أعلنت قوات المقاومة الشعبية في عدن أمس استعادة السيطرة على "قاعدة العند" العسكرية في محافظة لحج، التي تُعدّ بوابة عدن الشمالية، وذلك في أول مؤشر على تهاوي مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح المتحالفة معها أمام ضربات المقاومة وقوات التحالف العربي.
وتكتسب "قاعدة العند" أهمية كبيرة، نظرًا لوجود أكبر قاعدة لسلاح الجو اليمني فيها، ولكونها كانت تُتَّخَذ من قبل جماعة الحوثي المدعومة من قوات صالح، خلفية إستراتيجية لتأمين السيطرة والإمداد العسكري لتحركاتهم في المواقع المتقدمة بمدينة الحوطة وعدن.
وقال المحلل السياسي في لحج غالب السميعي إن هذه السيطرة "ستضمن لقوات الجيش، واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، منع وصول أي تعزيزات عسكرية للقوات الموالية للحوثيين وصالح، المرابطة في منطقة الحوطة وعدن، من خلال قطع خطوط الإمدادات القادمة من تعز".
نقلة نوعية
ويرى السميعي أن هذا سيجعل المقاومة الشعبية تتحرك بكل أريحية للقضاء على ما تبقى من قوات الحوثي وصالح، والسيطرة على مواقعها المنتشرة في الطريق المؤدية إلى عدن وبالتالي كسر الطوق المضروب على الحوطة عاصمة لحج، والتقدم نحو مدينة عدن لتطهيرها".
أما الناشط السياسي في عدن أحمد جعفان، فاعتبر هذه السيطرة للمقاومة "نقلة نوعية تزامنت مع جملة من الانتصارات التي يُقابل بها الحوثيون وحليفهم صالح من المقاومة في العديد من جبهات القتال بالمحافظات اليمنية".
وأضاف أن المقاومة في محافظتي مأرب وشبوة تمكنت خلال اليومين الماضية من كسر تحالف صالح والحوثي وتشتيت قواته، حيث سيطرت على مواقع هامة في منطقتي لودر وزنجبار بمحافظة أبين تمكنها من قطع طريق الإمدادات للحوثيين ما بين البيضاء وأبين.
وأضاف أن هذه التطورات "تعني أن خط الإمدادات للحوثيين من تعز إلى عدن لم يعد متاحا، وهي أخبار مبشرة بقرب النصر، في ظل ما تحقق للمقاومة بعدن يوم أمس من انتصار بصد تقدم قوات الحوثيين في جبهتي المعلا والقلوعة ومنع وصولها باتجاه منطقة التواهي".
المعارك مستمرة
غير أن الكاتب الصحفي عبد الرقيب الهدياني نائب رئيس تحرير صحيفة "أكتوبر" الحكومية بعدن، يرى أنه لا يمكن اعتبار هذه السيطرة مؤشرا على قرب نهاية المعركة، وقال "هي مقاومة شعبية تلقائية في مواجهة جيش نظامي ومليشيا مدربة، ويجب علينا أن نسمي الأمور بمسمياتها ولا نستبق الأحداث".
وأضاف "البعض يستند إلى أبجدية عسكرية لدى الخبراء والمحللين بأن من يسيطر على قاعدة العند يستطيع إحكام السيطرة على مدينة عدن، وطالما أن الأمر لم يحسم بعد على أبواب عدن فإن المعارك ستظل تراوح بين الكر والفر، صحيح أن هذه المقاومة الشعبية قدمت الكثير من الاستبسال والصمود وصد حركة المليشيا، وهو أمر يتوجب الفخر به، لكن الصحيح أيضا أنه لا يجب التهوين من أن الطرف الآخر جيش دولة عمره نصف قرن ومليشيا خاضت عشر حروب".
وخلص إلى القول بأن تلقي المقاومة الشعبية الدعم بالسلاح من قبل قوات التحالف العربي "قد يشكل عاملا مساعدا لحسم معركة عدن مع الحوثيين إذا ما تم إغلاق جميع منافذ الإمداد، لكن في حال بقائها مفتوحة للمليشيا من أبين شرقا أو لحج شمالا وغربا فإن صمود المقاومة سيصاب بالإرهاق مع مرور الوقت".