الرئيسية / علوم وتكنولوجيا / ابتكار من شاب سعودي يساهم بتطوير التكنولوجيا الحيوية في الخليج
ابتكار من شاب سعودي يساهم بتطوير التكنولوجيا الحيوية في الخليج

ابتكار من شاب سعودي يساهم بتطوير التكنولوجيا الحيوية في الخليج

25 نوفمبر 2014 04:43 مساء (يمن برس)
تحاور أريبيان بزنس مع الشاب السعودي حسام زواوي (29 عام) الذي لمع نجمه مؤخرا وهو يعمل حاليا في مركز كوينزلاند للأبحاث السريرية ، بجامعة كوينزلاند نظير مشاريعه البحثية الابتكارية في حماية صحة الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (Superbugs) .

التقى أريبيان بزنس بالشاب السعودي حسام زواوي وهو مبتعث من مستشفى الحرس الوطني في الرياض، وسيحصل على شهادة الدكتورة خلال شهور قليلة بفضل ابحاثه ومشروعه عن البكتريا الخارقة –سوبر باج Super Bug، التي تهدد الملايين حول العالم واعتبرت من أشد الاخطار التي تهدد البشرية نظرا لأنها تقاوم كل أنواع الأدوية من فئة المضادات الحيوية.

حدثنا عن جائزة رولكس وإنجازك الذي جعلك الفوز بها؟
جائزة رولكس ليست جائزة للإنجازات، وإنما هي مكرسة لدعم المشاريع القادمة. والمشروع الذي حصلنا على الجائزة بفضله يصب عمله على جانبين. الأول هو تطوير جاهز للكشف السريع عن البكتيريا والذي يحدد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بسرعة. وهذا المشروع سيتطور ليصبح عبارة عن شركة تقنية حيوية Biotech في المستقبل.

وعلى الأغلب سيكون مقر هذه الشركة في السعودية. قمنا بتطوير عدة لكشف البكتريا الخارقة بوقت قصير وكلفة بسيطة مقارنة مع ما هو متوفر حاليا، إذ نجحت في اختصار الوقت اللازم لإجراء اختبار الكشف عن البكتريا بتقليص وقت زراعة البكتريا لأخذ عينات صالحة للفحص الذي يتم بوقت قصير بفضل عدة الاختبار التي قمنا بتطويرها.

كانت زراعة البكتريا تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أيام في المستشفيات الكبيرة في مختلف أنحاء العالم، نظرا للاعتماد على تقنيات بائدة مثل التي ابتكرها العلماء الأوائل أي لويس باستيرو روبرت كوخ، ولم تنل تطويرا هاما منذ ذلك الحين، و أقوم بتطوير وابتكار آلية جديدة وهي تحويل التشخيص من أيام إلى ساعات، اسم عدة التشخيص التي أعمل عليها هو Rapid Superbug وهي تكشف نوع البكتريا بسرعة لتسهل العلاج المناسب في أولى مراحل الإصابة مما يزيد من فرص شفاء المرضى مع تقليص انتشار الأمراض.  

ما أوجه الاستثمار التجاري لهذا التطبيق، وماذا عن التمويل والمستثمرين؟
نقوم بتطوير حلول جديدة من الجمع بين تقنيات موجودة أصلا لنجمعها معا لتحقيق هدف واحد في الاختبارات السريرية فنحن فعليا نقوم بتطوير أو تفعيل ما وصلنا إليه في التكنولوجية العلمية لمناسبة، وليس لدي فكرة كافية عن المستثمرين هنا أو الجهات التي يهمها تمويل حلول في التقنية الحيوية لكنني بدأت من خلال هذه الزيارة بالبحث عن الجهات المعنية فضلا عن السعي لضم المزيد من المستشفيات للمشاركة في الشبكة التي نعمل معها في سبيل تعزيز التعاون على رصد الأوبئة.  

