قال مصدر مسؤول في هيئة النفط اليمنية، إن شركة أوكسيدنتال النفطية الأميركية، قررت مغادرة اليمن، بعد التخلي عن حقل نفطي في منطقة العقلة بمحافظة حضرموت جنوب شرق البلاد.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، أن الشركة أبلغت هيئة النفط اليمنية، أمس، أنها قررت التخلي عن منشآتها الرئيسية في قطاع العقلة بشبوة ووقف ضخ النفط وإخلاء مكتبها بالعاصمة صنعاء، بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد.
وتنتج الشركة حوالى 10 آلاف برميل يومياً، ويعمل فيها حوالى ألف موظف منهم 700 عامل يمني من أبناء شبوة في منطقة الإنتاج.
وتعرضت الشركة الأميركية، خلال الفترة الماضية، لمضايقات جماعة الحوثي المسلحة في صنعاء والقبائل في منطقة الإنتاج، حسب المصدر.
وكان مسلحون من جماعة الحوثي قد اقتحموا مبنى الشركة الرئيسي بالعاصمة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقاموا بنهب بعض محتوياته ومنها سيارات نقل، فيما منع مسلحو القبائل موظفي الشركة من إدخال معدات إلى موقع الإنتاج مطالبين بتوظيف المزيد من أبناء المنطقة لدى الشركة.
وتشهد اليمن صراعاً سياساً وتردياً أمنياً متزايداً في أعقاب استيلاء جماعة الحوثي على السلطة وسيطرتها على صنعاء ومناطق عدة بالبلاد منذ سبتمبر/أيلول.
وغادرت حوالى 35 شركة نفطية اليمن خلال عام 2014، وفقاً لتصريحات حكومية، واكتفت بعض الشركات بفتح مكتب تمثيل لها في صنعاء بينما نقلت مقارها الرئيسية إلى دول أخرى.
وسبق أن أعلنت "دوف إنرجي" البريطانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، التخلي عن قطاع نفطي كانت تعمل به، كما قررت شركة "كنديان نكس" مغادرة اليمن بشكل نهائي.
واليمن منتج صغير للنفط وتراجع إنتاجه إلى 105 آلاف برميل يومياً في سبتمبر/أيلول 2014، بعد أن كان يزيد على 400 ألف برميل يومياً قبل 2011، فيما تعد إيرادات تصدير الخام مصدراً رئيسياً للموازنة حيث تعتمد عليه بنسبة 70% من مواردها.
ويعاني اليمن من استمرار الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط، ما كبد البلاد خسائر بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وفق تقارير حكومية.
كذلك تراجعت كمية الإنتاج المخصص للاستهلاك المحلي، وهو ما دفع الحكومة إلى استيراد كميات كبيرة من المشتقات من الخارج لتغطية احتياجات السوق من الوقود، حيث استوردت ما يعادل 1.99 مليار دولار خلال الـ 11 شهراً الأولى من 2014.