الرئيسية / محليات / فاطمة.. ابنة منطقة حدة بصنعاء ضحية جرائم الشرف من قريبها في شارع المطار
فاطمة.. ابنة منطقة حدة بصنعاء ضحية جرائم الشرف من قريبها في شارع المطار

فاطمة.. ابنة منطقة حدة بصنعاء ضحية جرائم الشرف من قريبها في شارع المطار

09 يونيو 2013 10:01 مساء (يمن برس)

هاتفني صديقي وليد في وقت متأخر من الليل وسألني ماذا لديك عصر يوم غد قلت له لا شيء .. سأكون متواجدا في البيت .. فقال لي ممتاز اذا جهز نفسك قبل العصر سوف نذهب للمقيل لدى صديقنا أحمد فقد طلب مننا الحضور للمقيل في منزلهم لأن والده سوف يسافر الى احد البلدان الأوربية حتى انني ايضا اوصله بسيارتي الى المطار التاسعة مساء ثم نعود .. فقلت له تمام سوف انتظرك في البيت حتى تأتي ومن ثم نشتري القات من احد اسواق القات التي تقع في طريق بيت صديقنا أحمد .. قال لي تمام وعلى هذا يبنى .

وفي اليوم التالي وقبل الموعد بنصف ساعة هاتفني زميلي وليد وقال تجهز انا قادم اليك وبعد عشر دقائق وصل ثم انطلقنا للحاق بسوق القات كون الجو ماطر ولكن ليس بغزارة أشترينا القات وذهبنا الى بيت صديقنا احمد فوجدنا " المقيل " المجلس ممتلئا بالأهل والجيران الذين حضروا لموادعة والد احمد أفسح لنا صديقنا احمد مكانا بجواره فجلسنا وتبادلنا الاحاديث الودية ونحن نمضغ القات وبعد ان غادر جميع المودعين المقيل جلسنا نحن الثلاثة خاصة بعد ان ذهب والد احمد الى لترتيب حقائب السفر والجلوس مع الاسرة حتى موعد الانطلاق الى المطار..

وعند الساعة الثامنة والنصف حضر الينا والد زميلنا احمد وطلب منا الاستعداد للذهاب الى المطار وكان رذاذ المطر لا يزال مستمرا في الهطول .

انطلقنا من منزل صديقنا احمد ومعنا والده بإتجاه المطار عند الساعة الثامنة وخمسة وأربعين دقيقة قطعنا مسافة الطريق الى المطار في مدة زمنية تجاوزت الثلاثين دقيقة بسبب رذاذ المطر المنهمر وكان والد صديقنا طول مسافة الطريق يستعجلنا بالإسراع في السير حتى يلحق الرحلة المغادرة في الساعة العاشرة فوصلنا المطار في الوقت المناسب أثناء ما طلب من ركاب الطائرة التوجه الى صالة المغادرة فتوجه والد أحمد الى صالة المغادرة وقبل دخوله نادى احمد وقال له خذ هذا الجاكت وأعيده معك الى البيت لقد نسيت وأخذته معه ولكن انتبه عليه فقيمته كثيرة جدا ثم ودعناه ووعدنا بأن يحضر لنا معه الهدايا ثم توجهنا الى سيارة زميلنا وليد واتجهنا في طريق العودة ولا يزال رذاذ المطر منهمرا وبعد خروجنا من المطار بحوالي الفين متر تقريبا شاهدنا فتاة تؤشر لنا بالتوقف لكي نقلها معنا الى المدينة او الى اقرب مكان توجد به وسيلة مواصلات كون الوقت كان متأخرا والجو ممطر يصعب عليها الحصول على وسيلة نقل أجرة فطلبت من زميلي وليد ان يتوقف ويقلها معنا كـ" عمل خير " خاصة بعد ان كشف ضوء السيارة بأنها صارت مبللة بالمطر المنهمر فتوقفنا وأقبلت الينا ثم طلبت من زميلي احمد ان يعود الى جانبي في المقعد الخلفي ويترك لها المقعد الامامي الى جوار السائق صديقنا وليد وعندما صعدت الى السيارة شاهدنا ملابسها شبه ممزقه ويظهر عليها بعض الجروح الخفيفة والكدمات وكأنها تعاركت مع قطيع من الذئاب أو الكلاب وكان جسدها يرتجف من البرد بسبب ثيابها المبللة بماء المطر بصراحة لقد اشفقنا على حال تلك الفتاة فبادر زميلنا أحمد وقال لها خذي هذا الجاكت ليدفئك من البرد " جاكت والده " فسألتنا الى اين طريقنا قال لها وليد الى باب اليمن فقالت وصلوني معكم الى هناك وبعد ذلك يفعل الله الف طريق .. كنا بصراحة مذهولين من حال الفتاة وكل واحد منا يقول في نفسه آه " والودافة " خاصة وليد الذي ظهرت عليه علامات الارتباك فبادرها بالسؤال من اين آتيتي هل بيتكم في هذه المنطقة ؟!! .. قالت لا ..قال هل لك اقارب هناء ؟! .. قالت لا .. فسارع احمد وسألها "ما الذي فعل بك هكذا ؟" اجابته وقالت خلها على الله قلت لها هل هاجمتك كلاب في ذلك المكان ؟.. وكيف وصلتي الى هناء طالما وبيتكم ليس في هذه المنطقة ولا حتى لك اقرباء هناء .. طبعا دب الخوف في قلوبنا الثلاثة خوفا من ان ترمي بلواها فوقنا وتتهمنا بأمر ما .. اجابتني وقالت هاجمني كلب واحد وهو الذي وصلني الى

هذا المكان وهو الذي فعل بي هكذا ..ضحك احمد ضحكة صفراء ملؤها الخوف والفزع وضغط على يدي وهمس لي قائلا " اهلا والفعلة " كلها مصيبتك انت الذي قلت لنا نوقف لها .. ما دخلنا ان شاء الله وأكلتها الكلاب .. لو لقينا نقطة تفتيش للنجدة أو الشرطة العسكرية أكيد " سرحتنا " سوف يشاهدونها بالحال الذي هي عليه وقالوا احنا الفاعلين فقلت له لا تخاف لدينا ادلة كافية لو تجرأت واتهمتنا او احد شك في ذلك بأننا لسنا الفاعلين .

فقال ما هو؟

فقلت انظر الى ملابسها مبتلة دليل على انها تعرضت لما تعرضت له بين المطر وانظر الى ملابسنا لا يوجد بها اي اثر للمطر حتى احذيتنا لا يوجد بها وحل المطر ...اطمئن قلبه بما اخبرته فتنفس الصعداء وعاد لسؤالها قائلا :

كلب فعل بك هذا كله وكيف وصلك الى هناء ؟.

اجابته بقولها : بل كلب بشري وانفجرت بالبكاء في الوقت الذي كان وليد لا يلفت لا يمينا ولا يسار ا ممسكا عجلة القيادة حابسا انفاسه خوفا من عاقبة الحال الذي تعرضنا له .. ولكنه عندما سمع بكاؤها ابطئ السرعة قليلا ولتفت اليها وقال بصوت المفزوع مالك من "غثاش" فردت عليه مطمئنة اياه بقولها لا تخافوا انا " دارية " انكم خائفين لا " ارجع ارجم بلوتي فوقكم سعليكم "..مش هو انتم هو ابن عمي رشاد " الذي فعل بي هذه الجريمة " .. رد عليها احمد مسرعا .. جريمة ؟

قالت نعم جريمة ..

فقلت لها ممكن تهدئي وتقصي علينا الحكاية ؟

قالت طيب : انا اسمي فاطمة بيتنا يقع في مدينة حدة مع بيت عمي في عمارة واحدة ، لقد خدعني رشاد ابن عمي وأخته سحر أخبرتني انها تحب شاب تعرفت عليه في الجامعة وانه يريد ان يتقدم لخطبتها وطلب منها ان تذهب للقائه من اجل تختار دبلة الخطوبة على ذوقها وكذلك المقاس والوعد بينهما بعد العصر فطلبت مني ان اطلب من اخوها رشاد ان "يشلنا " للسوق لشراء بعض الأشياء التي نحتاجها وعندما نوصل الى السوق سوف تنزل هي لملاقاة حبيبها وأنا اجلس مع رشاد اخوها في السيارة حتى لا يشك بالأمر.