كيف تعمل هذه التقنية، هل تكشف وجود البكتيريا الخارقة (المقاومة للمضادات الحيوية) أم أنها تحدد نوع هذه البكتيريا أيضا؟
تقوم التقنية بالمهمتين معا أي كشف وجودها وتحديد فصيلتها، لدينا في الوقت الحالي جهاز اسمه (Rapid superbug version1) وهذا يكشف تحديدا عن نوع البكتيريا الخارقة، ولدراسة تواجد هذه البكتيريا في المنطقة وكي يتم إجراء استقصاء وبائي فلا بد من  معرفة نوع هذه البكتيريا الخارقة.

ونحن نعمل على جهاز (Rapid Superbug version2) والذي نخطط لاستعمله كأداة سريرية، لتخبرنا عن تواجد البكتيريا الخارقة في عينات المرضى، مثل الدم والبول. وهذا ما ننوي القيام به في المستقبل ولكن في الوقت الحالي، الأمر يقتصر على القيام بالأبحاث والدراسات للعمل على مراقبة وكشف هذه البكتيريا. كما أننا نعمل على توعية الناس بهذا الأمر. وهدفنا أن نقوم بتعليم عامة الناس في المنطقة وحول العالم إذا استطعنا عن كيفية استخدام المضادات الحيوية بشكل فعّال. لأنه حول العالم يعد استهلاك المضاد الحيوي كيفما اتفق مخالفة للقانون إذا جرى دون وصفة من الطبيب. ويعمد الكثير من الناس على استعمال هذه المضادة الحيوية وشراؤها من دون استشارة أو وصفة من الطبيب.

وهنا يأتي دورنا بتوعية الناس لأهمية استعمال هذه الأدوية بشكل جدي وعند الضرورة فقط، وسنقوم بذلك من خلال توعية الناس على خطورة وجدية هذه المشكلة. خطر يرتكبه الناس على نطاق واسع ويؤدي إلى استفحال مشكلة البكتريا المقاومة، فحين يأخذ بعض المرضى المضادات الحيوية ويطالبون الأطباء بوصفها لهم رغم عدم فائدتها بل لأنها تعودوا على أنها فعالة لكل شيء من حالات البرد البسيطة أو أي وعكة صحية، فإن استخدام هذه الأدوية سيقض على فئة من البكتريا ويولد فئة مقاومة للدواء الذي سيصبح بلا فائدة. ويقول الزواوي إن هذه البكتريا ستنسف كل الإنجازات في الطب الجراحي على سبيل المثال، إذ لن يتمكن الأطباء من إجراء أي عملية جراحية نظرا لأن هذه البكتريا ستؤدي إلى إصابة المريض بأمراض فتاكة قد تقضي عليه.  

ما مشكلة الإفراط في استخدام أدوية المضادات الحيوية (أنتي بيوتيك) فهناك كثيرون يستعجلون الشفاء بها بدون وصفة طبية؟
المضادات الحيوية تفيد للقضاء على البكتريا لكن الناس يستخدمونها أحيانا لعلاج أمراض فيروسية أو أمراض أخرى بسيطة. ساهم اكتشاف المضادات الحيوية في القضاء على العديد من الأمراض مما أكسب عمر الإنسان زيادة تقدر بحوالي 20 عاماً،  إلا أن هذه مهددة بالضياع بسبب بسوء استخدام المضادات الحيوية التي نحتاج لتوعية المريض بسلبيات استخدام تلك المضادات دون مبرر. ومثلا ولدى سؤال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في شهر يوليو الماضي عن أخطر ما يهدد الناس أجاب بانها البكتريا الخارقة دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تحرك عالمي للتصدي لخطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قائلا إن بريطانيا ستلعب دورا رائدا في تطوير مضادات حيوية جديدة. وقال كاميرون وقتها إن عالما بلا مضادات حيوية سيعيد الطب إلى "عصور الظلام" وان الجراحات المعتادة وعلاجات السرطان وعمليات زرع الاعضاء ستكون مستحيلة. وقال كاميرون وقتها "هذا خطر جاد جدا. نحن مهددون بعودة الطب إلى عصور الظلام لنرى أمراضا كانت تعالج وأصبح لا علاج لها" أي أن إجراء أبسط العمليات الجراحية عندما تفقد المضادات الحيوية قوتها أمام البكتريا الخارقة، ستؤدي إلى التهابات غير قابلة للعلاج وبالتالي وفاة المريض من أبسط إصابة بكتيرية.     

