الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٣ صباحاً
حوثيو اليمن.. تمرد طارئ أم تشبث بالتاريخ؟
مقترحات من

حوثيو اليمن.. تمرد طارئ أم تشبث بالتاريخ؟

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

دأبت التحليلات السياسية التي تناولت الشأن اليمني على تصوير التمرد الحوثي بوصفه محاولات لطائفة دينية تبحث عن نفوذ بدعم من إيران، متجاهلة العوامل المحلية اليمنية، وحقائق تاريخية تستند إليها الحركة في نشاطها السياسي والعسكري.
 
ويرى خبراء أن الدوافع التي تقف وراء التمرد الحوثي هي الاعتماد على تاريخ طويل من حكم الأقلية الدينية الزيدية على الأغلبية السنية في اليمن، وعند الرجوع إلى ما حدث في حصار صنعاء عام 1968 فسيوفر ذلك رؤية تاريخية مشابهة لما يحدث اليوم.
 
واكتسبت عشيرة الحوثيين،منذ تسعينات القرن الماضي،دعم العديد من القبائل الزيدية الشمالية ـ أتباع فرع اليمن من الإسلام الشيعي ـ التي تضم نحو 30 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 25 مليون نسمة.
 
ويشكل الهجوم على صنعاء ذروة عقد من الزمن تخلله صراع سياسي مسلح بين رجال القبائل من حركة الحوثيين والحكومة اليمنية.
 
وطأة التاريخ
 
في 26 أيلول/سبتمبر 1962، أُطيح بالإمام اليمني محمد البدر، من عشيرة حميد الدين الزيدية، على يد مجموعة من الضباط العسكريين الذين أسسوا ما يعرف حالياً بـ الجمهورية اليمنية، مما أشار إلى انتهاء أكثر من ألف عام من الحكم الديني الزيدي في اليمن.
 
وقد فرّ الإمام المخلوع إلى شمال البلاد وجمع ائتلاف من القبائل الزيدية من أجل تشكيل معارضة مسلحة للنظام الجمهوري.
 
وعلى مدى السنوات الست اللاحقة تدخلت بلدان ومنظمات مختلفة في الحرب الأهلية في اليمن في محاولة للتأثير بصورة أو بأخرى على النتيجة النهائية للصراع في البلاد. وفي ذروة الحرب في عام 1968، تم حصار صنعاء من قبل القبائل الشمالية الموالية للإمام لمدة دامت سبعين يوماً.
 
وقبل بدء الحصار، فر معظم أفراد طبقة النخبة السياسية من صنعاء، تاركين وراءهم حكومة مركزية ضعيفة إلى جانب بضعة آلاف من الجنود للدفاع عن العاصمة.
 
وعلى الرغم من الصعوبات القوية التي واجهت استمرار الجمهورية، تم إنقاذ المدينة من خلال تضافر عمليات النقل الجوي السوفيتية التي وصلت في الوقت المناسب، وتورُّط قيادات جيش الإمام في سلسلة من الحسابات الخاطئة في ساحة المعركة.
 
وأصبح الدفاع عن صنعاء لحظة فارقة في التاريخ الحديث للجمهورية اليمنية. ويدّعي جيل من السياسيين اليمنيين، بمن فيهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بأنهم كانوا من بين المدافعين عن العاصمة في عام 1968، معتبرين أنفسهم أبطال قوميون.
 
وبعد ست سنوات من القتال، ووقوع عشرات آلاف الضحايا والإصابات الشاملة، وإنفاق مبالغ هائلة من المال، خرجت الجمهورية اليمنية من الحرب الأهلية وهي دولة ضعيفة تعتمد على الدعم الخارجي لاستمرار وجودها.
 
وكان الاتحاد السوفياتي السابق قد استثمر أكبر قدر من المال، والنفوذ السياسي في دعم الجمهورية الجديدة خلال الستينيات عن طريق تمويل بناء موانئ بحرية ومطارات جديدة، وتنفيذ عمليات النقل الجوي المحفوفة بالمخاطر لانقاذ العاصمة في عام 1968.
 
وكان السوفييت ينظرون إلى اليمن من خلال منظور الاتجاهات القومية العربية الإقليمية والصراع العالمي، وفشلوا في فهم الطبيعة المحلية للحرب الأهلية.
 
محاكاة الماضي
 
في أيلول/سبتمبر هذا العام، وفي ضوء السابقة التي وضعها الإمام الزيدي الأخير، سيطر الحوثيون على العاصمة وأمامهم هدف واضح وهو تحدي الجمهورية اليمنية.
 
والصور التي تظهر حالياً عن رجال القبائل الحوثيين مرتدين اللباس اليمني التقليدي وملوّحين بالأسلحة والذخيرة ومقتربين من بوابات المدن اليمنية، تحاكي مثيلاتها من حصار عام 1968.
 
