الرئيسية / تقارير وحوارات / إحدى الناجيات من جريمة مستشفى العرضي بصنعاء تسترجع ذكريات الساعات العصيبة
إحدى الناجيات من جريمة مستشفى العرضي بصنعاء تسترجع ذكريات الساعات العصيبة

إحدى الناجيات من جريمة مستشفى العرضي بصنعاء تسترجع ذكريات الساعات العصيبة

06 ديسمبر 2014 11:01 مساء (يمن برس)
خرجت (ي- أ) من المنزل صبيحة الخامس من ديسمبر العام الماضي وهي غير مدركة انها على موعد مع الموت والحياة مع البكاء والضحك مع الحزن والفرح فقد ساقها القدر الى مكان كان على موعد مع واحدة من ابشع الجرائم التي هزت الشارع اليمني لتعيش وتشهد احداث هذه الجريمة الارهابية بتفاصيلها ومشاهدها الاليمة .

مر عام كامل على حادث مجمع العرضي فكيف تتذكر (ي -أ) الناجية من هذه المذبحة ذلك اليوم العصيب لم توافق على الحديث معنا الا بعد ان وافقنا على النشر بدون ذكر الاسم حسب طلبها ليكون أول حديث لها عن الحادثة لـ(الثورة) .

تقول : كنت مرافقة لمريض جاء إلى مستشفى العرضي للاستشفاء واجراء الفحوصات والتحاليل الطبية الضرورية وبينما كنت في الممر منتظرة إذا بأصوات رصاص اعقبها انفجار كبيرة اهتزت الارض من تحت اقدامنا ووجدت اناس يسقطون على الارض دون حراك وسمعت الأصوات تتعالى والرصاص الكثيف ينهال كالمطر ادركت وقتها انه الموت ولا شيء غيره اسرعت لابحث عن مكان يقيني هذه الرصاصات وكذلك فعل كل من في المشفى.

وتواصل الحديث بالقول: دخلت مع طبيبين غرفة الاشعة اختبأنا ثلاثتنا خلف جهاز الاشعة كان الخوف والهلع والبكاء والسكون أبرز الاشياء المسيطرة على حالتنا خاصة عندما كنا نسمع أصوات الرصاص تقترب أكثر فاكثر تتبعها صيحات الناس وانينهم المميت وما كان يزيد الرعب والهلع هي تلك الصيحات التي تبحث عن احياء وتفتح الأبواب حتى المغلقة منها وتطلق النار حرصنا على سكوننا وقتا طويلا والدقائق والساعات تمر ببطء شديد ومن حسن حظنا لم يفتح باب غرفة الاشعة حتى دخل الجنود واخذونا الى سيارات الاسعاف وأثناء خروجنا الى الاسعاف مررنا بمناظر تقشعر لها الابدان جثث مرمية هنا وهناك ودماء في كل مكان وعندما خرجنا من مجمع العرضي كنت أبكي واضحك شعرت بسعادة وشكرت الله انني ما زلت حية , وفي المشفى العسكري عرفت ان من جئت ارافقه في مرضه كان أحد ضحايا هذا الحادث الارهابي .

واشارت الى انها غير مستوعبة حتى الآن رغم مرور عام كيف نجت من هذه المذبحة التي لم يسلم منها معظم من كانوا في المشفى ولهذا تعتبر الخامس من ديسمبر يوم ميلادها ولدت من جديد وتغيرت الكثير من الاشياء في حياتها وأصبحت اكثر حرصا على منفعة الناس والتعاون معهم .

وأوضحت انها لم تنس ابدا تلك الحادثة وظلت تفاصيلها وساعاتها العصيبة ومشاهدها الدامية امام ناظريها لأشهر عديدة كشريط مصور تشاهده رغما عنها حتى وان اغلقت عينيها لاسيما صوت الضحايا وانينهم .

واما عن نظرتها للارهاب وهي التي عاشت تفاصيله ونجت منه باعجوبة قالت : الارهاب والارهابيون لادين لهم ولا ضمائر فقدوا انسانيتهم وتجردوا من المشاعر والاحاسيس فالمشاهد التي رأيناها تدل انهم وحوش مفترسة ومسعورة فما هو الذنب الذي فعله كل من مات في هذا الحادث وغيره من الاحداث الارهابية حتى يقتلوا وتستباح دماؤهم .

ولم تستطع اكمال الحديث فقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تردد (يكفي ) فلم أعد قادرة على مواصلة الحديث .
شارك الخبر