ما علاقة الذي تقومون به على منطقة الشرق الأوسط والسعودية تحديدا؟
أطلقنا أول شبكة مستشفيات تغطي كل الدول الخليجية والعربية وتضم مثلا في السعودية المستشفى التعليمي في الخُبَر، ومستشفيات الحرس الوطني في السعودية، مستشفى زاد العسكري، ومستشفى الشيخ خليفة العام وفي الدوحة هناك مركز حمد الطبي ومركظ السليمانية في البحرين وفي الكويت مستشفى جامعة الكويت. ومن خلال هذه الشراكات مع هذه المستشفيات فإننا نقوم بتوسيع نطاقنا، والعديد من المستشفيات الأخرى تُقدم اليوم على العمل معنا. ونحن نعقد شراكات مع هذه المستشفيات للحصول على العينات وكذلك للعمل على الأبحاث العلمية.  وقامت منظمة الصحة العالمية في العام 2011، بتحديد يوم الصحة العالمي لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. وحددت استراتيجية لهذا الأمر. ومن ضمن هذه الاستراتيجية أن يكون هناك استقصاء وبائي مستمر، ولكي نصل لهذه المرحلة نحتاج لدعم حكومي، وبما أننا نتكلم على الخليج العربي فإن جميع دول المجلس يجب أن تتعاون على هذه الأمر الهام جداً.  

ماذا عن المنافسة هل هناك حلول مماثلة؟  
هناك شركة اسمها تشيكبوينت  checkpoint، و لديهم جهاز مماثل لجهازنا، ولكنه أغلى سعراً كما أنه يستغرق وقتا أطول.   

ماذا عن التمويل كيف ستواصل عملك على تطوير أدوات التقنية الحيوية هذه؟
بالنسبة لجائزة روليكس التي حصلت على جائزتها للبحوث الطبية، فمن طرفي سأقوم بتقديم الجائزة هذه للمساهمة في تمويل هذه الأبحاث. علماً ان الجائزة تساوي حوالي 200 ألف ريال سعودي.  في العالم الغربي بشكل عام فإنه من الصعوبة الحصول على منح حكومية. أما في العالم العربي فهي أسهل بشكل عام. وخاصة في الخليج نحن بوضع أفضل لأن الكثير من الحكومات اليوم مهتمة بالأبحاث الطبية. ولكن الأهم من كل هذا هو اهتمام المجتمع واهتمام الشركات الخاصة والأثرياء الموجودين في دول مجلس التعاون بدعم الأبحاث الطبية. لأننا نرى في أمريكا وأوروبا نجد الكثير من التبرعات والأعمال الخيرية التي الموجهة لهذا أمور.

أما في المنطقة فنحن بحاجة لهذه الفلسفة بأن تنتشر بين بعض أوساط المجتمع لدعم الأبحاث الطبية، وذلك لأن قطاع الأبحاث الطبية والعلمية مكلف جداً. ولكن إذا استطعنا أن نحصل على الدعم الحكومي بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية والشركات الخاصة والأفراد، أتوقع بأننا يمكننا تحقيق الكثير من خلال أبحاثنا.   مشكلة البكتيريا الخارقة ليست بالجديدة، فإذا رجعنا إلى الوراء سنرى أن أليكسندر فليمينغ، من خلال حديثه عند استلامه جائزة نوبل في عام 1940، حذر البشرية من البكتيريا الخارقة (superbugs).