والأمر المركزي أيضاً في تراث استهداف العاصمة كوسيلة لإسقاط الدولة هو الإذن الممنوح لرجال القبائل الموالين، عند النصر في المعارك، بنهب المدينة كجزاء لخدمتهم العسكرية، وهو ما تؤكده مخاوف سكان صنعاء ومدن أخرى من قيام الحوثيين بأعمال نهب وتخويف الأمر الذي قد ينبئ بوقوع المزيد من أعمال العنف.
 
ويرى مراقبون أن أوجه التشابه التاريخية بين التمرد الحوثي والقوات القبلية للإمام الزيدي السابق في ستينات القرن الماضي تتجاوز مجرد التوقعات، إذ أن قيادة العائلة الحوثية تدّعي شرعيتها من لقب «السَّيِّد» الذي يعود إلى آل النبي محمَّد صلى الله عليه وسلم.
وتشكل الأسر المختارة - التي تنتمي إلى هذه النسب - نموذجاً من طبقة النبلاء المحدودة في اليمن، والكثير منهم يتزوجون من عوائل من نسب «السَّيِّد» فقط.
 
وينتمي زعيم الحوثيين الحالي، عبد الملك الحوثي، لنسب «السَّيِّد»، وعلى الرغم من سنه الشاب (32) يتعمد هذا الزعيم بالتفاخر بلقبه، باتِّباعه عادات أسلافه. ويعتبر نسب "السَّيِّد" أكثر من مؤشر على طبقة النبلاء، فهو المعيار الأساسي لأن يصبح الشخص إماماً.
 
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام والمنشورات الحوثية الرسمية تنفي وجود أي نوايا لإعادة الإمامة إلى اليمن، إلا أنه يُعرف في المجتمع اليمني بأن هناك آمالا تراود الحوثيين لاستعادة الزعامة الدينية واستئناف السيادة التراتبية.
 
وخلال الاحتجاجات التي وقعت في الشوارع عام 2011، طالب ممثلو الحوثيين باستقالة الرئيس صالح وإجراء إصلاحات حكومية مكثفة.
 
وكلما باتت الحكومة المركزية أكثر ضعفاً وأصبحت حركة المعارضة أكثر قوة، بدأ أعضاء من قيادة الحوثيين بطرح أجندات سياسية جديدة أكثر طموحاً تهدف إلى تأكيد قوتهم القبلية وإحكام سيطرتهم بشكل أكبر على الحكومة الحالية.
 
ومنذ استقالة الرئيس صالح في 2012، انتقلت احتجاجات الحوثيين الحاشدة في البلاد إلى مرحلة جديدة من الصراع المسلح مع الحكومة اليمنية، تمثلت بتقدم قوات الحوثيين نحو مناطق مختلفة إلى أن وصلت صنعاء بحلول أيلول/سبتمبر 2014.
 
ويواجه المدافعون عن صنعاء صعوبة إطالة أمد النظام الجمهوري مع انخفاض الدعم وتعثر الاصلاحات مقابل وجود بديل ديني يحظى بشعبية.
 
ومما يضيف إلى الخبايا الداخلية، أن حفيد الإمام السابق محمد حميد الدين عاد نهاية الشهر الماضي من المنفى في المملكة العربية السعودية إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، ويُقال أن ذلك جاء بناءً على طلب مسؤولين حوثيين.
 
حنين لأمجاد زائلة
ويدرك عبد الملك الحوثي وبقية أفراد قبيلته أن حكومة ذات وسم ديني سوف تتمتع بسلطة وشرعية أكبر من تلك التي تتمتع بهما جمهورية علمانية في بلد كاليمن تهيمن عليه ولاءات قبلية.
 
وبالتأكيد، وفقا لمراقبين، لن يُفاجأ اليمنيون إذا ما ادّعى عبد الملك أو حفيد الإمام السابق، وبدعم من المجلس الديني القبلي الزيدي، بأن له الحق في الإمامة في اليمن، وبالتالي في استعادة نظام الحكم الذي كان يهيمن على هذه البلاد الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية لعدة قرون.
 
بهذا المعنى، لا يمكن اختزال التمرد الحوثي على أنه جزء من الصراع الطائفي بين إيران والمملكة العربية السعودية أو كعلامة على انتشار التطرف الديني، فالتفسير الأكثر ترجيحا هو أنه استمرار لعقود من التوترات السياسية بين النخبة القبلية الزيدية والدولة اليمنية الحديثة.
 
ولن تغير تجاوزات وانتهاكات الحوثيين، في أكثر من منطقة سيطروا عليها، من هذه الحقيقة شيئا، فالحافز الأساسي الذي يحرك الحوثيين هو إرث طويل من الزعامة، والحنين إلى استعادة أمجاد زائلة.

* إرم نيوز

الخبر التالي : تشكيل تحالف لمواجهة الانتهاكات ضدّ الصحافيين

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات