إسطنبول، وكراتشي، وعمان، ومدينة الكويت، وأسمرة وبورت سودان، وقامت بشراء أربع طائرات جديدة ومن نوع "دي سي 4" وعشر طائرات من نوع "كونفير 340".

 

في سبعينات القرن الماضي تم تغيير الاسم التشغيلي إلى السعودية، وتغيير شعارها، وشراء المزيد من طائرات بوينغ 747 و737 وكذلك طائرت الترايستار إل 1011 من لوكهيد، وافتتحت المزيد من الوجهات خاصة في أوروبا والولايات المتحدة.

 

وفي الثمانينات أضافت الشركة خدمات التموين.

 

وممّا يذكر أن طيران السعودية هو الوحيد الذي يطير فوق أربع قارات في الرحلة نفسها؛ وذلك حين تطير الطائرة من جدة عابرة آسيا فأفريقيا وأوروبا إلى أمريكا الشمالية، لتهبط في نيويورك.

 

في التسعينات منع التدخين على متن رحلات الشركة في جميع الرحلات الداخلية والدولية، وغيرت الشركة شعارها عام 1997، كما توسعت رحلاتها لتشمل خطوط طيران جديدة.

 

وفي بداية الألفية الجديدة بدأت الشركة التهيئة لخصخصتها وحققت أول أرباح تشغيلية لها في 2002. بالإضافة إلى أنها وقعت عقوداً لشراء أحدث الطائرات، بما يسهم في زيادة عدد طائراتها.