في عروس البحر الأحمر لم يعد نسيم البحر ينعش الزائر, ولا حتى يزيح بعض الأوجاع والمتاعب التي يعانيها ساكنو المدينة "عروس البحر الأحمر" المعروفون ببساطتهم، ولم تشفع حالة الفقر المدقع التي يعيشها معظم مواطني الحديدة -بحسب تقارير- لهم لينعموا بقضاء عيد جيد يتناسب مع بساطتهم التي تلوح من محياهم الأسمر، لكنها أيضاً تقسو عليهم بقضاء عيد خالٍ من الفرحة، فلا شيء يتوفر الآن في عروس البحر الأحمر سوى رائحة المجاري, ناهيك عن اختلاطها بمياه الصرف الصحي.. فقد أصبحت عروس البحر الأحمر أشبه ببالوعة كبيرة.
قد يعجبك أيضا :
الوضع المتردي الذي وصل له حال النظافة والتحسين والصرف الصحي في مديريات عروس البحر الأحمر، كان أبرز محور وقف عليه المجلس المحلي, في اجتماعه أمس بمدراء عموم مديريات الحالي والميناء والحوك بمدينة الحديدة، حيث هدد المجلس المحلي بإغلاق صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة والتعاقد مع شركات خاصة لتولي المهمة.
وقال أمين عام المجلس المحلي، حسن أحمد هيج إن "المجلس سيغلق صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، وسيتعاقد مع شركات خاصة في مجال النظافة بعد التدهور الكبير الذي لحق بالنظافة، وعدم التزام عمالها بالدوام".
ووصل حال عروس البحر الأحمر بسبب طفح المجاري وانتشار المخلفات إلى إعلانها مدينة منكوبة، ففي الواحد والثلاثين من الشهر الماضي كانت الحديدة على موعد مع انهيار شبكة الصرف الصحي وتهدم عدد من المنازل، واختلاط مياه المجاري بمياه الشرب، وحينها أعلنت السلطة المحلية, رسمياً, أن الحديدة مدينة منكوبة.
وأكد حيدرة ناصر الجحماء, وكيل محافظة الحديدة المساعد, على أن النكبة الكارثية التي تعيشها محافظة الحديدة المسالمة والممتثلة للقانون، هي نتيجة تدهور خدماتها الأساسية وخاصة طفح المجاري الذي تسبب في انهيار بعض منازل المواطنين, وحول شوارع المدينة وحاراتها إلى مستنقعات راكدة من المياه العادمة, إلى جانب تدهور خدمات الكهرباء والنظافة والصحة.
وبصدد تدارك الوضع ناقش المجلس المحلي في اجتماعه الطارئ، خطة طارئة تقدمت بها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لمعالجة حالة الطفح للمجاري في العديد من شوارع وأزقة وحارات المدينة، وأقر العمل بالخطة من صباح اليوم الثلاثاء بهدف الحد من حالة الطفح التي تعيشها معظم شوارع المدينة، وحولت بهجة العيد إلى غصة، ولم يبق للفرح أو بهجة العيد في الحديدة مكان، حيث برزت العديد من المنغصات والتي عكرت المزاج العام.. كل الشوارع والأحياء والحارات تعيش وضعاً مأساوياً غير مسبوق بسبب انهيار شبكة المجاري خلال شهر رمضان الكريم, وازداد الوضع سوءاً آخر ليلة من ليالي الشهر الكريم وليلة العيد، حيث هطلت أمطار غزيرة وكبيرة واختلطت مياه الأمطار الكبيرة مع بحيرات الصرف الصحي الموجودة بشكل كبير في الشوارع والأحياء.
وفي ظل انعدام الخدمات وغياب الجهات المعنية بحل هذه المشكلة, وعدم القيام بشفط تلك المياه وبحيرات الصرف الصحي, تحولت العديد من شوارعها إلى مستنقعات كبيرة من بحيرات (الصرف الصحي), خاصة في شارع صنعاء, الشارع الأهم والأكبر في مدينة الحديدة, وشارع الدمغة, والذي توقفت فيه الحركة بسبب ارتفاع بحيرة مياه الصرف الصحي, وأضيف إليه بقايا مياه الأمطار, ليتم تغطية الشارع من الرصيف إلى الرصيف وبارتفاع وصل إلى 50 سم, الأمر الذي أدى إلى توقف الحركة فيه.