في تطور صاعق هز أسواق الذهب في مصر، قفز سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 5 جنيهات خلال ساعات قليلة من منتصف التعاملات اليوم، ليصل جنيه الذهب الواحد إلى 46,360 جنيه - مبلغ يساوي راتب موظف حكومي لأربعة أشهر كاملة! كل دقيقة تمر تجعل حلم امتلاك الذهب أبعد منالاً، وسط توقعات مرعبة ببلوغ عيار 21 حاجز الـ6,000 جنيه قريباً.
اجتاحت موجة من الذعر أوساط المقبلين على الزواج، بينما غمرت الفرحة وجوه تجار الصاغة في خان الخليلي. حسام، صاحب محل ذهب، يراقب أجهزة الحاسوب تُظهر ارتفاع قيمة مخزونه كل دقيقة: "لم أشهد ارتفاعاً بهذه السرعة من قبل، مخزوني يرتفع أمام عيني مثل الصاروخ". الأرقام تتحدث بوضوح: 5,795 جنيه للجرام عيار 21، بزيادة 5 جنيهات في نصف يوم فقط - مبلغ يكفي لوجبة عائلية كاملة!
هذا الارتفاع الحاد ليس وليد اللحظة، بل يأتي ضمن رحلة صعود مستمرة بدأت منذ بداية اليوم، مدفوعة بـاستقرار الأسعار العالمية عند مستويات مرتفعة في بورصة نيويورك حيث وصلت الأوقية إلى 4,352.06 دولار. المشهد يذكر بفترات الأزمات الاقتصادية عندما يلجأ المصريون للذهب كملاذ آمن، لكن هذه المرة الملاذ نفسه أصبح بعيد المنال. خبراء سوق الذهب يؤكدون أن العوامل الاقتصادية والدولية ستدعم المعدن الأصفر لفترة طويلة.
في شوارع القاهرة والجيزة، تغيرت ملامح المتسوقين أمام فاترينات الصاغة. أم محمد، ربة منزل من الجيزة، تقف مذهولة أمام محل الذهب: "كنت أخطط لشراء طقم لابنتي العروس، والآن أصبح الحلم مستحيلاً مع كل زيادة". عيونها تلمع بالدموع بينما تراقب بريق الذهب تحت الأضواء يبدو أكثر بُعداً من أي وقت مضى. التأثير يمتد لكل جوانب الحياة: تأجيل خطط الزواج، إعادة تقييم المدخرات، والبحث المحموم عن بدائل للهدايا التقليدية.
بينما يترقب الجميع الخطوة التالية، تشير كل المؤشرات إلى استمرار هذا المسار الصاعد الذي حول الذهب من استثمار شعبي إلى ترف للأغنياء. المعركة الحقيقية بدأت للتو، والسؤال المحوري يطرح نفسه بقوة: هل سنشهد الذهب يتجاوز حاجز الـ6,000 جنيه قريباً، أم أن هناك انهياراً مفاجئاً ينتظر في الأفق؟ الإجابة ستتكشف في الساعات والأيام القادمة.
