الفارق السعري الصادم بين عدن وصنعاء يكشف عن واقع اقتصادي مذهل يصل إلى ثلاثة أضعاف القيمة لنفس قطعة الذهب، حيث تشهد الأسواق اليمنية تبايناً غير مسبوق في الأسعار حسب الموقع الجغرافي.
في المشهد الاقتصادي الحالي، يدفع المواطن في عدن 1,530,000 ريال لشراء جنيه الذهب بينما يحصل نظيره في صنعاء على نفس الجنيه مقابل 519,000 ريال فقط، مما يعني فارقاً يصل إلى 295% تقريباً.
الأرقام المسجلة اليوم الخميس تظهر تفاوتاً مذهلاً في جرام الذهب عيار 21 حيث يبلغ سعر الشراء في صنعاء 63,700 ريال مقابل 191,300 ريال في عدن، والبيع 67,800 ريال في صنعاء مقابل 206,100 ريال في عدن.
هذا التباين الهائل ليس مجرد تقلب سوقي عادي بل انعكاس مباشر لواقع اقتصادي معقد يشهده اليمن، حيث تؤثر اختلافات أسعار الصرف بين العملتين المحليتين على تسعيرة المعادن النفيسة.
الخبراء الاقتصاديون يفسرون هذه الظاهرة بتأثير الانقسام السياسي على الأسواق المالية، حيث تتعامل المحافظات المحررة بأسعار صرف مختلفة تماماً عن تلك الخاضعة للحوثيين.
التقلبات العالمية لأسعار الذهب وسعر الدولار تضاعف من حدة هذا التفاوت مما يخلق سوقين منفصلين داخل البلد الواحد، كل منهما يتبع آليات تسعير مختلفة بناءً على الظروف الاقتصادية المحلية.
هذا الواقع يضع المواطنين أمام خيارات اقتصادية محيرة حيث تتحكم الجغرافيا في قدرتهم الشرائية بطريقة غير مسبوقة، مما يعيد تشكيل مفهوم الاستثمار في المعادن النفيسة داخل اليمن.