في مشهد يعيد تعريف قوانين اللعبة الاقتصادية في قلب العاصمة المالية للعالم، كشفت بيانات رسمية صادمة أن الأمريكيين من الأصول اليمنية باتوا يسيطرون على قرابة نصف متاجر البقالات في نيويورك - رقم مذهل في مدينة يسكنها 8 ملايين نسمة ويتنافس فيها أقوى رجال الأعمال في العالم.
السفارة الأمريكية في اليمن وثقت هذا الانجاز الاستثنائي الذي حققته جالية بدأت رحلتها بإمكانيات متواضعة، لتنجح في غضون سنوات قليلة بحجز موقع متقدم ضمن أشرس القطاعات التجارية تنافسية في القارة الأمريكية، مع تركز خاص في منطقة بروكلين التي تضم النصيب الأكبر من هذه المتاجر.
700 ألف يمني يشكلون القوة الخفية
تقديرات إعلامية غير رسمية تؤكد أن الجالية اليمنية في الولايات المتحدة تضم حوالي 700 ألف شخص، مما يجعلها ثاني أضخم تجمع يمني خارج الوطن بعد المملكة العربية السعودية، وقد نجحت في بناء شبكات تجارية ضخمة عبر ولايات متعددة مع بروز لافت في مجالات التجارة والتجزئة والخدمات.
هذه المتاجر تجاوزت كونها مجرد نقاط بيع اعتيادية، بل تطورت لتصبح شرايين حيوية تغذي الأحياء السكنية، حيث تؤمن المواد الأساسية على مدار الساعة، وتولد فرص عمل واسعة، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية داخل المجتمعات المحلية، وفقاً لما ذكرته السفارة الأمريكية.
سر الصعود السريع
مراقبون اقتصاديون يرجعون هذا النجاح الملفت إلى مجموعة من العوامل الثقافية المتجذرة: ثقافة العمل الجماعي المتأصلة، والاعتماد القوي على الروابط الأسرية، والانضباط الصارم في إدارة الأعمال - وهي قيم حملها اليمنيون من موطنهم الأصلي وطبقوها بنجاح على واقعهم الجديد في أمريكا.
بهذا التحول، لم تعد البقالات اليمنية مجرد محال تجارية عادية، بل تحولت إلى رمز حقيقي لنجاح الهجرة اليمنية في واحدة من أهم العواصم الاقتصادية على مستوى العالم، مؤكدة أن الحلم الأمريكي لا يزال قابلاً للتحقيق بالإرادة والعمل الجاد.
