تسعى الحكومة اليمنية إلى إنقاذ شركة الخطوط الجوية الوطنية، الناقل الرسمي للبلاد، من الانهيار، حيث لجأت إلى شركة استشارية بريطانية لتحسين أداء الشركة وتطوير أسطولها، بعد أن تسببت الاضطربات الأخيرة في إيقاف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي، وهو ما كبد الشركة خسائر باهظة، فضلا عن امتلاك أسطول لا يتعدى 10 طائرات أغلبها تعاني أعطالاً مختلفة.
وسيطرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) منذ سبتمبر/أيلول 2014 على العاصمة صنعاء، وأحكموا قبضتهم على المطار ومرافىء حيوية للدولة.
وقال مصدر مسؤول في الخطوط اليمنية، طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن الشركة تعاني من عجز مالي وتراكم في الديون وعدم القدرة على تغطية الطلبات، في ظل عجز عن صيانة الطائرات القديمة وفحص الجديدة منها، مشيراً إلى أن الشركة لا تمتلك سوى أربع طائرات صالحة للعمل.
وبحسب تصريحات صحافية مؤخراً لوزير النقل اليمني، بدر محمد باسلمة، فإن الخسائر التي تكبدتها الشركة بلغت 2.5 مليار ريال (11 مليون دولار) عام 2013، نتيجة تقلص معدل أدائها العام، بسبب قلة عدد الطائرات العاملة وتزايد تعقيدات التضخم الوظيفي منذ سنين طويلة.
وشركة الخطوط الجوية اليمنية، مملوكة للحكومة اليمنية وللمملكة العربية السعودية بواقع 51% لليمن و49% للسعودية.
ولجأت الشركة مؤخرا إلى شركة استشارات بريطانية، فيما قدمت الشركة البريطانية استراتيجية للنهوض بالخطوط اليمنية، تتضمن رفد الشركة بأربع طائرات خلال العام الجاري، مع إعادة النظر في خارطة خطوط عمل اليمنية ومراجعة السياسة التجارية لرحلاتها الخارجية بصورة تضمن تحقيقها جدوى "الربحية"، وكذا إعادة النظر بوضع العمالة الفائضة بالشركة وكيفية الاستفادة منها.
وقال المسؤول في الخطوط اليمنية، إن الشركة اضطرت إلى إلغاء خط دبي – جاكرتا – كوالالمبور، بسبب الأعطال التي أصابت الطائرات.
وقالت الحكومة اليمنية الجديدة، برئاسة خالد محفوظ بحاح، الذي عين في أكتوبر/تشرين الأول 2014، إن الاقتصاد والموازنة العامة تكبدا خسائر تقارب 1.482 تريليون ريال (6.9 مليارات دولار) جراء التخريب الذي أصاب كافة المجالات منذ عام 2011 وحتى نهاية 2014.