«الحوثيون ضربوا نجلي، الناشط السياسي المسالم، ضرباً مبرحاً، ومارسوا أشكالا مختلفة من العنف ضده، حتى أنهم أصابوا فقرات عنقه وعينه وأذنه وساعديه».
بهذه الكلمات حكى محسن خصروف العميد اليمني المتقاعد ماحدث لنجله الناشط «شادي» الذي اختطفه مسلحو الحوثي هذا الأسبوع في صنعاء لساعات خلال مشاركته في مسيرة طالبت بإخراج مسلحيهم من العاصمة.
خصروف أضاف شرح ما تعرض له نجله: «كانوا يعضونه بأسنانهم، و يضربونه بسيخ حديد (قطعة حديدية)، مستهدفين رأسه، فكان يصدها بيده».
وتابع أن «علامات الضرب واضحة، هل في هذا شيء من الوطنية أو الإنسانية؟».
وهذه الحالة هي واحدة من عديد حالات انتهاكات قص يمنيون أنهام تعرضوا لها من قبل مسلحي الحوثي بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر الماضي وسيطرتهم على محافظات أخرى بقوة السلاح.
ويتهم ناشطون حقوقيوق وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية جماعة الحوثي بممارسة أصناف من الانتهاكات ضد معارضيها كعمليات الاختطافات والقتل وتدمير المنازل واقتحامها وعمليات التعذيب وغيرها.
وقال عبد الرشيد الفقيه، المدير التنفيذي لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان (غير حكومية) إن «2014 عام أسود في انتهاكات حقوق اليمنيين في عدد من المحافظات أبرزها العاصمة صنعاء، وعمران (شمال)، والحديدة (غرب)، وإب (وسط)، وصعدة والجوف(شمال).
وأوضح أن «جماعة الحوثي تصدرت الجهات التي قامت بانتهاك حقوق الإنسان كونها المسيطرة على الأرض في عدة محافظات يمنية كالقتل خارج القانون والاعتقال التعسفي والتعذيب واحتلال المدارس والاعتداء على المستشفيات وانتهاك القانون الدولي الإنساني أثناء النزاعات المسلحة التي نشبت في بعض مناطق البلاد».
وأشار إلى أن «قوات الجيش والأمن الحكومية تأتي بعد جماعة الحوثي من حيث ممارسة أصناف الانتهاكات في بعض مناطق اليمن».
وتابع الفقيه أنه «خلال الفترة القليلة الماضية من العام الجاري، قُتل عشرات المدنيين خلال الاشتباكات المسلحة في بعض المحافظات، بسبب عدم التزام الجماعات المتنازعة ببنود القانون الدولي الإنساني الذي يفرض عليها حماية المدنيين وتجنيبهم أي اضرار خلال النزاع».
ومضى بالقول «الدولة والأطراف المتصارعة في اليمن لم تهتم بالضحايا المدنيين بعد النزاع، حيث تم إبقاؤهم خارج كل اتفاقات المكونات المتصارعة على رأسها جماعة الحوثي».
وفيما بتعلق بوجود إحصائيات حول هذه الانتهاكات أوضح الفقيه أن «الانتهاكات أكبر من قدرتنا على رصدها ومتابعتها لهذا يصعب الحديث عن إحصاء، لأننا نفاجأ بشكل شبه يومي بوجود مزيد من الانتهاكات».
من جهته أوضح تقرير حقوقي هذا الأسبوع أعده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة دولية مقرها في جنيف) أنه ارتُكبت الكثير من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل وحدات الجيش، ومن قبل مليشيات الحوثيين في محافظات اليمن، الذين باشروا خلال الساعات الأولى لسقوط العاصمة بأيديهم، في نهب معسكرات الدولة، وقمع كل من عارض سيطرتهم على العاصمة.
وبلغ إجمالي الانتهاكات التي وثقها المرصد منذ بداية اجتياح صنعاء في 16سبتمبر /أيلول حتى العاشر من تشرين الأول/اكتوبر، 4531 انتهاكاً، تركزت في مناطق شمال وغرب العاصمة صنعاء، فيما لم تخلُ المناطق الجنوبية والشرقية والوسطى من بعض الانتهاكات، كاقتحام بيوت ومؤسسات بعض المعارضين لجماعة الحوثي، وعدد من المقار الحزبية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح ورغم ما يرصده ناشطون وتقارير حقوقية عن «الانتهاكات التي يتعرض لها يمنيون من قبل مسلحي الحوثي «، إلا أن الجماعة تنفي أن تكون قد مارست مثل هذه الانتهاكات عقب سيطرتها على صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي.
ويقول علي القحوم، القيادي في جماعة الحوثي إن جماعته «لم تمارس أي انتهاكات ضد اليمنيين في أي منطقة بالبلاد».
ولفت إلى أن «هناك بعض الجهات التي لم يسمها تقوم بتشويه أنصار الله (الحوثيين) واللجان الشعبية التابعة لهم رغم الدور الوطني الذي يقومون به»، حسب تعبيره.
وأضاف أن اقتحام بعض المقرات والمنازل خلال الفترة الأخيرة من قبل مسلحي جماعته جاء «بسبب استخدامها لصنع المتفجرات والعبوات الناسفة التي تستخدم في قتل اليمنيين بمن فيهم الجيش والأمن»، مبينا أن لدى جماعته «إثباتات» على ذلك.
وحول الاختطافات التي تعرض لها ناشطون ومواطنون من قبل مسلحي الحوثي أوضح القحوم أنه «لا يتم اعتقال إلا من هم متورطون في صنع متفجرات يقتلون بها أنصار الله (الحوثيين) ويمنيين آخرين».
ومنذ 21 أيلول/سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة «الحوثي» المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية بصنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع الجماعة اتفاق «السلم والشراكة» مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها أيضاً على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، بعد سيطرة عناصرها على مؤسسات بصنعاء، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.