هدى محمد الغصن أول سعودية تحتل منصباً قيادياً كمدير تنفيذي لعلاقات الموظفين والتدريب في شركة أرامكو السعودية، عملاق صناعة النفط في المنطقة.
حصلت الغصن على المركز الرابع عربياً في الإدارات التنفيذية ضمن تصنيف فوربس، والسابع في مجال الطاقة لعام 2015 ضمن تصنيف أرابيان بيزنس.
قبل تعيينها في هذا المنصب، كانت هدى المديرة العامة للتدريب والتنمية، حيث كانت مسؤولة عن تصميم وتنفيذ برامج التعليم المؤسسي، وبرامج التدريب والتنمية لمختلف أقسام القوى العاملة في المناصب الصناعية والإدارية والمهنية والقيادية.
ومنذ أن انضمت إلى الشركة، شغلت هدى عدة مناصب في قسم الموارد البشرية ومنظمات المساعدة، مثل خدمات الرعاية الصحية، وتخطيط المنشآت، والمالية، والخدمات المجتمعية، والعلاقات الصناعية، ووضع سياسات الموارد البشرية وتخطيطها.
إلى جانب ذلك هي عضوة في مجالس إدارة كل من شركة فيلا البحرية العالمية المحدودة، وشركة أرامكو الشرق الأقصى لخدمات الأعمال المحدودة، وشركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة، وشركة أرامكو السعودية للتطوير، ومركز جون هوبكنز أرامكو الطبي، فضلاً عن عضويتها في مجلس أمناء الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية.
الطريق إلى "أرامكو"
تقول الغصن في إحدى حواراتها الصحفية إنها كانت تحلم بدراسة الصيدلة خارج المملكة، بيد أن حلمها لم يتحقق، إذ ارتطم بالثورة الإيرانية، التي جعلت دراسة طلاب منطقة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية أمراً صعباً.
وتضيف أنه في تلك الأثناء نصحتها صديقتها بدراسة الأدب الإنكليزي في جامعة الملك سعود في الرياض، واستجابت هدى لنصيحة صديقتها.
تخرجت الغصن في العام 1980، ولكن لم تستهوها الخيارات المتاحة أمامها للعمل وقتئذ، حتى زفت لها أمها البشرى في 1981، وهي تلوح بإعلان صحفي في جريدة "الرياض" الرسمية، يشير إلى وجود فرص وظيفية للسعوديين والسعوديات في"أرامكو السعودية"، فاتصلت بمكتب التوظيف، وبعد أقل من أسبوعين من إجراء المقابلة، تلقت نبأ توظيفها.
انضمت إلى أرامكو السعودية عام 1981، وتدرجت في المناصب إلى أن أصبحت مسؤولة عن برامج إدارة الموارد البشرية، في تلك الشركة التي تضم أكثر من 62 ألف موظف من 80 جنسية مختلفة، ثم تكمنت خلال عملها من السفر للولايات المتحدة لدراسة ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في واشنطن.
وتعد شركة أرامكو النفطية السعودية، التي تأسست في العام 1933 أكبر شركة نفطية في العالم من حيث القيمة السوقية، حيث بلغت قيمتها السوقية 781 مليار دولار في عام 2006، و7 تريليونات دولار في عام 2010 طبقاً لتقدير صحيفة فاينانشال تايمز، فيما رجحت مجلة إكسبلوريشن الأمريكية قيمة أرامكو السوقية في عام 2015 بحوالي 10 تريليونات دولار.
وتمتلك الشركة حالياً القدرة على تكرير أكثر من 4 ملايين برميل يومياً، وتمتلك المصافي الدولية المشتركة القدرة الإنتاجية لـ 2.060 مليون برميل في اليوم.
وبلغ عدد الموظفين بالشركة أكثر من خمسين ألف موظف سنة 2009، وأكثر من مئة ألف متعاقد استشاري، ويتكون جزء كبير من القوة العاملة للشركة من الجيوفيزيائيين والجيولوجيين والمهندسين.
صعود المرأة السعودية
وشهدت أوضاع المرأة السعودية تحسناً مجتمعياً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، كانت طفرتها عندما أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في العام 2014، أمراً ملكياً ينص على أن تكون المرأة عضواً يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20% من مقاعد العضوية كحدٍ أدنى.
كما أقر مجلس الشورى السعودي مشاركة المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية اعتباراً من الدورة القادمة، والتي ستجرى خلال العام الجاري.
وارتفع عدد النساء السعوديات العاملات في القطاع الخاص من 55 ألفاً عام 2010 إلى 454 ألفاً بنهاية عام 2013، طبقاً لأرقام نشرتها وزارة العمل السعودية.
ويعود الفضل في هذه الزيادة إلى عاملين، هما مطالبة المرأة بحقوقها على الدوام، وسلسلة الإصلاحات التي أدخلها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي سمح بدخول نساء إلى مجلس الشورى، وعين أول امرأة في منصب نائب وزير، وخفف بشكل عام القيود على الوظائف التي يمكن أن تتولاها المرأة.
فقد بات الآن يسمح للمرأة السعودية بالعمل في مجال الفندقة والبيع، وشهدت نهاية عام 2013 منح أول نساء سعوديات لشهادة المحاماة، كما تقوم المملكة الآن بتوظيف النساء في السلك الدبلوماسي.
فضلاً عن ذلك، أصبح من الممكن للنساء تولي وظائف مثل رئاسة تحرير الصحف، أو تقديم برامج حوارية في التلفزيون، وهو ما كان محظوراً حتى 10 سنوات خلت من الآن.