بات الداعية السعودي المعروف، ناصر العمر، أحد أبرز رجال الدين من التيار المتشدد في المملكة، أبرز المنضمين إلى تحريم الاكتتاب بأسهم "البنك الأهلي" السعودي، محذرا من يؤيد ذلك بأنه "يبارز الله بالحرب" في حين برز تعليق لإمام الحرم، الشيخ سعود الشريم، حذر فيه من "أكل الربا."
وقال العمر، وهو "رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن" وعضو "الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين" في تغريدة له ليل الأحد: " يريد الليبراليون اختزال هذا الدين العظيم في قالب وطني ضيق، وتنصيب الوطنية الجاهلية ندا لمحاكمة شريعة الله وأحكامه أفغير دين الله يبغون."
وتابع العمر بالقول: "لا يجوز الاكتتاب في البنك الأهلي، فمن ساهم فيه أو دعا لذلك أو دافع عنه وهو يعلم أنه ربا فقد بارز الله بالحرب (فأذنوا بحرب من الله ورسوله.)"
من جانبه، قال الشريم، في تغريدة له قبل ساعات على حسابه بموقع تويتر: "الإصرار على أكل الربا حرب لله ورسوله.. في الدنيا، وفي اﻵخرة يقوم آكله كقيام الممسوس، كل ذلك بسبب المكابرة!! (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا)."
وكان الجدل في السعودية حول طرح أسهم "البنك الأهلي" للاكتتاب قد اشتد الأحد بين محلل ومحرّم لشراء تلك الأسهم في الطرح الذي قد يكون الأكبر بتاريخ السوق السعودية، وبرز في السياق أيضا تعليقات حول الأبعاد السياسية للخطوة التي رأى البعض أنها تصل إلى حد تحديد حجم التيار الإخواني بالمملكة.
وفي هذا السياق، قال عضو هيئة كِبار العلماء والأستاذ بكلية الشريعة، الشيخ سعد الخثلان، إنه بعد الاطلاع على نشرة الإصدار التي أعلنتها هيئة السوق المالية وتحليلات المختصين والخبراء، تبيَّن أن البنك "يشتمل على نسبة كبيرة من القروض والتمويلات المحرَّمة وسندات دين بفوائد ربوية" مضيفا أنه يرى بأن الاكتتاب فيه "محرَّم".
كما كان للداعية البارز عبدالعزيز الفوزان رأي قاله في مقابلة تلفزيونية ذكر خلالها أن الدولة السعودية أرادت من الاكتتاب مصلحة المواطنين، نظرا لكون البنك من أكبر البنوك السعودية لجهة رأس ماله وعدد فروعه مضيفا: "ولكن المشكلة التي تكدر هذا الأمر، وقد طرحناه مع المسؤولين، أنه إذا أردنا نفع المواطنين فيجب أن يُخلص البنك من التعاملات الربوية المحرمة، وأتعجب من الإصرار على هذه المعاملات المحرمة. لدى البنك 140 مليار ريال كلها سندات ربوية والعياذ بالله فكيف يجوز للناس الاكتتاب بالبنك وهذا هو حال؟ وكيف نريد نفع المواطنين ونحن نجرهم إلى الحرام جرا؟"
وتأتي هذه التطورات مع بدء العد العسكري لطرح الاكتتاب على الأسهم التي تقدر بـ500 مليون سهم تمثل ربع رأس مال البنك خلال الفترة ما بين 19 أكتوبر/تشرين الأول حتى الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي سيخصص منها 300 مليون سهم للأفراد السعوديين بسعر بيع يبلغ 45 ريال للسهم.
وكان الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي، ورئيس اللجنة الشرعية للمصرفية الإسلامية للبنك الأهلي، قد أصدر بيانا في أغسطس/آب الماضي، أكد فيه أنه لم يصدر منه منفرداً أو مشتركاً مع أعضاء الهيئة الشرعية قرارٌ ولا فتوى بجواز تبادل أسهم البنك ولا بجواز الاكتتاب في أسهم بعد طرحها، ولا بعدم الجواز، مشيرا إلى أن المصرفية الإسلامية للبنك بدأت قبل 15 عاماً من الصفر، ووصلت إلى قرابة 50 في المائة من نشاط البنك حاليا.