قال وكيل الأزهر في مصر، الشيخ عباس شومان، أن الشريعة الإسلامية "تمتلك رؤية اقتصادية لنظم شاملة تميزها عن غيرها من النظم الرأسمالية والاشتراكية،" مضيفا أنها تتميز بموازنتها بين حاجة الفرد وحاجة المجتمع وتطلق العنان للفرد للعمل والإنتاج والتملك دون طبقية ودون تعظيم لأصحاب رؤوس الأموال.
وانتقد وكيل الأزهر بعض الذين قال إنهم "يحاولون التقليل من الفكر الاقتصادي الإسلامي ويقولون إن الإسلام هو مجرد شعائر" وتوجه إليهم بالقول: "هؤلاء يعانون من قصور في الفكر وما يحاولون الترويج له طامة كبرى، فالشريعة الإسلامية والفقه والتراث الإسلامي الذي يحاولون تشويهه يمتلك كل أسس التقدم الاقتصادي لو تم تطبيقه على أرض الواقع."
وتابع شومان، في كلمة له نقلتها البوابة الرسمية للأزهر، أنه عند تطبيق الاقتصاد الإسلامي في عهد الصحابة "كانوا أكثر ثراء من ذي قبل،" مؤكدا أن هذا الاقتصاد "يراعي جميع حقوق أبناء الوطن الغني والفقير ومحدودي القدرات ويضمن للجميع حد الكفاية" مشددا على أن أموال الزكاة "ليست منة وتفضلا من الأغنياء ولكنها حق من حقوق الله عليهم."
ومن بين إيجابيات الاقتصاد الإسلامي، وفقا لشومان، قدرته على إنهاء البطالة والإحباط قائلا إنه "لا يمكن لأي نظام وضعي أن يصل إلى رقيه" مضيفا أن هناك العديد من المعاملات الإسلامية التي تحقق الربح الوفير لأصحاب رؤوس الأموال مثل المضاربة وأنواع الشركات المختلفة التي أقرتها الشريعة، وحذر ممن وصفهم بـ"أصحاب الأقلام والفضائيات التي تحاول التشكيك في ثوابت الدين وفى مناهج الأزهر وتتهمها بأنها تعمل على نشر الفكر المتطرف."
ونوه شومان بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصاد، داعيا جميع المصريين إلى "المساهمة الاقتصادية القوية"، كما رأى أن العرب والمسلمين "يواجهون استعمارا أشد قسوة من سابقيه وهو ما يطلق عليه الغزو الفكري والثقافي والاستعمار الاقتصادي، والذي يضع الأمة اليوم أمام مفترق الطرق " على حد قوله.