المهم وافق رشاد ابن عمي على أن " يشلنا " الى السوق وعند وصولنا الى السوق طلبت سحر التوقف في منطقة معينة منه وقالت ننتظرها دقائق معدودات تشوف الفستان هل لا يزال في المحل الذي شاهدته فيه أم لا وقالت لأخوها انه في طرف الشارع وافقها ولم اكن اعلم انها كانت خطة بينهما .. انا على نيتي اردت ان اشغله عن الوقت فبدأت الحديث معه حول دراسته الجامعية كونه في أخر سنة له وكنت في المقعد الخلفي فتبادلنا اطراف الحديث حول الدراسة ثم سألني عن والدي ووالدتي لماذا سافروا الى قرية والدتي فأخبرته بأنهما سافرا لزيارة جدي المريض وسألني ايضا عن أخواني ابراهيم ومنصور هل هم في البيت فأجبته بأنهم تناولوا طعام الغداء وذهبوا الى اصدقائهم للمقيل والمذاكرة في نفس الوقت الذي كان يسير بالسيارة لا أدري الى أين فسألته الى اين نحن ذاهبين فأجابني بقوله نسوي " لفه " لما تخلص سحر انا داري بها انها ثقيلة دم ما عد تخلص ولا بعد ساعة او اكثر لأنها ستطوف كل المحلات .. بصراحة انا لم أكون خائفة منه أو انه يبيت لي هو وأخته هذه المصيبة لأنه ابن عمي وأنا في مقام اخته وفي نفس الوقت قلت في نفسي هذا جيد خلي سحر وخطيبها يبحثوا عن دبلة مناسبة على ذوقهما براحتهم وأخذنا الحديث حتى حل الظلام فأخبرني رشاد بأن والده اشترى ارض في المنطقة المجاورة للمنطقة التي وجدتموني فيها وان والده أي عمي بلغه ان بعض القبائل اعتدوا على الارض وبالمرة طالما وصل الى جوارها يطل عليها ليتأكد اذا كان ما اخبره والده عنه صحيح ، حينها بدأ القلق يدب في داخلي ليس خوفا منه بل خشيت ان يكون في الارض التي قص عليا قصتها رجال مسلحين ويطلقوا علينا الرصاص خاصة وان الظلام بدأ يحل ولم اكن اعلم عن نواياه الخبيثة وعندما وصلنا الى منطقة خالية من كل حي وكان الظلام الحالك يغطي المنطقة.

وصلنا باب اليمن ونحن في شدة الألم والحزن لما حدث لها من ابن عمها ، والامر الغريب اننا عبرنا كل نقاط التفتيش ولم يسألنا احد عنها وهو ما كنا نخشى منه فطلبت من وليد ان يتم " عمل الخير " ويوصلها الى عند بيتهم وحتى نستمع الى بقية القصية .

فقلنا لها اكملي الحكاية .

فقالت فجأة توقف وقال انه سمع شيئا حدث في عجلات السيارة ثم نزل من السيارة ودار حولها ثم فتح الباب القريب مني وقد خلع بنطلونه وأمسك برجلي الاثنتين وعندما ادركت بنواياه الخبيثة حاولت المقاومة حتى تقطعت ملابسي بهذا الشكل فضربني بيده في مقدمة رأسي حتى فقدت وعيي ولم افيق إلا وقد أنتهى من اغتصابي وفعل الفاحشة وسمعته يقول لي قولي لعمي من الذي " اغتصبك " وعند من سرتي " يا "......."؟! صدقت ان اختي سحر معها موعد غرامي هههههه.

