آخر معقل للاستقرار في اليمن يقف على حافة الانهيار! هذا ما كشفه بيان صاعق أصدره مكتب الرئيس السابق حيدر أبوبكر العطاس، مستشار مجلس القيادة الرئاسي، محذراً من انتقال ملموس للتوترات إلى محافظة حضرموت التي طالما اشتُهرت بتماسكها الاجتماعي وابتعادها عن صراعات المصالح الضيقة.
وفي ظل التطورات الميدانية والسياسية المتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية، أطلق العطاس تحذيراً مدوياً من خطورة الانزلاق نحو خيارات تقصي الحلول السياسية وتفتح أبواب مواجهات لا تبقي ولا تذر. واعتبر البيان أن حماية حضرموت من براثن الصراعات المفتوحة ليست مجرد ضرورة محلية، بل مصلحة وطنية وإقليمية عُليا، نظراً لدورها التاريخي كرمز للتعايش والاعتدال وضامن التوازن في المناطق الجنوبية.
وفي إشادة واضحة بالجهود الإقليمية، نوّه البيان بـالتضحيات الجسيمة والجهود الاستثنائية التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب بقية دول التحالف العربي، منذ إطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل. وأكد أن هذا الدعم العربي كان عاملاً حاسماً في منع انهيار الدولة كلياً والمحافظة على أدنى مستويات الاستقرار الممكنة.
وأشار العطاس إلى أن النفوذ السياسي والدبلوماسي للرياض وأبوظبي يجعل منهما طرفين محوريين في احتواء الأزمات ورعاية التفاهمات الوطنية العادلة، مطالباً بضرورة استثمار هذا التأثير لوقف التصعيد وحماية المناطق المستقرة وتخفيف معاناة المواطنين.
وفي قلب التحليل، أوضح مكتب العطاس أن القضية الجنوبية تبقى جوهر الأزمة اليمنية، مشدداً على أنها ليست وليدة اللحظة، بل نتاج تراكمات سياسية عميقة وغياب للمعالجات العادلة والشاملة. وحذر من أن التعامل معها بحلول ترقيعية أو تجاهلها بالكامل كان المحرك الأساسي وراء تكرار الانفجارات السياسية والأمنية.
وجدد البيان التأكيد على أن حق شعب الجنوب في تقرير مصيره يُعد حقاً مشروعاً يتطلب مقاربة سياسية جادة ضمن إطار وطني شامل، بما يجنب البلاد مزيداً من الانزلاق ويعيد الاعتبار للحوار.
وفي ختام البيان، وجه العطاس نداءً عاجلاً لجميع الأطراف قائلاً: "اللحظة الراهنة تتطلب شجاعة السياسة قبل كلفة المواجهة، وحكمة الحوار قبل خسائر الصراع" - وهو ما اعتبره الخبراء الحل الوحيد القادر على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اليمن.