وسبب انتشار هذه البكتيريا الخارقة اليوم هو تطورها خلال كل هذه الأعوام، وبالمقابل فإن شركات الادوية الكبرى لا تقوم بتطوير مضادات حيوية مقاومة بشكل فعال لهذه البكتيريا. ويرجع السبب في ذلك لأن تطوير هذه المضادات الحيوية مكلف جداً، وهو أيضا غير مربح لتصب هذه الشركات تركيزها عليه مثل الادوية الأخرى التي تقوم بتطويرها.
ورسالتنا اليوم هو أن المضادات الحيوية المتوفرة اليوم، يجب المحافظة عليها واستعمالها بحكمة لأنها حالياً هي كل ما نملك. وهذه البكتيريا الخارقة تقوم بتطوير نفسها، وبالتالي إذا استعملنا المضادات الحيوية بكثرة وبدون أي معرفة فيها فإن هذه البكتيريا ستصبح مقاومة لهذه المضادات الحيوية المتوفرة اليوم.  علماً أن هذا لا يؤثر على الفرد بشكل شخصي.

فالإنسان لا يكون عنده مناعة أو العكس للمضاد الحيوي. وإنما البكتيريا هي التي ستصبح عندها المناعة للمضادات الحيوية إذا تم استخدامها بكثرة وبدون سبب حقيقي لاستخدامها.  أي أن البكتيريا تتطور وتصبح بكتيريا ذكية لمقاومة هذه المضادة الحيوية. وبهذه الحال فإننا نقدم للبكتيريا الخارقة هذه بيئة مناسبة للنمو والتكاثر والتطور.        

أريبيان بزنس: أين ترى نفسك بعد 5 سنوات وكيف تتخيل تطور مشاريعك؟    
: "إن شاء الله سأكون قد أسست شركة تكنولوجيا حيوية في السعودية بالتعاون مع ذراع حاضنة بادر للتقنية الحيوية سأستخدم قيمة رولكس العالمية للمشاريع الطموحة لعام 2014، لتطوير تقنية عدة الفحص المبسطة لكشف البكتريا الخارقة.

- ما الذي يدعم نجاح  تطوير علاجات بالتقنيات الحيوية في دول الخليج؟ أصبحت شركات الأدوية تتراجع عن تطوير أدوية جديدة فيما تطور شركات التقنيات الحيوية علاجات مبتكرة ويلزم منطقة الخليج توفر بيئة متكاملة لنمو هذا القطاع الناشئ الذي سيكون له دور كبير في المستقبل القريب، فلا بد من استثمارات مغامرة وحاضنات.

ونعمل حاليا مع الممولين مثل حاضنة التمويل الاستثماري بادر التي تتولى الاستثمار في تطوير التكنولوجيا الحيوية. ويلفت الزواوي الحائز على تقديرا من مجلة "التايم" الأمريكية التي صنفته كواحد من أهم  رواد الصحة مستقبلا على مستوى العالم،إلى مساعيه لتوسيع شبكة المستشفيات والمراكز الطبية التي يتعامل معها في مشروعه لرصد ومكافحة البكتريا الخارقة، وأشار إلى توسع الشبكة التي تتعاون مع مركز يتولى العمل فيه في أستراليا، لتضمن عددا كبيرا من المستشفيات في الخليج فضلا عن سعيه لصم المزيد من هذه المستشفيات التي تقدم له بيانات عن الإصابات بتلك البكتريا وعينات منها وكل ذلك ضمن نظام للمراقبة على مستوى المنطقة لتعقب ظهور وانتشار البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية.
تعد هذه الشراكة أولى شبكات التعاون بين المستشفيات في دول الخليج وتغطي كل من البحرين، الكويت، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتؤمن الشبكة  تبادل البيانات والعينات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.التي تؤخذ من المرضى مع المحافظة التامة على الخصوصية وحقوق المريض.
شارك الخبر