عندما سمعت ما قاله وشاهدت الدم أغمي عليا من هول ما حدث بعد ان سمعت دوران محرك سيارته يشتغل وذهب بدوني وتركني بعد ان ارتكب جريمته الشنعاء في ارض كما ذكرت لكم خالية من كل حي لم ادرك كم المدة التي قضيتها في حالة الاغماء وعندما تساقط المطر افاقني من غيبوبتي ثم شاهدت وميض من الضوء بعيدا فأخذت السير باتجاهه وقطعت مسافة حتى وصلت الى هذا المكان سيرا وسط الظلام حتى وصلت الى المكان الذي وجدتموني فيه وبصراحة الى حد الآن لم استوعب ما حدث وكأنني أعيش في حلم مرعب مليء بالكواكبيس .

اخيرا وليد تحدث سائلا اياها بقوله : والآن كيف ستواجهين اهلك ؟.. وماذا ستقولين لهم ؟!

اجابته قائلة سأخبرهم بالحقيقة واروي لهم الحكاية كاملة .

لقد تألمنا ثلاثتنا لحكاية فاطمة وشعرنا بالحزن ثم خيم الصمت حتى وصلنا الى أمام البيت الذي تسكن فيه فطلبت التوقف في المكان القريب من البوابة وقالت هذا بيتنا وذاك الباب باب عمي والأخر بابنا وقالت لو سمحتم سأنزل وأنا أرتدي هذا الجاكت حتى لا يلمحني أحد ويشاهد ملابسي المقطعة ثم البس ملابس أخرى وأعيد لكم الجاكت فقط دقائق معدودات فوافقناها الرأي ثم نزلت من السيارة ونظراتنا تتابع خطواتها حتى دخلت من الباب الذي اشارت الى انه باب بيتهم .

جلسنا ننتظر في صمت وكل واحد منا يتخيل ما حدث لهذه الفتاة المسكينة وفوجئنا بأحمد يصرخ فينا ويقول لقد تأخرت مر اكثر من عشر دقائق ولم تأتي لتعيد جاكت والدي فقلنا انتظر نزيدها خمس دقائق أخرى انتظرنا ولم تأتي فقال أحمد " خبره " جاكت ابي والله لا يذبحني عليه سوف انزل وأطرق الباب وأخذ منها الجاكت وأعود ذهب ونحن نتابعه بنظراتنا طرق الباب ثم فتح الباب وبعدها عاد الينا مسرعا غاضبا وقال "يا خبره" صورة البيت هذا وكر دعارة وبنت الحرام اعجبها الجاكت وما عاد تشتي ترجعه لنا .

قلنا ليش ماذا حصل قال طرقت الباب وفتحت لي امرأة عجوز أخبرتها بأن تقول لـ فاطمة تعطيني الجاكت فصرخت في وجهي وقالت من فاطمة لا يوجد عندنا أحد بالاسم هذا ؟!..

