مواقع التواصل الاجتماعي لليمنيين مصدر للأخبار ومساحة للتنفيس

قد يعجبك أيضا :

�د خفياً أن أغلب مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت قبلة لأغلب الشباب في العالم العربي، واليمن بطبيعة الحال ليست استثناءً.

البلد الذي دخل عامه الرابع على الثورة، والذي يواجه انقلاباً على رئيسه الشرعي من قبل مليشيات الحوثيين، يبدو في وضع أمني هش، خاصة مع حملات الاعتقال التي تنفذها المليشيات، وتستهدف كل معارض لما تقوم به على الأرض، ما يدفع بالكثيرين إلى الهجرة، وفي كثير من الأحيان، تكون هذه الهجرة من أرض الواقع، إلى الفضاء الافتراضي.

المواقع الأكثر شعبية

فيسبوك ثم تويتر، هي مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في البلاد، لكن بينها فارق كبير على مستوى الاستخدام، ينحاز الميزان لصالح الأول بفارق لا بأس به، والمغردون اليمنيون باتوا اليوم يتوافدون على تويتر بشكل يتنامى يوماً بعد آخر، وذلك بسبب عدد من العوامل.

فقد كانت مشكلة التغريد بمئة وأربعين حرفاً فقط هي أحد أبرز العوائق التي لم تناسب الناشطين اليمنيين، كما أن فيسبوك أتاح عدداً من المزايا لمستخدميه تأخر عن تقديمها موقع تويتر، لكن موجة نزوح جماعي من الفيسبوك إلى تويتر تتنامى لعدة أسباب، من بينها قيام وزيرة الإعلام في الحكومة اليمنية المستقيلة نادية السقاف بنشر الكثير من الأخبار والمعلومات حول أحداث الفترة الماضية، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على وكالة الأنباء الرسمية وقناة اليمن وكذلك صحيفة الثورة أبرز صحف البلاد، وذلك عبر حسابها في موقع تويتر.

مئة وأربعون حرفاً

ويرى أحمد عبد المولى، وهو رائد أعمال ومبرمج يمني، أن قيام نادية السقاف بالتغريد على موقع تويتر جعل الصحفيين يركزون على الموقع لمتابعة آخر أخبار المسؤولين، وعمل على زيادة معدل استخدام تويتر كمصدر للأخبار.

ويقول عبد المولى في أثناء حديثه لـ"الخليج أونلاين": "اشتهر موقعي فيسبوك ويوتيوب خلال أحداث عام 2011، إذ استخدمه الناشطون والصحفيون والقنوات والشباب وحتى السياسيون لنشر الأخبار والصور والفيديوهات".

وعما يُرَغِب اليمنيين بالفيسبوك بشكل أكبر من تويتر يضيف عبد المولى: إن "تويتر قد تأخر في توفير واجهة باللغة العربية لسنوات، بينما قدمها فيسبوك بمجرد ازدياد نشاط الشباب العرب في الموقع، كما يوفر خدمة مشاركة الصور والفيديوهات والكتابة بشكل حر دون حدود؛ بينما يقيد تويتر المستخدم بمئة وأربعين حرفاً في التغريدة".

ويشير إلى أن "الخوارزميات التي يقوم عليها الفيسبوك تسهل عمليات الربط بين الباحثين والمهتمين بالمعلومات ببعضهم، فأصبحوا يعتبرونه مصدراً للمعلومات بشكل قريب لمحرك البحث الشهير غوغل، إضافة لذلك تحرص المؤسسات البحثية والتجارية والتعليمية.. وغيرها على إنشاء حسابات لها في هذا الموقع لنشر جديدها أولاً بأول، وهذا مثل إضافة للمحتوى العربي فيها".

الكبت.. وأحجار الزينة

أما الصحفي اليمني مأرب الورد، وهو أحد أكثر المغردين اليمنيين نشاطاً على تويتر، فيرى أن "مواقع التواصل الاجتماعي باتت الملجأ الوحيد الذي يعبر فيه اليمنيون عن آرائهم ويرفهون فيها عن أنفسهم، بل وينتقدون سياسييهم، باعتبارها فضاءاً حراً يخالف الواقع الذي يشهد تقييداً وقمعاً للحريات".

وأعطى الورد أثناء حديثه، مثالاً على ذلك بالمنشورات التي ينشرها اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن الواقع بقوله: "يمكنك رصد مدى تفاعل اليمنيين وتهكمهم غير المسبوق على خطاب زعيم الحوثيين المتعلقة بأحجار الزينة، كبت الناس جعلهم يخرجون ما بأنفسهم من غير تحفظ".

وأوضح أنه "انقطع عن النشر على موقع فيسبوك منذ فترة، واكتفى بالنشر على تويتر" والمثير للاهتمام بحسب ما قاله إنه "وجد تفاعلاً على تويتر يتنامى يوماً بعد آخر، وإن البعض ممن قاموا بمتابعته على الفيسبوك بدأ بمتابعته على تويتر، إما من أجل المعلومة أو من أجل التحليل".

ويعتقد الورد أن "زيادة التحاق النخب السياسية والأكاديميين والصحفيين بركب المغردين على تويتر سيؤدي إلى تزايد عدد المتابعين اليمنيين على الموقع، وسيزيد حضورهم بشكل أكبر بكثير مما هو عليه الآن".

أبرز المغردين

يعد "مأرب" أحد أبرز وأكثر المغردين اليمنيين نشاطاً على تويتر، وبلغ عدد متابعيه أكثر من 14 ألف متابع، من بينهم كثير من الشخصيات المعروفة على المستوى العربي، ويقوم بنشر العديد من الأخبار العاجلة والتحليلات للوضع اليمني، كما يتابعه نحو 34 ألف صحفي.

المغرد اليمني المتخصص بشؤون القاعدة "عبد الرزاق الجمل" إلى جانب "الورد" من أبرز المغردين اليمنيين.

وبحسب موقع سوشيال باكرز المتخصص في إحصاءات مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أكثر الصفحات اليمنية المتابعة على موقع تويتر، هي صفحة الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان، التي يتابعها نحو نصف مليون مغرد، فيما يليها في قائمة الأكثر متابعة على مستوى اليمن، حساب موقع "مأرب برس"، بمئتين وسبعة آلاف متابع تقريباً.

وعلى الفيسبوك أيضاً، فإن صفحة توكل كرمان تعد الصفحة الأكثر متابعة على الموقع بأكثر من مليوني معجب، فيما حازت صفحات شركات تجارية على أغلب المرتبات المتبقية.

ولا يبدي اليمنيون اهتماماً كبيراً بموقع التواصل (غوغل بلس) على الرغم من أنه يعد الموقع الأكثر استخداماً من قبل اليمنيين.

* الخليج أونلاين

الخبر التالي : اليمن: خلاف حول المكان قبل الحوار