قال وزير المالية السعودي ابراهيم العساف الاحد ان السعودية ستخفض الانفاق كما ستصدر المزيد من السندات لسد العجز القياسي في الموازنة بسبب الانخفاض الكبير في اسعار النفط.
وتواجه المملكة - الدولة صاحبة اكبر اقتصاد في العالم العربي واكبر مصدرة للنفط في العالم - انخفاضا غير مسبوق في الموازنة اثر هبوط اسعار النفط الخام بمقدار يزيد عن النصف خلال عام لينخفض سعر البرميل عن 50 دولار.
وتعتمد المملكة حتى الان على احتياطياتها المالية الهائلة في سد الفجوة، الا ان وزير المالية السعودي قال انه سيكون من الضروري اتخاذ مزيد من الاجراءات.
وفي مقابلة مع قناة سي ان بي سي العربية، قال العساف “نعمل على تخفيض الانفاق غير الضروري (..) مثل مشاريع اقرت منذ سنوات ولم يبدأ تنفيذها. هذه المشاريع يمكن تأجيلها”.
ولم يكشف عن تفاصيل حجم الاقتطاعات، الا انه اكد ان قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية لن تتاثر.
وقال العساف “سنبقى نركز على مشاريع التنمية الضرورية (..) مثل التعليم والصحة والبنية التحتية لاهميتها للنمو والقطاع الخاص”.
وقال ان الحكومة ستصدر مزيدا من سندات الخزينة التقليدية والصكوك الاسلامية “لتمويل العجز في الميزانية” الذي يتوقع صندوق النقد الدولي ان يصل الى 130 مليار دولار (117 مليار يورو) هذا العام.
وأضاف العساف ان المملكة “ستصدر مزيدا من السندات وقد تصدر صكوك قبل نهاية 2015 لتمويل العجز في الميزانية”.
وتوقعت السلطات السعودية تراجعا رسميا في الموازنة بقيمة 39 مليار دولار هذا العام، الا ان صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات يعتقدون ان العجز الفعلي سيكون اكبر من ذلك بكثير.
وتوقع صندوق النقد الدولي في تموز/يوليو ان يبلغ العجز 20% من اجمالي الناتج المحلي، فيما توقعت شركة جدوى للاستثمار السعودية الاربعاء ان يصل العجز الى نحو 109 مليار دولار.
وفي العام 2014 سجلت السعودية عجزا وصل الى 17,5 مليار دولار، في ثاني مرة منذ العام 2002.
وقالت شركة جدوى انه بنهاية تموز/يوليو سحبت الحكومة 82 مليار دولار من احتياطيها ما خفض الاصول بنحو 650 مليار دولار.
ويتوقع ان ينخفض احتياطي المملكة الى 629 مليار دولار بنهاية العام، بحسب جدوى.
كما يتوقع تباطؤ الاقتصاد السعودي الذي بلغ العام الماضي 3,5%، حيث توقع صندوق النقد الدولي في تموز/يوليو ان لا يتجاوز نمو الاقتصاد السعودي نسبة 2,8% هذا العام.
ويتوقع ان لا يتعدى النمو العام المقبل 2,4%.
ونقلت شركة جدوى الاربعاء عن ارقام رسمية ان الاقتصاد السعودي سجل نموا بنسبة 3,8% في الربع الثاني بارتفاع عن نسبته في الفترة السابقة (2,4%) بسبب ارتفاع انتاج النفط.
وضخت السعودية كمية قياسية وصلت 10,6 مليون برميل نفط يوميا في حزيران/يونيو، الا انها خفضت انتاجها الى 10,4 مليون برميل يوميا في تموز/يوليو، بحسب الشركة الاستثمارية.
وياتي العجز في الموازنة فيما تخوض السعودية تدخلا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن.