1078 ريالاً يمنياً - هذا ما تفقده من قيمة كل 100 دولار عند انتقالك من صنعاء إلى عدن، في مشهد اقتصادي صادم يكشف عن انقسام نقدي غير مسبوق يضرب قلب الاقتصاد اليمني.
تشهد أسواق الصرف اليمنية اليوم فجوة مدمرة تصل إلى 201% بين سعري الدولار الأمريكي في العاصمتين المتنازعتين، حيث يُباع الدولار الواحد في عدن بمبلغ 1631 ريالاً مقابل 542 ريالاً فقط في صنعاء.
الأرقام الصاعقة تكشف عن واقع مرير:
- عدن: الدولار يتراوح بين 1615-1631 ريالاً، والريال السعودي بين 425-428 ريالاً
- صنعاء: الدولار يتداول عند 537-542 ريالاً، والسعودي عند 140.5-141.5 ريال
هذا التباين الجنوني يعني أن حامل 1000 دولار يمكنه شراء سلع وخدمات في صنعاء تفوق ثلاث مرات ما يستطيع الحصول عليه في عدن، مما يحول اليمن فعلياً إلى دولتين اقتصاديتين منفصلتين.
التداعيات الكارثية لهذا الانقسام النقدي تطال ملايين المواطنين الذين يعانون من تآكل مدخراتهم وتدمير قدرتهم الشرائية، بينما تشل حركة التجارة والاستثمار عبر المناطق اليمنية المختلفة.
المأساة الحقيقية تكمن في أن هذه الفجوة السعرية تتسع يومياً، مهددة بانهيار كامل للوحدة الاقتصادية اليمنية وتحويل الأزمة المعيشية من كارثة إلى كابوس لا ينتهي.