هيا يا خبرة انزلوا نلعن لهن والديهن على سبة الجاكت وإلا نروح قسم الشرطة ونربط هذول المومسات " قسما يا والدي لا يذبحني على الجاكت" قال مدري بكم هو ... نزلنا وذهبنا ثلاثتنا وطرقنا الباب فتحت لنا العجوز وأخبرناها بأن تخبر فاطمة ان تحضر الجاكت فقالت أي فاطمة وأي جاكت ما عندنا أحد بهذا الاسم فقلنا إلا لقد دخلت من هذا الباب قبل اكثر من 15 دقيقة فأصرت على النكران فقلنا لها الفتاة فاطمة التي احضرناها معنا من المطار وقالت ان ابن عمها أغتصبها ؟!!.... أجابتنا بقولها هاااااه قد فعلتها مرة ثانية فاطمة ماتت قبل 10 سنوات ولم تعد موجودة .. قلنا في صوت واحد " بطلي الزبج الحامض " عاد احنا وصلناها الأن من شارع المطار و" بالأمارة" ملابسها مقطعة وهذا الباب بيت عمها قالت صدقوني فاطمة قتلت قبل 10 سنوات وما دخلت عندي مطلقا سيروا دوروا عليها اين سارت .. اشتد غضبنا قلنا حق وثبت ان في هذا البيت مومسات ما لهن إلا الشرطة ثم شاهدنا غرفة صغيرة مضاءة خرج منها رجل مسن نادانا وقال ايش معاكم يا شباب فقلنا له من انت قال انا الحارس حق العمارة ، قلنا الحمدلله سوف يخرجنا الى طريق ، ذهبنا اليه وقصصنا عليه الحكاية وماذا قالت العجوز لنا ، قال لا حول ولا قوة إلا بالله الاسم فاطمة اسم صحيح ولكنها قتلت قبل 10 سنوات والبيت ليس به أحد لأنه مهجور منذ 7 سنوات وأصحابه في السجن وانا حارس البيت قلنا له " لا تجننا يا حاج احنا بعقولنا ما قد احنا شي مجانين دخلت الفتاة فاطمة امام اعينا وتحدثت معنا من المطار الى هانا وروت لنا قصة الاغتصاب الذي تعرضت له من قبل ابن عمها وفتحت لنا العجوز وحدثتنا وحدثناها " ونحن الان نريد الجاكت حق صاحبنا " الجاكت من النوع الغالي " اذا ما تشتوا تعطونا الجاكت سوف نذهب ونحضر الشرطة "ونكشف حكاية نصبكم على عباد الله " رد علينا وقال يا أولادي هذه مفاتيح الشقتين وأنا متأكد ما أحد ساكن فيهن " تعالوا واكتشفوا ذلك بأنفسكم " ثم ذهبنا الى الباب الذي دخلت منه فاطمة وفتح لنا الباب ولا يوجد به أحد واتضح لنا انه مهجور لم يسكنه أحد منذ سنين وعند اشعال المصباح اليدوي شاهدنا الجاكت معلق فقلنا بصوت واحد " هذاك الجاكت حق صاحبنا " ثم اخذنا الجاكت وكان البيت في وضع مزري مليئ بالغبار وبيوت العنكبوت موجود في كل زاوية منه وأثناء ما نحن خارجين من ذلك البيت المهجور اذا بذلك الرجل المسن يروي لنا قصة الفتاة فاطمة بنفس الرواية التي شرحتها لنا " فاطمة " ولكنه اخبرنا شيء لم تذكره فاطمه في روايتها ..وقال عندما وصلت الى البيت في وقت متأخر من الليل كان والدها قد عاد مع والدتها من زيارة والد زوجته المريض في القرية وفتشوا عن فاطمة ولكنهم لم يجدوها في البيت ثم سألوا ابنت عمها سحر عنها فخرجت مع شقيقها وأدعت عدم مشاهدتها منذ وقت الظهيرة الا انها شاهدتها خرجت بعد ان خرج اخوتها الاثنين ولمحتها تركب مع سيارة خصوصي لا تدري الى اين أخذها .

وعند عودت فاطمة الى البيت في وقت متأخر من الليل وشاهدوها بالحالة المزرية التي كانت عليها وبعد ان روت لهم حكايتها لم يصدقوا روايتها خاصة بعد ان انكر ابن عمها رشاد وأخته سحر خروجها معهم فما كان من أخوها الكبير ابراهيم الا ان أخذ بندقية والده وأطلق عليها ثلاث رصاصات في الرأس ليدفن العار الذي لحق بهم وبعد ذلك تم دفنها في سرية تامة والإعلان بعد يومين من دفنها ان حية لسعتها وتوفيت على الفور وبعد اسبوعين شاهدتها والدتها في المنام تروي لها القصة وتذكرها بالخلاف الذي حدث بينها وزوجة عمها عندما شاهدتها في وضع مخل بالشرف وإن ما حدث لها هو انتقام من زوجة عمها لوالدتها حتى تخرس لسان والدتها وفي نفس الليلة رآها اخوها الصغير في المنام تذكر له ايضا بمجيء سحر ابنة عمه الى منزلهم وجلست معها في الغرفة الخاصة بها وقد لاحظ هو ذلك كان حضورها من أجل ان تطلب من ابن عمها رشاد ان يوصلهن بالسيارة الى السوق .. فتذكر منصور حضور ابنت عمه سحر في ذلك اليوم وبدأت الشكوك تراوده هو وأمه بأن ابنتهم فاطمة تعرضت لمكيدة وخدعة كبيرة بسبب طيبة قلبها.

