اعتبر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي أن تحقيق النشاط السياحي بالعالم العربي معدلا قياسيا عام 2013 -بوصول أعداد السياح لدول المنطقة إلى 51 مليون سائح مقارنة بنحو 26 مليون عام 2000- يعكس قدرة الدول العربية على لعب دور مهم بسوق السياحة العالمية المستحوذة على أكثر من مليار سائح سنويا.
وقال الرفاعي في مقابلة مع الجزيرة نت على هامش معرض برلين الدولي للسياحة أن تزايد الاهتمام عالميا بالسياحة البيئية يرشح المنطقة العربية بصحاريها ومناطقها الطبيعية ذات التنوع البيئي والمناخي، للتحول إلى مقصد شديد الجاذبية لمحبي السياحة النظيفة بالعالم .
واعتبر أن وجود إرادة سياسية بدولة قطر لزيادة الاهتمام بالسياحة يمثل أهم عامل يتكامل مع تطوير البنية التحتية والمرافق والترويج لنجاح إستراتيجية الحكومة القطرية الهادفة إلى الوصول بعدد السياح القادمين للبلاد إلى سبعة ملايين سائح عام 2030.
تعافي تونس
ورأى الأمين العام للمنظمة السياحية العالمية التابعة للأمم المتحدة أن القطاع السياحي التونسي يتعافى بشكل مطرد ويسير في الاتجاه الصحيح لعودته إلى معدلات إشغاله المرتفعة عام 2010.
وأشار إلى أن أداء المغرب السياحي عام 2013 اتسم بالتميز ونجح في استيعاب تداعيات الأزمة المالية بأوروبا التي يأتي أغلب زائريه منها.
كما لفت إلى أن حالة الهدوء النسبي بأراضي السلطة الفلسطينية في الفترة الأخيرة زادت من معدل التدفق السياحي القادم إليها، وإلى تضرر القطاع السياحي في الأردن ولبنان بشكل كبير من تداعيات الاضطرابات الجارية في سوريا المجاورة.
وعزا التراجع الحالي في الإقبال السياحي على مصر إلى ما تمر به الأخيرة ومنطقتها من حالة عدم استقرار سياسي منذ يناير/كانون ثاني 2011، وتحذير عدد من الدول مواطنيها من زيارة مناطق سياحية مصرية معينة كشبه جزيرة سيناء.
واعتبر أن امتلاك مصر حضارة تعود إلى سبعة آلاف عام ومقومات صناعة سياحية مستقرة يجعل وضعها السياحي
-الصعب مرحليا- يحول دون خروجها من الخارطة السياحية العالمية.
وقال الرفاعي إن الأرقام تظهر أن معدلات التدفق السياحي على تركيا لم تتأثر بأي شكل بالتجاذبات السياسية الدائرة في هذا البلد منذ الصيف الماضي والمماثلة لما تشهده دول أخرى عديدة. واعتبر أن حدوث توافق بين إيران والمجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي سيجعل إيران مقصدا سياحيا مرغوبا للغاية في كل الأسواق السياحية العالمية بما فيها السوق العربية.
طفرة عالمية
ورأى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أن نمو النشاط السياحي العالمي بنسبة 5% وتجاوز أعداد السياح بالعالم لأكثر من 1.1 مليار سائح العام الماضي يمثلان طفرة مهمة تعكس تجاوز القطاع السياحي الدولي تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وأشار الرفاعي إلى أن العام الماضي شهد أيضا تحولا سياحيا مهما هو انتقال مركز الثقل السياحي باتجاه آسيا، بانتزاع الصين مرتبة أكبر الدول المصدرة للسياح في العالم من ألمانيا التي استحوذت على هذه المرتبة لنحو ستين عاما.
وقال إن هذا التحول يوجه رسالة للدول الراغبة في تحفيز التدفق السياحي القادم إليها بالاستعداد لاستقبال السياح الصينيين.
واعتبر أن زيادة عدد المقاصد السياحية بالعالم أضعاف ما كانت عليه قبل عشر سنوات يعكس اهتماما عالميا بتنمية السياحة كمصدر مهم للدخل الاقتصادي للدول، وتوقع أن تكون البرامج السياحية الموجهة للطبقات المتوسطة الأكثر نموا عالميا، باعتبار هذه الطبقة الأكثر اتساعا في العالم.