الرئيسية / مال وأعمال / 2650 مرفقاً يمنياً مدمراً... والاقتصاد في شلل عام
2650 مرفقاً يمنياً مدمراً... والاقتصاد في شلل عام

2650 مرفقاً يمنياً مدمراً... والاقتصاد في شلل عام

29 يوليو 2015 07:07 صباحا (يمن برس)
تزيد الحرب القائمة في اليمن من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً، مع دمار هائل في البنية التحتية في البلاد، وسط انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق. وقد أطلق برنامج تطبيقات الأقمار الصناعية المعروفة باسم (يونوسات) التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث (UNITAR) صوراً أخيراً، كشفت عن مدى الدمار الذي لحق بمبانٍ وبنى تحتية في المدن الأكثر تأثراً بالحرب، وهي العاصمة صنعاء ومدن عدن وتعز وصعدة. وسط تقديرات بوصول كلفة الدمار حتى اليوم إلى 40 مليار دولار.
 
يقول مسؤول مكتب المعهد الأممي في صنعاء لـ "العربي الجديد"، إنه طبقاً للتحليل المبدئي لصور الأقمار الصناعية، فإنه اعتباراً من بدء الحرب نهاية مارس/آذار وحتى منتصف مايو/أيار في عدن وصنعاء وصعدة، دمرت الحرب ما لا يقل عن 2,323 مبنى، بالإضافة إلى 328 مبنى في مدينة تعز حتى 23 يونيو/حزيران الماضي. كما أنه، بالإضافة إلى المنشآت العامة والخاصة المدمرة تم تدمير أسواق وطرق وجسور ومدارس ومراكز صحية كلياً أو جزئياً.
 
ويرجّح المسؤول الأممي تضرر 33 مرفقاً طبياً في المدن الأربع تقع على بعد 100 متر من مباني تضررت أو دمرت بفعل القصف والمعارك.
 
ويقول الخبير الاقتصادي، أمين ردمان، إن الصور رصدت أضرار المنشآت حتى منتصف فترة الحرب السابقة، دون أن ترصد الأضرار في بقية المحافظات، ما يعني ارتفاع حجم الدمار وكلفته الآن أضعاف الناتج القومي الإجمالي للبلاد، ويتعذر تقييم نسبته الدقيقة بسبب تعذر تقييم الأضرار حالياً. ويصف ردمان اقتصاد اليمن بالصغير جداً قياساً إلى منشآت استراتيجية عملاقة تم تدميرها بعدما استغرق بناؤها عقوداً.
 
وفي السياق، كشفت خريطة جديدة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن وجود مطارين عاملين في اليمن فقط، هما مطار صنعاء الذي يشغل رحلتين يمنيتين إلى الأردن وماليزيا فقط، ومطار تعز (وسط) المتوقف بسبب الحرب، بينما تم تدمير أربعة مطارات في مدن رئيسية أخرى. فضلاً عن تدمير كل المطارات العسكرية في البلاد، عدا تلك في محافظة سقطرى. إلا أنه لا تزال خمسة موانئ بحرية تعمل معظمها في استقبال المساعدات الإغاثية والوقود، بينما تنعدم الحركة التجارية عبرها بسبب الحصار البحري ضد أي دعم إيراني للحوثيين.
فق
وتوضح الخريطة أن معظم الطرقات البرية الداخلية معرضة للخطر وتمنع المنظمات الدولية من سلوكها سوى طريق آمن واحد يقود من الحديدة (غرباً) إلى العاصمة صنعاء من أجل إيصال الإغاثات. يتحدث مسؤول في الدعم اللوجستي لمنظمات الإغاثة محمد يحيى، عن وجود مخاطر تكتنف معظم الطرق الرئيسية الداخلية، بسبب ضرب مقاتلات التحالف العربي لسيارات يشتبه أنها تنقل أسلحة من منطقة لأخرى. وتتحدث تقارير إعلامية غير مؤكدة عن تعرض بعض شاحنات نقل السلع التجارية لقصف الطائرات، بينما يقوم الحوثيون بالاعتداء على مسافرين مدنيين بينهم نساء وأطفال عند بعض نقاط التفتيش في مناطق الاشتباكات.
 
من ناحيته، يؤكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن باولو ليمبو، لـ "العربي الجديد" وجود مخاوف عميقة داخل أروقة الأمم المتحدة بشأن تأثير النزاع المتصاعد في اليمن، لأنه صعّد الأزمة الإنسانية فيها إلى درجة الطوارئ.
 
وبرأي ليميو، ليست الأزمة الحالية في اليمن مجرد أزمة إنسانية، ولكن التدمير الذي يعصف الآن بالمنشآت سيفضي إلى انهيار تنموي. إذ نتيجة للدمار الجاري توقفت مشاريع إدرار الدخل وبقية الأنشطة الاقتصادية، بفعل تسجيل خسائر لا تعوض في بلد يعاني منذ فترة طويلة، بسبب الفقر الشديد وعدم المساواة. كما تم عصر المجتمعات المحلية مع استمرار ضيق المساحات المتبقية للتكيف مع الواقع الذي يشتد صعوبةً بسبب الصراعات، التي لم تترك لها سوى مساحة صغيرة لتماسك المجتمع وتجسير الفجوة بين أفراده.

* العربي الجديد
شارك الخبر