ولم يمر شهر على الحادثة حتى ذهبت زوجة عمها لتروي ما حدث للفتاة فاطمة وتقص الحكاية على واحدة من جيرانهم وتؤكد لها بأن اخوها ابراهيم قتلها لأنها فقدت شرفها فما كان من تلك المرأة إلا ان حضرت الى أم فاطمة لسؤالها عن حقيقة ما حدث لابنتها فأكد لها ذلك ما كانت تشك به خاصة رؤية ابنتها في المنام وما حدثتها به في منامها فعادت بها الذاكرة الى يوم دخلت بيت مقبل ابو رشاد عندما دخلت الى البيت شاهدت باب الغرفة مفتوحا وكانت أم رشاد تختلي مع رل غريب وشاهدتها أم رشاد لكنها عادت مسرعة الى منزلها ومنذ ذلك اليوم لا تجرؤ ام رشاد ان ترفع بصرها الى منصور زوجة الحاج صالح.. لتتضح بعد ذلك الحقيقة الكاملة عندما عاد ابن عمهم رشاد وكان مخمورا ليثير شجارا مع منصور ابن عمه فتحدث دون شعور منه بأنه " فعل الفاحشة في أخته فاطمة " وان العار سيطاردهم حتى بعد قتلهم لها .. فسمع ابراهيم كلام ابن عمه المخمور فما كان منه إلا ان اخذ بندقيته الرشاشة وأفرغ كلما بها من رصاص في صدر ابن عمه رشاد ليرديه قتيلا فسمع عمه والد رشاد ما حدث لأبنه فأخذ سلاحه هو الأخر وأفرغ الرصاص في صدر ابن اخيه ابراهيم ويصيب ايضا اخوه منصور ليحضر بعد ذلك والد ابراهيم ومنصور ويشحن مخزن بندقيته الرشاشة بالرصاص ويصوبها نحو اخوه فأصابه وقتل أبنته سحر جراء اطلاق النار العشوائي ثم بعد ذلك حضرت الشرطة وتم نقل المصابين للعلاج والقتلى نقلوا الى ثلاجة المستشفى ووالد ابراهيم " الحاج صالح " الى السجن وبعد ان شفي اخوه" الحاج مقبل " والد رشاد من الاصابة تم نقله الى السجن والى جانبه منصور وتم اغلاق البيت من قبل المحكمة وترحيل نسائهم الى ديار اهلهن وصار للقضية 10 سنوات والبيت مهجور منذ ذلك التاريخ وتم تكليفي ان اكون حارسا عليه.

وبعد ان اكمل القصة ذهبنا ونحن في حيرة من أمرنا بس صديقي أحمد كان سعيد جدا بأنه استعاد جاكت والده فكان هناك بقالة مجاورة لا تزال مفتوحة ذهبنا لنشرب شيئا نبل به حناجرنا الشاحبة وأثناء ما كنا نشرب العصير نتبادل الحديث مصدقين وغير مصدقين وكان صاحب البقالة يسترق السمع لحديثنا فبادرنا بالسؤال عن ماذا نتحدث فأخبرناه بما حدث فجن جنون الرجل وصرخ يقول اكيد انكم مجانين العمارة ما فيش فيها حارس ولا سكان ولا يوجد بها أحد وهذه المرة الثانية التي يسمع فيها الرؤية .. وقام مسرعا يغلق الأبواب ويسب ويلعن نفسه اذا بقي جالسا في تلك المنطقة من شدة الخوف والفزع الذي تكرر على مسامعه .

ثم بعد ذلك ركبنا على سيارتنا ونحن مذعورين ايضا مما حدث وتعايشنا معه تلك الليلة.

تساؤل :

هل ظلم الفتاة فاطمة جعلها تظهر في اوقات المطر وبنفس الحالة التي تعرضت لها لتروي حكايتها للناس حتى يعلم الجميع انها قتلت مظلومة؟!!.

رواية الكاتب:عبدالملك عبدالاله العصار ..اوراق خاص

شارك الخبر